حرائق مهولة، شبّت في أكثر من نقطة، عبر إقليم غابات غرب ولاية سكيكدة، بدءا من زوال نهار الإثنين، موازاة مع ارتفاع رهيب في درجة الحرارة وتزايد سرعة الرياح، أسفرت عن تخريب نحو 500 هكتار من الغابات، وأشجار البلوط الفليني، التي تتوفر عليها غابات بلدية عين قشرة غرب الولاية، وتسببت جملة من الحرائق وعددها نحو 20 حريقا شبت في وقت واحد، في تشكيل سحب دخانية، غطت أرجاء إقليم غرب ولاية سكيكدة، وصعّبت من مهمة التنقل بالنسبة لمستعملي العربات والسيارات عبر الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي سكيكدة وجيجل. وقال رئيس بلدية عين قشرة محي الدين قريقة للشروق، بأنّ مصالحه بالتنسيق مع وحدات الحماية المدنية ورجال الدرك الوطني والعشرات من المواطنين، قد عجزوا عن إخماد النيران الملتهبة التي حاصرت مدينة عين قشرة، وأندلعت عبر كل من بودوخة، الرقعة الحمراء، العظامة، بوالحشيش، أغبالة، أم الغلم، بوالسرايف، وكذا منطقتي واد زقار وبوطلالة، وقال بأن كثافة الغابات منعت مصالحه من اختراق الحزام الناري الكثيف الذي انطلق بقوة، مخلفا خسائرا فادحة في الغطاء الغابي والثروة الخضراء التي تتميز بها مناطق عين قشرة، بينما أجتهدت المصالح المشتركة هذه للحيلولة دون تسجيل خسائر بشرية في صفوف سكان هذه القرى، والعمل على حماية ممتلكاتهم من أبقار وبساتين الزيتون. وعلى الرغم من ذلك، ذكر ذات المتحدث، بأن حجم الخسائر فاق كل التوقعات، لأن النار كانت أسرع من الجميع، بسبب تزامنها مع فترة حرّ شديد وسرعة الرياح، فضلا على أن هذه المرحلة من بداية الخريف، تكون فيها الغابة يابسة وبها حشائش وأحراش تساعد على انتقال النيران بشكل لافت، ما تسبب حسبه في تدمير ما يفوق المائتي هكتار من الغابات، أغلبها من أشجار البلوط الفليني، ومساحات واسعة من الأحراش، بالإضافة إلى عدد هائل من أشجار الزيتون وخلايا النحل، وببلدية بوشطاطة محمود غرب سكيكدة، شبّ حريق مهول في حدود الساعة الثانية زوالا، بمنطقة واد سلسلة على الجهة اليسرى، من الطريق الوطني رقم 43، واستمر الحريق لغاية الساعة الثامنة مساء، مخلفا تدمير ما يفوق المائة هكتار من الغابات تحوي عددا كبيرا من أشجار الزيتون، بينما شبت حرائق متفرقة بمناطق سطايح بنفس البلدية بين الأمس وأول أمس، وصولا إلى الصفصافة بأعالي بلدية أمجاز الدشيش، وكذا بمنطقة قرن عائشة ببلدية بين الويدان وصولا إلى حدود بلدية كركرة إلى غاية جبال منطقة وادى، وبأعالي بلدية الزويت وبلدية الحدائق حرائق متفرقة بالأحراش والغابات خلفت خسائر فادحة في الغطاء الغابي. هذه الحرائق دفعت بوحدات الدرك الوطني لفتح تحقيقات وتحريات معمقة، بعد ورود معلومات مفادها تورّط فلاحين ومافيا تحاول الاستيلاء على المساحات والمحيطات الغابية، لاستغلالها في المجال الفلاحي في إضرام هذه النيران دون مراعاة حجم الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها رئة مدينة سكيكدة، المعروفة بغطائها الغابي الخلاب، لاسيما بإقليم المنطقة الغربية والمصيف القلي.