حذرت مصادر مسؤولة من استمرار "أزمة السردين"، التي تسبب فيها الصيد العشوائي وكذا التلوث البحري. وأدى ذلك إلى التهاب أسعارها إلى حدود 400 دينار للكيلوغرام الواحد. ويزيد من خطر انقراض السردين استعمال الديناميت في السواحل الجزائرية. حتى مع تحسن الأحوال الجوية، لا يزال البحر غير قادر على خفض لهيب أسعار السمك بمختلف أنواعها، فما بالك بالسردين الذي قفز سعره بنسبة 200 بالمائة في ظرف ثلاثة أشهر. وقدر سعر الكيلوغرام الواحد منه ما بين 350 و 400 دينار في مختلف أنحاء الوطن، حتى بالقرب من موانئ الصيد البحري. وعلمت "آخر ساعة" من مصادر مسؤولة، بأن "استعمال الديناميت من طرف عدد من الصيادين الانتهازيين، تسبب في تقليص حجم هذه الثروة السمكية بعد استهدافها في موسم التكاثر، وعدم تمكينها من بلوغ النمو البيولوجي لها". الأخطر من هذا، فإن المنظمة العالمية للتغذية حذرت من انقراض السردين والتونة الحمراء مع عدد من أنواع السمك الأخرى، بسبب الصيد العشوائي والتلوث الصناعي.ويبقى خطر تلوث الساحل الجزائري قائما، ما دامت الأودية التي تصب في السواحل تعد "قناة" لصرف النفايات السائلة للمصانع. ومثال ذلك، على حد قول رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري حسين بلوط، وادي سيبوس بعنابة الذي يصب في البحر بعد أن تصب فيه النفايات عبر 7 ولايات.وأوضح المتحدث بأن السواحل الجزائرية الشرقية الأكثر تلوثا، وتصب حوالي 6 ملايين متر مكعب من المواد الكيمياوية سنويا في مناطق الصيد. وتسبب ذلك حتى الآن في انقراض قنفد البحر. وتشير التقارير إلى أن صب 7.5 متر مكعب من النفايات يتسبب في تلويث مساحة تقدر ب100 هكتار في البحر وعلى عمق يزيد عن 40 مترا.وحذر المتحدث من خطر النفايات الحضرية، والمياه المستعملة التي تزيد من حجم الخطر. وقال "الدولة لم تحترم القانون الصادر في أفريل 2004، الذي يلزم بأن تكون محطة تصفية مياه في المناطق التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة". وأما فيما يتعلق بمحطات تحلية مياه البحر، فقد أدت إلى تقليص حجم الثروة السمكية، حيث تعمد هذه المحطات على رمي الملح المستخلص في البحر، وأدى ذلك إلى زيادة نسبة الملوحة في البحر إلى 3.8، وهي نسبة غير طبيعية في البحر الأبيض المتوسط. الأكثر من هذا، لا تزال آثار الزنبق، التي تتواجد في عرض السواحل تنعكس على صحة المواطنين، بسبب تناولهم للأسماك التي تأثرت به، حيث يؤدي ذلك للإصابة بسرطان المعدة وسرطان الكبد. حيث أثبتت الدراسات بأن قطرة زئبق واحدة تبقى في مياه البحر 50 سنة كاملة قبل أن تتحلل. مهدي بلخير