كشف رئيس الإتحادية الوطنية للصيد البحري والمواد الصيدية بالإتحاد الوطني للتجار والحرفيين، السيد بلوط حسين ل "الفجر" عن تدفق أزيد من 60 مليون م3 من المياه القذرة سنويا في السواحل الجزائرية وذلك على مسافة 1284 كلم• وهو يدق ناقوس الخطر لتدارك الوضعية التي أصبحت تزداد تأزما من يوم لآخر، خاصة بعدما تبين وجود 250 ورشة صناعية تقوم بإفراغ فضلاتها الصناعية السائلة والصلبة في الشواطئ، وذلك عبر العديد من شواطئ مستغانم، بومرداس، سكيكدة، وهران وغيرها والتي أنجر عنها هلاك أطنان من الأسماك التي أصبحت تتقاذفها أمواج البحر نحو اليابسة، ما تسبب في الارتفاع الكبير لسعر السمك نتيجة تقلص الإنتاج وندرة السمك الأزرق مثل السردين الذي وصل سعره إلى 350 دج للكيلوغرام الواحد وهو ما لم يحدث منذ الإستقلال• وكشف بلوط حسين عن وجود 30 ميناء بولايات الوطن في وضعية مزرية وكارثية، نتيجة ارتفاع نسبة تلوث مياهها، ما جعل أزيد من 52400 بحار ينددون بتدهور الوضع بعد خروجهم يوميا إلى البحر وعودتهم يجرون خيبة الأمل لغياب السمك الذي أصبح يغادر السواحل الوطنية بعد اختراق الصيادين للدورة البيولوجية للسمك وتواجد أيضا طحالب قاتلة واستعمال الديناميت الذي كان وراء هجرة الأسماك للمياه الإقليمية باتجاه سواحل أخرى وهو ما بات يهدد مستقبل السمك في شواطئنا نتيجة غياب المراقبة الصارمة من قبل مسيري القطاع، خاصة أن هناك العديد من البواخر أصبحت اليوم تخترق أيضا مسافة من 0 إلى 3 آلاف ميل لاصطياد السمك وذلك ما يعد محرما، لأن جميع اللوائح والقرارات تنص على الاصطياد في مسافة أزيد من 6 آلاف وذلك في أعماق البحر، إلا أن الصيادين اليوم أصبحوا يقومون باصطياد السمك قرب الشواطئ وذلك لغياب المراقبة، خاصة ليلا، ما جعل كل الفضاءات المحرمة والمحظورة مسموحة للصيادين للتعدي على كل المواقع• وفي ذات السياق، طالب محدثنا بضرورة تكثيف المراقبة على الشواطئ لحماية ما تبقى من الثروة السمكية التي أصبحت مهددة بشواطئنا بالانقراض جراء استعمال الديناميت وكذا التلوث الذي أصبح يشكل هاجسا خطيرا في ديمومة الثروة السمكية بالشواطئ التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تراجعا مقلق للأسماك، نتيجة تقلص الإنتاج بشكل خطير، ما جعل المواطنين ينددون بالارتفاع الفاحش لسعر الأسماك التي أصبحت أسعارها أغلى من أسعار اللحوم•