يفوق عدد المتمدرسين بولاية سكيكدة 240 ألف تلميذ ، مما يجعل مشكلة التكفل بهم من الناحية الصحية خاصة الصحة النفسية قائمة. ففي ظل الظروف الأمنية التي عاشها المجتمع الجزائري خلال العشرية السوداء ، وفي ظل كل المتغيرات التي يعيشها التلاميذ أضحى التكفل بنفسيتهم لا يقل أهمية عن الاهتمام بصحتهم وخلو أجسامهم من الأمراض وكذا عدم تسوس أسنانهم. وتعتبر ولاية سكيكدة من الولايات ذات الأعداد الهائلة للمتمدرسين الموزعين على هياكل ضخمة تسعى السلطات إلى زيادتها و الاهتمام بها للإرتقاء بالجانب التربوي ، إلا أن الجانب الصحي لا يزال محيط الاهتمام به ضئيلا ولسنا ندري إن كانت برامج الوزارة لم توجه كل أضوائها إلى الصحة المدرسية ، أو أن ميزانية مديرية التربية لا تكفي للاهتمام أكبر بها وهو ما يدعو إلى تدخل الوزارة و الولاية للمساندة و المساعدة. لطالما كانت الرعاية الصحية بالمؤسسات التربوية بسكيكدة محط فخر الأولياء بما فيها وحدات الكشف الأربعة و الأربعون الموزعة على مختلف المؤسسات التربوية ، لتقديم أحسن الخدمات بالمراقبة الدورية لصحة التلاميذ واستقبال التلاميذ المرضى في كل وقت ورغم سعيها إلى خلق توازن إلا أن مقارنة عدد التلاميذ بعدد مستخدمي الصحة المدرسية ، يوحي بقلة عدد المستخدمين ، حيث يصل عدد الأطباء إلى 51 طبيبا منهم 20 فقط دائمين ، جراحي الأسنان 48 ، 32 دائمين ، أعوان شبه الطبيين 54، 42 دائمين. أما الأخصائيون النفسانيون فعددهم لا يتجاوز 09، وهذا في ظل وجود حالات شائعة تتطلب تكفلا نفسيا كالتبول اللاإرادي صعوبة النطق و اضطراب السلوك. ورغم أن سكيكدة لم تسجل أحداث عنف داخل الأقسام الدراسية بشكل يوحي بوجود مشكلة إلا أن وجود حالات منفصلة يؤكد ضرورة توفر الرعاية النفسية ، فلدينا حالة إعتداء تلميذ على أستاذه بعين قشرة وما تبعها من إعتداء الأخير عليه تسجيل حالات إعتاداءات جنسية على تلاميذ. و بالنظر لتلازم مرحلة المراهقة و المرحلتين المتوسطة و الثانوية من التعليم فإن وجود المختصين النفسانيين ضرورة ملحة كون المرحلة قد تجعل البعض انطوائيا و البعض الآخر مشاغبا و يميل إلى الظهور الأمر الذي يتم أحيانا بعنف كالتصادم مع الأساتذة أو حتى الزملاء. المرحلة الابتدائية لا تقل أهمية لاسيما بوجود حالات التبول اللاإرادي وصعوبة القراءة و النطق ، مما يدخل الطفل في دائرة الانطواء بفعل الخجل ونظرة زملائه له مما يفرض تواجد مختص نفساني يساعده على إعادة بناء نفسه بنفسه وللأسف فإن المختصين النفسانين المتواجدين حاليا بالمؤسسات يقتصر عملهم على الجلوس مع التلاميذ لمدة ساعة أو اثنتين طيلة السنة لشرح كيفية اختيار التخصص وهذا بالنسبة للدارسين بالجذوع المشتركة أما حالاتهم النفسية و مشاكلهم فهي بعيدة عن الاهتمام لاسيما في ظل ما يشهده قطاع التربية أين أضحى التلميذ يعرض عضلاته أمام أستاذه ، و الأخير يدعوه إلى الملاكمة ، كما أضحت التلميذات و الأستاذات يتبادلن الشتاتم و التعليقات حول طريقة اللباس ووضع المكياج. حياة بودينار