سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنفلونزا الخنازير، عطلة نهاية الأسبوع، العنف المدرسي، ثلاثية تهدد بضرب استقرار السنة الدراسية دخول مدرسي استثنائي على وقع احتجاجات وإضرابات تمتد إلى نهاية السنة
· فبالإضافة إلى تزامن الحدث مع ثنائية رمضان والعيد، وما سببته من مآزق للعائلة الجزائرية، بدأ العام الدراسي بسلسلة من الاحتجاجات لمقاطعة هذه المناسبة جراء المستجدات التي طرأت على النظام الدراسي والإصلاحات التي حولت التلاميذ إلى حقل تجارب وإسقاط تجارب الغير لا أكثر حسب الكثير من المختصين ونقابات القطاع، في ظل تغليط الرأي العام حول ملفات الساعة المهنية والاجتماعية، وخاصة رفع الحد الأدنى للأجر المضمون وفتح ملف التعويضات، والقوانين الأساسية· كلها عوامل جعلت هذه الأخيرة تعد بعام احتجاجات وانتقادات يكون الضحية الأولى والأخيرة فيه التلميذ والمدرسة وكل الأسرة التربوية، ولعل آخرها عملية توحيد المآزر التي تحولت إلى هاجس حقيقي جراء الضبابية التي طغت عليها، ليقرر الوزير في آخر لحظة تأجيل الحسم فيها إلى السنة المقبلة وإعطاء الأولياء هامشا من الاختيار في اقتنائها، في حين تبقى أنفلونزا الخنازير قلقا آخر يثير مخاوف الوصاية والأولياء على حد سواء· رمضان والعيد والمدرسة·· هواجس الأسر والأولياء أحدث تزامن شهر رمضان وعيد الفطر مع موعد الدخول المدرسي هاجسا لدى كل العائلات الجزائرية، لما تتطلبه هذه الثلاثية من مصاريف كبيرة، تقابلها أجور ضعيفة وغلاء فاحش في الأسعار، هي محاذير تسبب اضطرابات عقلية ونفسية لدى الأولياء، خصوصا مع الفوارق الاجتماعية الكبيرة وتراجع الطبقة المتوسطة، ما يؤدي إلى الشعور بالعجز وعدم القيام بالواجب والاضطرار إلى الاستدانة، ولم لا التفكير في عدم تسجيل الأبناء في المدرسة ودفعهم إلى عالم الشغل· فقد عبرت العديد من الأسر عن معاناتها اليومية لدى التفكير في حجم المصاريف اللازمة لتغطية حاجتها، فورقة الألف دينار أصبحت لا تكفي حتى لضمان فطور مغذِّ يقدم على مائدة رمضان، دون الحديث عما أضافته تكاليف الألبسة والأدوات المدرسية التي فاقت قيمة ثمانية آلاف دينار لطفل واحد متمدرس، بين أسعار الألبسة الباهضة وتكاليف الأدوات المدرسية من كتب ومحافظ وغيرها من المستلزمات· ضبابية تحديد ألوان المآزر عقّدت من مهمة الأسر لجوء وزير التربية الوطنية إلى اعتماد ألوان ثابتة لمآزر التلاميذ زاد مهمة الأولياء تعقيدا لعدم تحديد اللون بالضبط، بالنظر إلى أن اللون الوردي الخاص بفتيات الابتدائي والمتوسط، والأبيض الخاص بفتيات الثانوي والأزرق الخاص بالذكور على مستوى كل المستويات، ليس لونا واحدا، وحتى تفصيل المآزر ظل انشغالا مطروحا بحدة، ما جعلهم يؤجلون شراءها ويحرمون أبناءهم من ارتدائها في اليوم الأول، إلى غاية توضيح ذلك من قبل المؤسسات التعليمية، في حين وجد آخرون أنفسهم أمام عائق قلتها في الأسواق، حيث طال عدم وضوح الأمر حتى المنتجين والباعة، ما دفعهم إلى التريث في إنتاجها وتسويقها حتى يتضح الأمر· ورغم أن الخيارات متعددة في الأسواق الشعبية المنتشرة عبر الوطن، وانخفاض أسعار بعض الأدوات والمستلزمات المدرسية، حيث لعبت السلع الصينية دورا كبيرا في كسر الأسعار، وتحولت إلى قبلة للمواطنين البسطاء بعدما كانوا يفضلون في وقت سابق الألبسة المستعملة، إلا أنه من الأكيد أن هذه المحافظ مثلا لن تصمد لشهرين على الأكثر أمام كثرة المستلزمات المدرسية المفروض نقلها يوميا، ضف إلى ذلك مظاهر الجشع والحصول على الربح السريع والسهل للتجار، فأسعار الألبسة تجدها باهضة الأثمان، فإما أن تشتريها أو لا تفعل، وليس لك حل آخر بين الاثنين، والخاسر في النهاية رب العائلة الذي يستسلم لإلحاح أبنائه، وهي قضية آلاف المواطنين الذين تقربت منهم ''الفجر''، حيث أكدوا أنهم أجبروا على اقتنائها بالنظر إلى أن موعد الدخول قد حل، الأمر الذي جعل التجار يستغلون ذلك· أقسام مكتظة ودروس أكثر كثافة في انتظار التلميذ والأستاذ أكد المختصون والمتتبعون لقطاع التربية الوطنية أنه ما إن تأتي سنة جديدة إلا وكانت أسوأ من سابقتها، جراء بروز عوامل ومشاكل كثيرة تعكر صفو السنة الدراسية السابقة وما حققته من مكاسب، وتزيد التلاميذ والأساتذة عناء ومشقة، فالغلاء الفاحش لأسعار الأدوات المدرسية والكتب والملابس جعل معظم التلاميذ يعيشون أحاسيس مختلفة تزيد من إرهاقهم النفسي وشرودهم الذهني وقلة تركيزهم الفكري، يضاف إلى المتغيرات الطارئة في الجانب البيداغوجي من حيث التوقيت وكثافة الحجم الساعي اليومي، مما يؤدي بهم إلى التفكير في مقاطعة الدراسة، وبالتالي اتساع رقعة التسرب المدرسي· ومن المنتظر أن يكون هذا العام استثنائيا، بالنظر إلى التعديلات التي طرأت على أيام الأسبوع البيداغوجية، حسب توقعات الأساتذة والمختصين، وما سينجم عن كثافة الحصص من إرهاق كاهل التلاميذ والأستاذ بعد اعتبار يومي الجمعة والسبت فترة راحة، مع محاولة تعويض الساعات الضائعة في الأيام الأربعة ونصف المتبقية، دون وجود ملامح تخفيض في مناهج الدروس والبرامج من طرف وزارة التربية الوطنية· وتزداد المحفظة ثقلا، جراء هذه التغييرات وما تجنيه على التلميذ من متاعب ومشاق قد تؤدي إلى تشوهات جسدية، وبالتالي التأثير على نموه الطبيعي، ويبدو الأمر أكثر حساسية في المناطق الريفية التي يقطع فيها التلميذ عدة كيلومترات ذهابا وأيابا، وهو خطر آخر يضاف إلى نقص التغذية المتوازنة بسبب الفقر والحرمان، وهاجس الخوف واللاأمن الذي أصبح يطبع الطرقات والمدارس بسبب العنف المدرسي والمخدرات والترويج لها في أوساط التلاميذ· كما للمسافة البعيدة لبعض المؤسسات التربوية، خصوصا بالمناطق الريفية والداخلية، دور هام في تنامي التسرب حسب نقابات قطاع التربية، خاصة مع تعديل التوقيت الأسبوعي أيضا عقب تمديد مدة التعليم إلى الخامسة ونصف مساء، وما يسبب من متاعب ومشاق كبيرة للتلاميذ، خاصة في فصل الشتاء، تزيد في إرهاقهم ويأسهم وعدم التمكن من الاهتمام ومتابعة دراستهم، وهو ما حاولت الوصاية التخفيف من آثاره السلبية من خلال السعي إلى توسيع انتشار المطاعم المدرسية وتدعيم الوسائل العلمية وأجهزة التدفئة ووسائل الترفيه، غير أن العملية مازالت حلما بالنسبة للكثير من المؤسسات وهي تستقبل السنة الدراسية الجديدة· وللأستاذ قسط وفير من المعاناة نظرا لكثافة البرامج الجديدة وقلة المراجع، وعدم توفر الوسائل مع محدودية التكوين النوعي، فهي قضايا شغلت بال الأساتذة وزادت في قلقهم وتخوفهم من عدم نجاح مهمتهم التعليمية، على حد تقرير قدمه الأمين الوطني المكلف بالإعلام على مستوى نقابة ''الكناباست''، بوديبة مسعود، ل ''الفجر''، حيث قال إن سيناريو السنوات الماضية سيتكرر هذا العام، وخاصة عدم التمكن من تكملة البرامج واللجوء إلى سياسة الإسراع في تقديم الدروس على حساب الفعالية والفهم الجيد والتحكم في المعلومات، ومن المتوقع أن تزداد حدتها مع تطبيق النظام الأسبوعي الجديد وتوزيع الساعات وإنجاز توقيت عمل الأساتذة· كما تطرق بوديبة إلى متاعب المدراء جراء التعليمات والمناشير الوزارية، والتي جعلتهم يعيشون ضغوطا كبيرة لإنجاز أعمالهم في أوقات قياسية، وهذا على حساب النوعية والفعالية، في ظل هاجس قلة المناصب المالية واللجوء إلى تقليص الأفواج التربوية، وبالتالي استمرار ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام، ما يؤدي حتما إلى صراعات داخلية مع الأساتذة، بالإضافة إلى هاجس قلة المؤطرين ونقص الإمكانات المادية، ما ينجم عنه اضطرابات وظيفية مجانية تعرقل سير الدخول المدرسي، وكذا العمل التربوي وتتسبب في العنف المدرسي· ملفات مهنية واجتماعية عالقة·· الحكومة مطالبة بخلية أزمة مستعجلة نقابات عديدة تنشط في قطاع التربية الوطنية، كلها أجمعت على دخول سنة مدرسية جد صعبة ومتذبذبة، تتجه إلى احتجاجات أكثر حدة لإرغام الوصاية على فتح الحوار وتلبية انشغالات الموظفين، منتقدة في سياق آخر نوعية الإصلاحات والقرارات العشوائية التي تفتقر إلى أهداف واضحة المعالم، دون أخذ استشارة أهل الاختصاص والشركاء الاجتماعيين· رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، انتقد بشدة تزامن تكاليف ثلاثة مواعيد، الدخول المدرسي رمضان والعيد، بالنظر إلى ضعف القدرة الشرائية للموظف العمومي، مؤكدا أن الدخول المدرسي يكلف العائلة الواحدة أزيد من 20 ألف دينار جزائري، دون التطرق إلى أسعار الملابس التي تكلف أموالا باهضة تزيد الأمور سوءا، يقابل ذلك غياب مطلق لمساعدات الدولة، التي تخصص منحة 3000 دج للموظفين ذوي الدخل الضعيف، وهو ما وصفه المتحدث بغير الواقعي، داعيا إلى تعميمه على كل الموظفين· يحدث هذا، حسب مزيان مريان، في الوقت الذي تتمتع فئة أخرى من خيرات الجزائر، مشيرا إلى البرلمانيين على سبيل المثال، لأنهم أولى بتمثيل المواطن والشعور بمعاناته ولكن مداخيلهم تحول دون ذلك، وقسم خلالها المتحدث الجزائر إلى جزائرين'' فالأولى تعيش والثانية تجري وراء العيش''، مطالبا الحكومة بالتعجيل في إنشاء خلية أزمة تتكفل بإيجاد حلول سريعة، تفاديا لتسجيل عواقب وخيمة على المنظومة التربوية، وعلى سبيل المثال، سجل هذه السنة عدد ضعيف من الإناث، مرجعا السبب إلى المشاكل الاجتماعية لا أكثر ولا أقل، لأن الأسرة تضحي بالفتاة لتدريس الولد· وبالإضافة إلى تدني القدرة الشرائية، وما رافقها من عبء أرهق كاهل الجزائريين، كان للإصلاحات التربوية والمشاكل التي تتخبط فيها المدرسة وقع آخر على عائلات كثيرة، حيث تطرق رئيس ''السناباست'' بالدرجة الأولى إلى التغيير الأخير في العطلة الأسبوعية التي خلطت الأمور، بسبب ما ينجر عنها من كثافة الدروس ومشكلة تقسيم الجدول الأسبوعي، خاصة بالنسبة للأقسام المتنقلة· كما تخوف رئيس النقابة من المشاكل والملفات الثقيلة التي تراكمت خلال السنوات الدراسية الماضية، والتي تجاهلها الوزير وحاول إيجاد حلول ترقيعية لها، مشيرا إلى ظاهرة العنف حيث سجل في سنة 2007/2008 لوحدها 47 ألف حالة عنف في أوساط التلاميذ، وأكثر من 9 آلاف اعتداء من أساتذة على تلاميذ، ناهيك عن عدد الحالات التي سجلت السنة الفارطة كجرائم بشعة في الوسط التربوي وخلفت وفيات· وحول الحلول التي اعتمدها وزير التربية الوطنية في هذه القضية، عبر تخصيص أزيد من 10 آلاف عون تربوي لمرافقة التلاميذ والسهر على التقليل من الظاهرة في المحيط المدرسي، قال المتحدث إن الاستعانة بالأمن ليس الحل الأمثل دون اللجوء أولا إلى التحسيس، ومن الضروري أن يبدأ من العائلة بإشراك مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة· وأضاف مزيان أن عدم إسراع وزير التربية في تبني حلول كفيلة بمعالجة ملفات التربية، سيعقد السنة الدراسية 2009 / ,2010 مطالبا بضرورة تحرك الحكومة أيضا لتحسين مستوى الموظف العمومي· وموازاة مع ''الصمت الممنهج وغلق أبواب الحوار وغياب تطبيق ميداني للوعود المتكررة''، قال مزيان مريان إن هذه السنة ستخصص للاحتجاجات، باعتبار أن النقابات المستقلة قد عادت إلى نقطة البداية، إلى سنة 2007 تحديدا، عندما انتفضت بسبب شبكة الأجور، استنادا إلى الواقع المر الذي عرفت فيه القدرة الشرائية أدنى مستوياتها· وموازاة مع هذا، أجمعت مختلف النقابات، على حد قول المتحدث، على عدم السكوت، إلى غاية تحقيق مطالبها أمام تماطل الحكومة في فتح ملف التعويضات بحجة عدم استكمال القوانين الأساسية لمختلف القطاعات، وهي الحجة التي رفضها رئيس ''السناباست'' باعتبارها خطة مدروسة من قبل السلطات العمومية· وعن لقاء الثلاثية، أضاف المتحدث، أن أية زيادة ستقرر فإنها لن تدخل جيوب عدد هائل من الموظفين، قائلا إنها ''محاولة لتغليط الرأي العام، دون إلغاء وتعديل المادة 87 مكرر من القانون 11/90 الذي حدد تعريفا دقيقا للحد الأدنى للأجر المضمون· ونقل المتحدث عزم تنسيقية النقابات المستقلة العودة إلى الواجهة، في محاولة لتوحيد جهود النقابات مرة ثانية، مؤكدا أن الكرة في الموسم 2009/2010 ستكون في ملعب هذه الأخيرة، حيث أن العمل النقابي سيكرس نفسه لتحقيق مطالبهم· إصلاحات مستنسخة وتقليد الغرب·· حلول وأولويات الوصاية أما المنسق الوطني للمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، نوار العربي، فقد انتقد بشدة الإصلاحات التربوية التي تهدف فقط إلى تقليد الغير، مثلما تقول الحكمة ''المغلوب مولع بتقليد الغالب''، عبر استنساخها من دول أوروبية لا تتناسق والمنظومة الوطنية، وبطريقة عرجاء، حيث لا يواكب الخيارات الجديدة توفير الوسائل الضرورية وظروف التمدرس، وخاصة معدل التلاميذ في القسم، تقابلها أموال ضخمة تصرف في القطاع دون تسجيل أي نتائج إيجابية، مؤكدا على ضرورة إعادة النظر فيها، وفق خطة معينة تحدد الأهداف الرئيسية للبلاد، تحدد فيها المواصفات المطلوب توفرها في جيل المستقبل الذي نريد تكوينه· كما أشار إلى غياب استراتيجية واضحة المعالم لإيجاد حلول كفيلة للرقي بالتعليم في الجزائر، في ظل تنامي ظواهر أكثر خطورة، كالعنف الذي تخوف من ازدياده، مع لجوء وزير التربية إلى استعمال أعوان أمن، في ظل غياب الرؤى حول هؤلاء الأعوان الذين سيتم توظيفهم بمساهمة وزارة التضامن الوطني، هل لديهم مستويات تعليمية، هل لديهم تكوين بيداغوجي تربوي خاص، ليعتبر مشروع الوزارتين فاشلا منذ البداية، مستبعدا تجسيد توظيف 10 آلاف عون تربوي على أرض الواقع مع هذا الدخول المدرسي· وأكد نوار العربي أن هذا الدخول رافقته مشاكل عديدة، بالإضافة إلى وباء أنفلونزا الخنازير الذي يهدد سيرورة السنة الدراسية 2009/,2010 ونقص الهياكل التعليمية واستمرارية اعتماد مدارس الأميونت المضرة بالصحة، رغم الحديث الرسمي عن محاربتها، وهنالك الوضعية الاجتماعية المزرية التي زادت حدتها ثلاثية رمضان والعيد والمدرسة· وطالب التقرير الذي أعدته نقابة ''الكناباست'' الوزارة الوصية بضرورة التكفل بمشاكل الولايات وتأسيس خلايا مختصة تعمل على دراسة ومناقشة الوضع الراهن والتفكير في نظام دراسي أسبوعي بيداغوجي يعود بالفائدة على التلميذ والأستاذ، ويرفع من قدرة التحصيل العلمي والتربوي، ويسمح بتحقيق الاستقرار النهائي للمنظومة التربوية، بالإضافة إلى الاستمرار في مراجعة المناهج والتقليص من كثافتها والوصول إلى حجم ساعي متوازن يخدم التلميذ ويساعد على الرفع من فعالية ونوعية التحصيل العلمي· من جهته، أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، صادق الدزيري، أن السنة الدراسية 2009/2010 ستكون صعبة جدا لأسباب عديدة تتعلق أولا بالنقص في كفاءات التدريس في جميع مراحل التعليم، لأن وزارة التربية الوطنية لم تجر مسابقات التوظيف قبل الدخول المدرسي، ما يعني تعطيل دخول تلاميذ بعض المدارس في مختلف ولايات الوطن إلى غاية ظهور نتائج المسابقات· ويحدث هذا التأخر رغم تجربة السنة الماضية الرائدة، حيث جرت المسابقات قبل الدخول المدرسي، وظهرت النتائج قبل التحاق التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، متسائلا ''لماذا لم تتبع الوزارة نهج السنة الماضية في المسابقات؟''، كما أن العجز سيكون كبيرا في ولايات الجنوب، خاصة في اللغة الفرنسية والرياضيات والفلسفة، وفي ظل عدم توزيع السكنات المخصصة لولايات الجنوب، المقدرة ب4200 سكن، لتحفيز الراغبين في العمل بالجنوب، حيث تم تأجيل الملف أكثر من مرة، كان آخرها إلى نهاية هذا الأسبوع· وتطرق المتحدث إلى المؤسسات التربوية التي ستعرف اكتظاظا في الأقسام بمعظم الولايات، خاصة في التعليم المتوسط الذي يعاني الكثير نتيجة وجود الكوكبتين معا، الناجحين في السنتين الخامسة والسادسة ابتدائي، أي نظام الإصلاح الجديد والنظام القديم، المنتقلين إلى السنة الأولى متوسط في السنة الماضية، وستبقى آثارها مستمرة حتى في الثانوي بعد ثلاث سنوات، إضافة إلى قرار الوزارة بانتقال كل تلاميذ السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الثانية، ما يخلف اكتظاظا في السنة الثانية متوسط ويؤثر سلبا على أداء المعلم في ظل انعدام الانسجام وتقارب المستوى التعليمي· ربط التلميذ 8 ساعات في كرسي المدرسة·· يزيد الأمور سوءًا ولعل المؤسسات التربوية الأكثر تضررا من التعديل الأسبوعي الجديد تلك التي تحتوي على أقسام متنقلة، حيث سيعاني مديروها، حسب المتحدث، من توزيع زمني تربوي غير ملائم، ما يجبرهم على التخلي كلية عن الجمعية الثقافية والرياضية وتفعيلها، والتي تعتبر متنفس التلاميذ الوحيد لتجديد طاقاتهم ونشاطاتهم· ومن خلال التوزيع الجديد فإن التلاميذ يصعب عليهم المكوث في القسم لمدة 8 ساعات متواصلة، ما يفقدهم التركيز والانتباه والقدرة على الاستيعاب· كما أنه في ظل تأخير شهادة التعليم المتوسط إلى 20 جوان، يجعل استمرار الدراسة مستحيلا، خاصة في ولايات الجنوب، في غياب الشروط الملائمة من تكييف للمؤسسات وإطعام للتلاميذ، وبالتالي سيبقى التلاميذ لأزيد من شهر كامل في فراغ يجعل المعلومات المخزنة تتلاشى، حسب علماء النفس التربوي· كما أن عطل إطارات التدريس من معلمين وأساتذة ستتأخر ويحرمون من جزء منها، لأنه من غير الممكن إنهاء الامتحان والتصحيح وإجراء عملية التوجيه المدرسي بين 20 جوان و5 جويلية· أما بالنسبة للعنف المدرسي، وبالرغم من وعود وزير التربية بتوفير 10 آلاف منصب، فقد اعتبره الدزيري حلا مؤقتا، والتخفيف منه سيكون نسبيا، والحل الفعلي يكمن في إعطاء التربية الدينية والمدنية حقهما لتوعية النشء والتربية الصحيحة النابعة من قيم وأصالة الشعب الجزائري، وهنا ينبغي على المجتمع ككل أن يؤدي دوره، خاصة الأسرة، التي تتحمل العبء الأكبر في العملية لاسترجاع دورها الريادي في العملية التربوية· وفي ظل هذه الضغوط والأجر الزهيد، غير المحفز ولا المشجع، الذي يتقاضاه عمال التربية بمختلف أسلاكهم، لأن شبكة الأجور كانت مخيبة للآمال، قال محدثنا إن عمال التربية لن يبقوا يتفرجون على وضعهم المأساوي، وإن الاتحاد سينسق مع النقابات الفاعلة في القطاع لاتخاذ المواقف المناسبة في الوقت المناسب لقناعتنا بأن الحقوق عندنا تفتك بالنضال والتضحيات· توجه نحو تعميم التعاقد والقضاءعلى الترسيم ككل دخول اجتماعي تتكرر معاناة المتعاقدين ويتعمق تخوفهم من عدم تجديد عقودهم، ما يسبب اضطرابا كبيرا في نفسية الأستاذ والتلميذ على السواء، على حد قول رئيسة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مريم معروف، مضيفة أن الأمل معلق على باب وزارة التربية، وليس في تجديد العقود فحسب، وإنما تسوية وضعيتهم نهائيا، للاستفادة من الحقوق المهضومة، كحقه في تسوية الوضعية والعطل السنوية والمنح والعلاوات (منحتي التوثيق والتأهيل)· يحدث هذا في الوقت الذي أصر الوزير على أن مشكلتهم خارج عن نطاقه، وأن الأمل الوحيد هو إجراء المسابقات، وفي الوقت الذي يحتاج إليه قطاع التربية الوطنية إلى أزيد من 25 ألف أستاذ، وأمام ضعف عدد المناصب المفتوحة والمقدرة ب10 آلاف منصب، تتجه وزارة التربية إلى إعادة المتقاعدين وفق عقود مؤقتة، لسد العجز في مواد عدة، كالفرنسية بالخصوص، بالإضافة إلى استدعائها المستخلفين لإنقاذ التلاميذ من سنة بيضاء محتمة· أساتذة مضطربون عقليا يزاولون مهنة التعليم بدوره أكد المكلف بالإعلام على مستوى مجلس ثانويات الجزائر، عاشور إيدير، أن كل العوامل تنبئ بسنة كارثية لم تشهدها المدرسة الجزائرية منذ الاستقلال، فبالإضافة إلى وباء أنفلونزا الخنازير الذي سيرغم المؤسسات التربوية على غلق أبوابها، في أية لحظة، في ظل استراتيجية محكمة للحد من انتشار الفيروس، هناك الاكتظاظ الذي انجر عن سوء الإصلاحات المعتمدة، والذي سيحول دون تسجيل نتائج إيجابية في نهاية الموسم الدراسي، بالإضافة إلى مشاكل كثيرة لا تحصى· وكأولوية، سلط النقابي الضوء على مشكل سن التقاعد الذي يخلف وراءه اختلالات عصبية وعقلية كبيرة للأستاذ جراء طول مدة التدريس، مؤكدا أن الدراسات تؤكد أنه بعد 25 سنة تعليم يصبح في مواجهة معاناة اختلالات عقلية، مضيفا أن 80 بالمائة من الأساتذة الذين يزاولون حاليا مهنة التدريس فاقت مدة عملهم 25 سنة· وعن الحركات الاحتجاجية، قال عاشور إيدير إن هناك تخطيطا يجري مع هيئة ما بين النقابات، والتي أكدت على استغلال كل الفرص خلال هذه السنة لتحقيق انشغالاتهم·