انتقد المندوب الوطني للمخاطر الكبرى، عبد الحميد عفرة، التخلي عن التنبؤ والوقاية في مجابهة الأخطار والاعتماد فقط على مرحلة التدخل الذي يكلف الخزينة حوالي 34 مليار دينار ، وقال إنه حان الوقت لاعتماد التنبؤ والوقاية في مواجهة المخاطر الكبرى. وأوضح عفرة، في تصريح اذاعي أن الندوة الوطنية المنعقدة، منذ أمس الأول، تهدف وضع الإستراتيجية الوطنية للوقاية وتسيير المخاطر ، مضيفا أن أهم النقاشات في اليوم الأول تمحورت حول كيفية تأقلم الإستراتيجية مع المعطيات الجديدة وتدارك النقائص خصوصا في الإطار القانوني القديم. وأشار إلى أن الإجماع تم ضرورة اعتماد المراحل الأربعة في تسيير المخاطر، وهي المتعلقة بالوقاية والتنبؤ والتدخل والتعافي أو الرجوع للمرحلة الطبيعية. وقال إنه في السابق تم التخلي عن التنبؤ والوقاية في مجابهة الأخطار وتم الاعتماد فقط على مرحلة التدخل فقط ، مضيفا أن " هذه المرحلة تكلف الخزينة حوالي 34 مليار دينار. وقال في نفس السياق، بان ثلاثة مخاطر كبرى رئيسية تواجه البلاد وهي الفيضانات، الزلازل وحرائق الغابات. وأشار إلى أن هذه الميزانية ستكون أقل بكثير إذا ما أخذت الدولة على عاتقها 50 بالمائة من كلفة التأمين الموجه ل 6 ملايين أسرة. من جهة أخرى، كشف عفرة، أن تفشي وباء كورونا تسبب في فقدان 500 ألف وظيفة مباشرة، دون احتساب الخسائر في الدائرة غير الرسمية. واعتبر أن المواطن شريك مهم في تنفيذ الإستراتيجية الجديدة، مع الحرص على تطبيق القوانين وسياسة الردع ضد المخالفين . من جهة أخرى قال عفرة إن ثقافة التأمين ضد الكوارث غائبة لدى الجزائريين رغم أن قانون 2003 يجبر المواطنين على التأمين، مشيرا إلى أن نسبة المؤمنين لا تتعدى 10 بالمائة وأغلبهم للتعاملات التجارية فقط. ودعا وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود، المشاركين في الورشات الأربع للندوة الوطنية حول استراتيجية الوقاية وتسيير المخاطر الكبرى الى"رفع توصيات ميدانية ملموسة " لتطبيقها على المدى القريب. وقال بلجود خلال مشاركته في جانب من أشغال هذه الورشات في اليوم الأول من هذه الندوة التي تنظم تحت شعار "مقاربة تشاركية ومدمجة" يجب على " المشاركين في الورشات صياغة توصيات ميدانية ملموسة " لتطبيقها على المدى القريب، مشددا على ضرورة " إشراك فعاليات المجتمع المدني المشاركة في الندوة في بلورة هذه التوصيات التي سترفع الى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بعد اختتام الندوة". كما شدد بلجود على ضرورة عدم " الاكتفاء بالإحصائيات بل وضع مخططات فعالة للقضاء على أسباب المخاطر الكبرى والكوارث "بما في ذلك –كما قال — حوادث المرور.