مع اقتراب الامتحانات المصيرية يسعى التلاميذ وعلى مختلف أطوارهم للفوز بتأشيرة الانتقال إلى المرحلة التعليمية الموالية حيث يصبح الهدف الشغل الشاغل لهم خاصة وأن السنة الدراسية على مشارف الانتهاء. ولعل حالة الإرباك التي عاشها القطاع خلال السنة الجارية سبب سلسلة الإضرابات وهو ما جعل التلاميذ يدمنون في الآونة الأخيرة على المكتبات العمومية المتواجدة عبر إقليم الولاية للمطالعة والاستفادة من الحوليات. وهي الصورة التي وقفنا عليها خلال زيارتنا لعدد من المكتبات التي وجدناها تعج بالتلاميذ بحيث تختلف طريقة كل تلميذ في المراجعة حسب ذكائه ومثابرته طيلة العام الدراسي خاصة منهم المقبلون على شهادة البكالوريا التي تعد بمثابة التأشيرة الوحيدة لاجتياز هذه المرحلة والانتقال إلى أخرى تجعل منهم أكثر نضجا وتمنحهم أكبر قدر من الاستقلالية والحرية وعليه ومن هذا المنطلق يرى الكثير من هؤلاء التلاميذ في الاستناد إلى كل السبل والطرق المتاحة كاللجوء إلى المكتبات من أجل تحقيق هدفهم وهذا أمر مشروع فلا يضيعون الوقت في تحضير عدتهم اللازمة لمواجهة الخطر الذي قد يهدد مستقبلهم حيث يراهن الجميع على الحصول على أعلى معدل ليسهل أمامهم اختيار الشعب أو التخصصات التي يرغبون فيها فالتلاميذ النجباء الحريصون على كسب معارك العلوم والمعرفة شأنهم شأن الأولياء والأساتذة الأكثر اهتماما بمصيرهم خاصة وأنها أصبحت مرادفا لتحقيق التفوق فالتميز يخلق فرصا أكثر لاختيار المهن المستقبلية المطلوبة بحيث يشكل الضغط النفسي على العديد من مترشحي شهادة البكالوريا دافعا لهم للجوء إلى جميع السبل الممكنة من أجل تدليل العقبات وتجاوز الأسئلة الصعبة في سبيل النجاح فسهر الليالي الطوال من أجل المراجعة يرافقه في الكثير من الأحيان الإقبال الكبير على المكتبات المتواجدة بالولاية سيما أن العديد من التلاميذ يجدون ملاذهم بهذه الأماكن في الأيام القليلة التي تفصلنا عن موعد البكالوريا حيث يجتمع التلاميذ مع بعضهم البعض لحل المسائل والتمراين التي تصعب حلها وفي هذا القول فهيمة أنها تعتمد هذا الأسلوب منذ أن اجتازت شهادة التعليم المتوسط حيث تأتي مكتبة قصر الثقافة للمراجعة مع زميلتها وتضيف أنها تفضل مراجعة المواد العلمية مع صديقتها كون معظمها مسائل وتمرينات تستوحي حل دقيق وسريع وعندما نكون مع بعضنا تقترح كل واحدة منا رأيها وفكرتها وفي الأخير نجد الحل الصحيح دون اللجوء إلى المراجع والحوليات في حين أن مواد الحفظ فتفضل فهيمة أن تترك حفظها بالبيت حيث تستطيع التركيز أكثر أما كريم المقبل على شهادة البكالوريا فيقول أنه يأتي يوميا للمكتبة المركزية مع زملائه للدراسة وللمراجعة وتجاوز النقص الذي يجده في بعض الدروس سيما أنه لديه رغبة في النجاح والحصول على معدل جيد يؤهله لدراسة الطب فهو يريد أن يصبح طبيبا في المستقبل القريب ويضيف أنه يجد هذه الطريقة في المراجعة جيدة خاصة أنها تساعده كثيرا على الاستيعاب والفهم عكس عندما يكون لوحده إضافة إلى أن بالمكتبة يوجد العديد من المراجع والحوليات التي تساعدنا على الفهم والحل بالرغم من أننا نجد بعض النقص في بعض المراجع التي تتضمن البرنامج الدراسي الجديد فهي غير متوفرة عند العديد من المكتبات ونضطر إلى شرائها في بعض الأحيان من جهة أخرى يقول محمد أنه لو لا المكتبة لما استطعت التفوق في دراستي وتحصلت على معدلات جيدة فالمكتبة هي بمثابة المكان الوحيد الذي أستطيع المرجعة فيه حيث تتوفر جميع الظروف الملائمة للدراسة والتفوق. ن.فيروز