تعيش المؤسسة منذ السنوات القليلة الماضية على و قع سيناريوهات مشينة وصلت إلى حد ارتكاب الجرائم، صور باتت متكررة لأحداث يندى لها الجبين انتهكت حرمة الجامعة وضربت بقدسيتها عرض الحائط وجعلتها مرتعا للعنف والفساد بعد أن وجدت لتكون منبرا للعلم والعلماء . وضعية جعلت لغة الحوار الوحيدة هي العنف بين الطلاب والأساتذة أو حتى بين الطلاب أنفسهم أربع حالات قتل في ظرف عامين بين سنتي 2008/2009 داخل الجامعات الجزائرية هي فاتورة العنف الموقعة إلى حد الساعة راح ضحيتها أستاذان وطالبان والسبب لا يخرج عن سوء تفاهم بسبب نقطة أو مداعبات صبيانية، فمن لا يذكر إحدى هذه الوقائع بدءا من سطيف معهد الترجمة الذي عاش مأساة مقتل طالب إثر تلقيه طعنات داخل قاعة المحاضرات من قبل زميله أردته قتيلا لتأتي بعدها الواقعة الأولى من نوعها في تاريخ الجامعة الجزائرية والتي راح ضحيتها الأستاذ محمد بن شهيدة من جامعة مستغانم على يد من علمه يوما حرفا فكان له مع الأيام الخنجر الذي اغتصب منه الحياة داخل مكتبه لتليها جريمتان أخرتان الأولى بجامعة باب الزوار بحق طالبة و الأخرى بجامعة الجلفة راح ضحيتها طالب دفعه الطلاب إثر حركة احتجاجية فأردوه قتيلا ناهيك عن ضرب وسب وشتم و تجريح ضد الأساتذة وهي وعلى كثرتها لا تحصى .جولة قصيرة بين عدد من المعاهد الجامعية المتواجدة بعابة وقفنا خلالها على الواقع المرير الذي وصلت إليه الجامعة الجزائرية طلبة يتلفظون كلمات بذيئة داخل الحرم غير عابئين بأي كان وآخرون يشتمون أستاذ المقياس الفلاني فقط لأنه منحهم علامة سيئة وغيرها من المشاهد ... صور حية لأساتذة عاشوا الجحيم تقربنا من عدد من الأساتذة الذين سمعنا أنهم قد عايشوا سيناريوهات مشينة مع طلبتهم وكانوا ضحايا ضرب أو اعتداء لفضي فكانت الأستاذة (س) قسم الاتصال التي حدثتنا بكل أسف على أنها تعرضت خلال عملية مراقبة الامتحان إلى موقف مشين مع طالبة حيث وجدتها في وضعية غش لتسحب منها الورقة وتطردها غير أن الطالبة وقفت داخل المدرج وانهالت عليها بوابل من السب والشتم الذي يصم الآذان ولولا تضيف تدخل الأستاذ المساعد لها في المراقبة لنالت حظا وفيرا من الضرب على يدها . ليست الواقعة الوحيدة التي رصدناها بالجامعة فالأستاذة ( ع.م) لا تزال تتذكر إلى اليوم ما حدث لها العام المنصرم خلال تقديمها لحصة TD بقسم الترجمة حيث تهجمت عليها إحدى الطالبات بطريقة وحشية بعد أن فتحت الباب بالقوة وهي تصرخ بأعلى صوتها موجهة كلامها لي طبعا قائلة اسمعي أنت واش تحسبي روحك أستاذة تاع الصح أنا لن أعيد السنة بسبب مقياسك التافه وأردفت أن مصيبتي لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدتها إلى الطرد الذي تلقته في نهاية السنة حيث رفض رئيس القسم أن يجدد لي العقد في السنة الموالية واتهمني بصنع المشاكل مع الطلبة مستشهدا بواقعة الطالبة تلك أمر آلمني كثيرا فاضطررت إلى الذهاب للقسم الآخر . غرباء عن الجامعة يتوعدون الأساتذة لإنجاح أصدقائهم من الطلبة وغير بعيد عن هذا المعترك كشف لنا عدد من الأساتذة الذين تحدثنا إليهم بالخصوص ورفضوا الإفصاح عن أسمائهم أن العنف في الجامعة وما يتعرض له الأساتذة على يد طلبتهم بات أمرا يؤرق فالقضية تتفاقم يوما بعد يوم وتأخذ على شاكلتها صورا غريبة وسريعة في نفس الوقت . فأسلوب الاعتداء على الأساتذة اليوم أخذ صورة التهديد والوعيد فبين الفينة والأخرى وبالضبط عند علامات الفصل الأول تجد شبانا لا يمتون للجامعة بأية صلة يترصدونك ويقطعون عليك طريقك في عقر الجامعة فقط لإيصال رسالة صوتية قصيرة مضمونها تهديد اسمعي لازم عليك تنجحي فلان أو فلانة على الأغلب وإلا سترين ما لا يرضيك في الخارج وهو ما تعرض له الأستاذ محمد .س من طرف جماعة من الصيع لدى خروجه من جامعة البوني حيث قطعوا طريقه وهددوه بأن يشوهوا وجهه إن لم يغير علامة الطالبة (X) وعليه فالكثير من الأساتذة يخشون أن يصيبهم مكروها فينصاعون للتهديد ويضاعفون علامة الطالبة (X) أو غيرها لتفادي ما هو أسوأ منطق الطالب في التعلم التنقال للانتقال وبين هذا وذاك استوقفنا الأمر وتحدثنا إلى بعض من الطلبة وسألناهم عن الدراسة بصفة عامة في الجامعة فأجمع الكل على أنها سهلة ولا تحتاج إلى بذل أي جهد كيف لا وتكنولوجيا التنقال تتطور من سنة إلى أخرى فمن كتابة الحروز إلى الزوم والكيت مان وحتى البورتابل كلها وسائل جندها طلبة العلم لضمان تأشيرة النجاح . فكم من تلميذ ضبط متلبسا داخل قاعة الامتحان وبحوزته إحدى وسائل الغش، صور أكدها جل الأساتذة فطلبة الجامعة اليوم لا يملكون أدنى مستوى علمي في زمن أصبحت فيه البكالوريا شهادة للجميع إلا لمن أبى ومثلها الليسانس وهو ما أربك التعليم في الجامعة وما زاد الطين بلة سياسة إرخاء الحبل التي تنتهجها الإدارة إزاء تجاوزات الطلبة فهي لا تحرك ساكنا إلا إذا وصل التشنج إلى حد الضرب المبرح أو القتل .