احتضنت دار الشباب فزاري عبد الله» ببلدية بوثلجة بالطارف يوما تحسيسيا أشرفت عليه قافلة «الأمل لغد بدون مخدرات» والتي اختارت التوغل في التجمعات الريفية للتحسيس بخطورة الظاهرة وتسليط الضوء على فئة الشباب المدمنين داخل هذه التجمعات النائية التي تفتقد في كثير من الأحيان إلى التغطية الأمنية خلافا للتجمعات الحضرية التي تعرف فيها الظاهرة حصارا على مروجي هذه المواد السامة التي تتسبب سنويا في هلاك الآلاف من المدمنين عليها حيث تناولت القافلة التي يؤطرها مختصون في الطب النفسي والقانون وعلوم الشريعة الأبعاد الخطيرة لآفة التدخين والمخدرات بالخصوص، حيث أكدوا أن المدمنين هم الفئة الأكثر عدوانية وخطورة في المجتمع وذلك استنادا حسب ما كشفوا عنه إلى دراسات حديثة أنجزها خبراء ومختصون في الطب النفسي لفائدة منظمة الصحة العالمية. وفي سياق متصل حذر الأخصائي النفساني «محمد بوراي» من بين المشاركين في القافلة التحسيسية «الأمل لغد بدون مخدرات» من أن الإدمان يتسبب في انحراف الأشخاص حتى لا تتساوى سلوكاتهم مع عادات المجتمع بما يحول الفرد المدمن إلى شخصية غير سوية تعاني من اضطرابات نفسية تتحول إلى قلق مرضي قد ينتهي بصاحبه في أحيان كثيرة إلى وضع حد لحياته عن طريق الانتحار مؤكدا على ضرورة إخضاع حالات الإدمان على العلاج قبل استفحاله وذلك بالطرق المعروفة حيث تحرص فرق مختصة في المراكز الجهوية لمكافحة الإدمان إلى إعادة الأمل إلى الحالات المشخصة بواسطة العلاج النفسي أولا ثم متابعتها ميدانيا إلى غاية اكتمال العلاج. كما ذكر المختصون أن هذه الظاهرة السلبية التي تنخر جسد مجتمعنا لم تعد تستثني أحدا بعدما مست شريحة الأطفال والمراهقين والراشدين وحتى النساء مستخلصين أن الأسباب الكامنة وراء انتشار الآفة تعود إلى بالدرجة الأهم إلى ضعف الوازع الديني ومخالطة رفقاء السوء في غياب رقابة الأولياء وعدم الاشتغال بأي نشاط سواء كان ثقافيا أو رياضيا أو حتى مهنيا. أما بخصوص الدور الفعال الذي تلعبه خلايا الاصغاء كشف المعالج النفساني «محمد بوراي» أن دورها ينحصر في تقديم إرشادات نفسية ونصائح توعوية للمدمنين حيث يتم من ذلك توجيههم إلى المراكز العلاجية لتلقي العلاج النفسي اللازم بخصوص ذلك. الجدير بالذكر أن هذا الملتقى التحسيسي عرف متوافد عدد كبير من الفئات الشبانية التي تفاعلت مع الحملة التحسيسية التي نظمتها قافلة «الأمل لغد بدون إدمان» التي أتت تزامنا والحملة العالمية المبرمجة سنويا لمكافحة الإدمان في الأوساط الشبانية وفقا لبرنامج المنظمة العالمية للصحة حيث سمحت من خلال ذلك الفرصة في تقديم شروحات حول الأسباب القانونية المعتمدة في محاربة تعاطي المخدرات والسبل الكفيلة بمعالجة المدمنين وإعادة دمجهم في الحياة الطبيعية.