ألح رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام''، البروفيسور مصطفى خياطي، خلال تقديمه لحصيلة التحقيق الوطني المنجز من طرف هيئته حول تعاطي المخدرات، على ضرورة خلق نوع من الشراكة والتنسيق بين جمعيات المجتمع المدني والقطاعات الحكومية لوضع حد لظاهرة تعاطي المخدرات التي بدأت تأخذ منحنيات خطيرة في المجتمع الجزائري خاصة لدى فئة الشباب، حيث بين التحقيق انتشار المخدرات في الفئة العمرية الممتدة بين 20 و25 سنة بنسبة 40 بالمائة. عرض البروفيسور مصطفى خياطي نتائج التحقيق المنجز حول تعاطي المخدرات بالجزائر، حيث بين انه مع ضخامتها فهي لا تمثل سوى قطرة صغيرة في بحر الانتشار الكبر لتعاطي المخدرات في الجزائر رغم جهود الدولة المعتبرة للقضاء على الظاهرة وعمليات الحجز الكبيرة التي تقوم بها مصالح الدرك الوطني. حيث كشفت الأرقام المقدمة من طرف هذه الهيئات الأمنية عن حجز أطنان من القنب الهندي بالإضافة الى حجز 300 الف حبة دواء مهلوسة في مناطق مختلفة من الوطن. وبالرغم من الحملات التحسيسية التي تقوم بها الهيئة التي كان آخرها حملة تحسيسية في ولاية ورقلة استقطبت الكثير من شباب المنطقة، إلا أن الأمور مازالت بعيدة عن حجم كبح الظاهرة عن قرب. 35 بالمائة من المدمنين فتيات شمل التحقيق المنجز من قبل الهيئة أكثر من 11الف مواطن موزعين عبر 10 ولايات مختلفة من الوطن، كما ركز التحقيق المنجز على استهداف الطلبة المتمدرسين بجامعة الجزائر ومعاهدها المختلفة بمجموع 4790طالب جامعي، وتبين من خلال الدراسة ان الذكور يمثلون 65 بالمائة من مستهلكي المخدرات في هذه الولايات أما الإناث فقد شكلوا نسبة 35 بالمائة من متعاطي المخدرات في الجزائر. وقد بينت نتائج التحقيق أن انتشار المخدرات في الأوساط النسائية يأخذ منحى تصاعديا خاصة لدى فئة الطالبات اللاتي يسارعن الى استهلاك المخدرات أسوة بالذكور في الكثير من الأحيان وللهروب، حسب اعتقادهن، من المشاكل التي تعيقهن في مشوارهن الدراسي والحياتي. 15 بالمائة يرون في المخدرات حلا للمشاكل قامت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، حسب رئيسها البروفيسور خياطي، بإعطاء الفئة المستجوبة مجموعة من الأسئلة وعلى ضوء الأجوبة المقدمة تم إخراج هذا التحقيق للعلن. ومن بين الأسئلة التي وجهت للمواطنين ما مدى معرفتهم بالمخدرات، حيث تبن أن 91 بالمائة منهم يعرفون الكثير عن المخدرات بأنواعها المختلفة اما 38 بالمائة من المواطنين فقد أجابوا عن سؤال حول معرفتهم لأحد من الأقارب يتعاطى المخدرات بالإيجاب. والغريب في النتائج أن 67 بالمائة من المستجوبين أكدوا أن استهلاك المخدرات يسيء بشكل كبير للصحة الجسدية والعقلية لمتعاطيها، أما 15 بالمائة منهم فقد أكدوا أنها جيدة ولا تشكل أي خطورة لمستهلكيها. وحول انواع المخدرات الأكثر انتشارا في الأوساط الشبانية استحوذ القنب الهندي على 63 بالمائة من حجم الاستهلاك العام للمخدرات بالنسبة لفئة الرجال، أما الإناث فيقبلن على استهلاك الحبوب الطبية خاصة المستعملة لعلاج الانهيارات العصبية. التجمعات الطلابية بؤرة لانتشار المخدرات يفضل 69 بالمائة من الطلبة تناول المخدرات في تجمعات وجلسات بين المتعاطين ونسبة قليلة منهم لا تتجاوز 7بالمائة تستهلك المخدرات بصفة انفرادية. اما فئة البطالين فأكدت الدراسة ان 36بالمائة منهم يفضلون استهلاك المخدرات مع رفقائهم، وهو ما يفسر الانتشار الكبير لاستهلاك المخدرات في الأوساط الشبانية، حيث تشكل التجمعات المختلفة للشباب سواء في الأحياء الشعبية أو على مستوى الإقامات الجامعية والمعاهد بؤرا لانتشار تعاطي المخدرات ودخول شباب جدد الى قائمة المدمنين كل يوم. وأسر 75بالمائة من طلبة الجامعات أن النقود التي يستعملونها لاقتناء المخدرات تمنح لهم من قبل أوليائهم، وهو ما يلقي الضوء على قلة المراقبة الأبوية على شريحة واسعة من المجتمع وهي الشاب حيث يستغل هؤلاء الثقة العمياء التي تمنح لهم من قبل اوليائهم بحكم أنهم طلبة بالغون في شيء سلبي وهو تعاطي المخدرات. أما البطالون فقد اعترف أكثر من8بالمائة منهم بأنهم يلجأون للسرقة لتحصيل النقود الضرورية لاقتناء المخدرات بأنواعها المختلفة.