لم تلعب أمام إنجلترا بسبب الخيارات الجديدة للمدرب، ما رأيك في المستوى الذي قدّمه رفاقك؟ اعتقد أنّنا كنا في يومنا، حيث صمدنا أمام منافس من العيار الثقيل، منافس يعدّ من أكبر المرشحين للذهاب بعيدا في هذا المحفل الكروي العالمي وليس فقط في هذه المجموعة، منافس فرضنا عليه منطقنا، هاجمناه بطريقة جيدة، ودافعنا أمامه ببسالة، وأجبرناه في نهاية المطاف ورغم حاجته إلى النقاط الثلاث على تقاسمها معنا، وخرجنا بنقطة بطعم الانتصار. ألا ترى الآن أن من يفرض التعادل على الإنجليز بإمكانه أن يطيح بالولاياتالمتحدةالأمريكية في المباراة التي تنتظركم هذا الأربعاء؟ هذا صحيح، لكنّ كرة القدم ليست علوما دقيقة حتى نتكهن بما سيحدث في لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية، لاسيما أنّ حاجة هذا الأخير للنقاط الثلاث ستصعب مهمتنا كثيرا، مثلما ستصعب مهمتهم هم أيضا... شخصيا أرى أنّ حظوظنا متساوية، والمباراة ستكون مباراة كأس بأتم معنى الكلمة، ولو أننا معنويا نتواجد في موقع قوّة بعد ذلك الذي حققناها أمام إنجلترا، وهو العامل الذي سنوظّفه كي نحقّق الانتصار ونظفر بتأشيرة الوصول إلى الدور القادم. نثمّن شجاعتكم وطموحكم عندما تتحدّثون جميعا عن رغبتكم الجامحة في تحقيق التأهل، لكن صيام الهجوم المتواصل يوحي أن المأمورية ستكون عسيرة للغاية، ثمّ أنكم يومها ستكونون في أمس الحاجة إلى التهديف، فهل سنرى وجها آخر للهجوم؟ الحلول لا يمكنني أن أعطيها أنا لأني لاعب كسائر اللاعبين الآخرين، بل أن الحلول بيد المدرب. لكني أعود إلى لقاء سلوفينيا لكي أؤكد أننا صحيح لعبنا بطريقة جيدة غير أن فرص التهديف لم تتح لنا بما أن الكرات لم تصل إلى المهاجمين، وفي لقاء إنجلترا الحركة كانت كثيرة في الأمام وفرص التسجيل كانت متاحة، لأن المنتخب لعب متحرّرا من أي ضغوط بعد الخسارة الأولى، وأتمنى أن تكون تلك الفرص حاضرة في اللقاء الحاسم الذي ينتظرنا أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأننا إن لم نسجل سوف نغادر "المونديال". هل ترى أن اللعب برأس حربة وحيد في الأمام أفضل، أم أن اللعب بمهاجمين دفعة واحدة في الأمام سيكون الخيار الأمثل للوصول إلى مرمى المنافس؟ ليس من صلاحياتي أن أتحدّث عن مثل هذه الأمور الفنية التي تخصّ مدربنا، لكني شخصيا أجد نفسي عندما ألقى المساعدة من مهاجم إضافي إلى جانبي، لأن اللعب وحيدا في الأمام يجعلك في شبه عزلة طيلة المباراة، تقاوم، تحارب، تبذل مجهودات من أجل الحصول على الكرة وعلى فرص التهديف قد تكون أساسيا هذه المرة، فهل أنت جاهزا لاستعادة مكانتك؟ جاهز ليس فقط لهذا اللقاء بل لأي لقاء آخر قد نخوضه، قوة شخصيتي جعلتني لا أتأثر لمكوثي في كرسي الاحتياط في اللقاء الفارط، قوة شخصيتي هي التي ستسمح لي بالرمي بكل ثقلي في لقاء أمريكا إن وضع المدرب ثقته في شخصي حتى نصل إلى مرمى المنافس. التأهل سيجعلكم تدخلون التاريخ من بابه الواسع بما أن الجزائر لم يسبق لها في مشاركتيها السابقتين أن وصلت إلى دور كهذا، أكيد أن ذلك يعدّ بمثابة حافز لكم من أجل الفوز؟ بطبيعة الحال حافز كبير، مصيرنا بين أيدينا وعلينا ألا نضيّع الفرصة، فمجرد انتصار فقط يفصلنا عن دخول التاريخ من بابه الواسع، وعلينا ألا نفوّت ذلك على أنفسنا. هل أنت متفائل؟ متفائل، لأننا في هذا المنتخب عبارة عن عائلة واحدة تسودها روح عالية، روح جعلتنا نحقق العديد من الإنجازات، والقادم أعظم إن شاء الله. سؤال أخير، ما هي مفاتيح الفوز على أمريكا؟ اللعب بنفس الطريقة التي لعبنا بها أمام إنجلترا، والتحلي بنفس الروح التي نتحلى بها في المواعيد الكبرى، نحن منتخب المواعيد الكبرى، وموعد أمريكا لا يقلّ شأنا عن مواعيد أكبر خضناها في السابق، وبإذن الله إذا ما تحلينا بتلك الروح القتالية سيكون التأهل من نصيبنا.