إقصاء مرّ في الحقيقة، لأننا ظهرنا بوجه مشرف للغاية، لم نكن ساذجين طيلة الدورة، لعبنا جيدا أمام سلوفينيا وانهزمنا للأسف الشديد بطريقة لا نستحقها، ظهرنا بوجه رائع أمام إنجلترا، رفيق هل من تعليق حول هذه الخسارة، وحول إقصاء الخضر من المونديال؟ إقصاء مرّ في الحقيقة، لأننا ظهرنا بوجه مشرف للغاية، لم نكن ساذجين طيلة الدورة، لعبنا جيدا أمام سلوفينيا وانهزمنا للأسف الشديد بطريقة لا نستحقها، ظهرنا بوجه رائع أمام إنجلترا، واستعدنا الثقة في النفس، واليوم كنا في المستوى المطلوب ولعبنا مباراة كبيرة كان بوسعنا أن نفوز بها، لو أننا سجلنا فقط هدفا وحيدا من خلال الفرص الكثيرة التي أتيحت لنا، لاسيما في المرحلة الأولى، لأننا لو سجلنا على الأقل واحدة منها لأجبرنا المنافس على الخروج من منطقته للرد على ذلك الهدف، ولأتيحت لنا المساحات اللازمة من أجل إضافة أهداف أخرى، للأسف الشديد عجزنا عن التسجيل سمح للمنافس بمباغتتنا فتمكّن من تسجيل هدف في وقت قاتل للغاية وفاز علينا. تفوّق إنجلترا بهدف يتيم فقط كان يجبركم على الفوز بفارق هدفين، وليس بهدف وحيد، والأمر كان يبدو صعبا أليس كذلك؟ أجل كان يبدو صعبًا لاسيما بعدما فشلنا في الوصول إلى مرمى المنافس في المرحلة الأولى، فلو سجلنا هدفًا وحيدًا مبكرا، لأتيحت لنا فرص مضاعفة النتيجة والوصول إلى تحقيق مبتغانا، لكننا فشلنا في تسجيل أدنى هدف، وهذه هي كرة القدم، الفريق أو المنتخب الذي يضيّع يتلقى أهدافا وهذا ما حدث لنا، وحتى لو سجلنا في آخر دقائق المباراة قبيل أمريكا، لكان أمر توقيع الهدف الثاني صعبا، بما أن الوقت كان يداهمنا. هل أنت راض عن هذا المشوار، كن صريحا معنا؟ على العموم أداءنا كان مشرّفا للغاية، لأننا لم نكن لقمة سائغة لأي منتخب كان في أي مباراة كانت، مهما كانت قيمة هذا المنافس، فحتى منتخب إنجلترا الذي يعد أقوى منتخب في المجموعة واجهناه من دون عقدة وكان بوسعنا أن نحقق ضده نتيجة أفضل، أعتقد أننا ظهرنا بوجه جيد، حضرنا أمورا كثيرة إيجابية وأخرى سلبية بطبيعة الحال، والآن علينا ألا ننسى الأمور السلبية وأن نعمل على تداركها مستقبلا وتصحيح الأخطاء المرتكبة، لأننا في مثل هذه المنافسات العالمية يكون بوسعنا أن نكتسب الخبرة والتجربة. لو سألناك عن الأمور السلبية التي وقفتم عليها، فما هي إجابتك؟ أعتقد أن الأمر السلبي الذي يقلق هو انعدام الفعالية في الهجوم، لأننا خلقنا عددا كبيرا من الفرص لم نترجمها إلى أهداف، وعلينا مستقبلا أن نبحث عن الحلول التي تجعلنا نجسد الفرص التي تتاح لنا، هناك أيضا بعض الأخطاء التي نرتكبها في الخط الخلفي وعلينا أن نتفاداها مستقبلا، لأن الخطأ يدفع ثمنه غاليا في المستوى العالي. لاحظنا أنكم تعبتم كثيرا في نهاية المباراة، لاسيما بالنسبة لكم أنتم المدافعين فما السبب؟ لا تنسوا أن النسق كان عاليا للغاية، فالمنافس فرض ضغطه الشديد من أجل التسجيل، ونحن فرضنا ضغطنا من جهة من أجل التسجيل وظلت المباراة مفتوحة على كل الإحتمالات إلى آخر دقيقة من عمرها، وكل طرف رمى بكل ثقله وحاول أن يسجل كي يتأهل، ما جعلنا نحضر مباراة مجنونة نسقها عالٍ وعالٍ جدّا، والمهمّ أنّنا رغم التعب لم نقصّر للحظة واحدة وقدّمنا كل ما هو مطلوب منا، للأسف الشّديد أنّ النتيجة النهائية لم تكن مثلما كنا نصبو إليه، لأننا خسرنا وأقصينا. ألا ترى أن المنتخب الأمريكي كان أكثر رغبة في الفوز، وهو الذي جعلكم تتراجعون في اللحظات الأخيرة للخلف بفضل الضغط الذي فرضه عليكم؟ صراحة ليس هو من أجبرنا على ذلك، بل أنّ نسق المباراة العالي هو الذي فرض علينا ذلك، الصراع كان كبيرا في كل المساحات، في كل المناصب، في الهجوم، في الوسط وفي الدفاع، نسق مجنون للغاية، وللأسف أننا خرجنا خائبين. هل يمكن أن نقول أن الجزائر خرجت مرفوعة الرأس أم أنها خرجت مطأطئة الرأس بما أنها لم تسجل أي هدف، ولم تحقق أي فوز؟ لا، خرجنا مرفوعي الرأس، لا تنسوا أننا لم نشارك في محفل كروي عالمي من هذا الحجم منذ 24 سنة، اليوم تعبنا لكي نصل إلى هنا، ولم نخيّب لدى وصولنا في المباريات الثلاث، ولو لجأنا للإحصائيات سنتأكد أنه ولا منتخب فرض منطقه علينا، فسلوفينيا سيطرنا عليها وسرقت منا الفوز، وإنجلترا أرضخناها للأمر الواقع وتقاسمنا معها النقاط عن جدارة واستحقاق، وأمريكا خدمها الحظ في الوقت بدل الضائع وسجلت هدفا من هجمة مرتدة بعدما أهدرنا ما لا يضيّع من الفرص، هي تجربة ناجحة لنا نحن الجيل الجديد، وسنسعى إلى توظيف الخبرة التي اكتسبناها في التحديات التي تنتظرنا مستقبلا إن شاء الله. كلمة للشعب الجزائري... أقول له شكرا على الثقة التي وضعها فينا، وعلى الثقة التي أتمنى أن يبقى يضعها فينا مستقبلا، أعتقد أننا لم نخيّبه في هذا المونديال، وكنا عند حسن ظنه رغم أننا ربما لم نحقق التأهل الذي كان يطمح ويصبو إليه، أعده بأننا سنكون أفضل في المستقبل لأن مستقبلا زاهرًا في انتظار جيلنا هذا، فقط أتمنى أن يثق فينا دوما كي نحقّق ما حققناه حتى الآن في التحديات المقبلة. في مونديال البرازيل مثلا عام 2014. إن شاء الله، لكن قبل ذلك علينا أن نؤدي مشوارا جيدا في كأس إفريقيا المقبلة.