يعاني الكثير من المواطنين من مأساة حقيقية عنوانها الحرمان من استخراج وثيقة الجنسية وجواز السفر رغم امتلاكهم الوثائق الثبوتية.. والسبب وجود أخطاء كتابية بالجملة في أسماء وألقاب الأشخاص المسجلين بمختلف الفروع البلديةليمنع من جرّاء ذلك الكثيرون من الحصول على الجنسية على مدار سنوات وحتى لعقود طويلة في انتظار تصحيح المعني بالأمر لشهادة ميلاده رقم 12 في حالة وجود أخطاء إملائية في كتابة أحرف الأسماء أو وضع النقاط.. لتبدأ بعدها الرحلات المكوكية لهؤلاء الأشخاص “الضحايا” اتجاه مختلف فروع البلدية ووصولا إلى المستشفيات من أجل جمع الملف المطلوب والمكون بالأساس من شهادة الميلاد وثيقة الوضع بالمستشفى، شهادة ثبوت الشخصية فضلا عن شهادة ميلاد أصلية للأباء والأجداد في حالة وجود عيب في كتابة إسم ولقب الأب أو الجد في شهادة المعني بالتصحيح وفي السياق ذاته ذكر عدد من المواطنين بمدينة عنابة ممن التقت بهم آخر ساعة عن شديد المعاناة التي باتوا يتخبّطون فيها على مدار سنوات نتيجة الأخطاء التي تبدو بسيطة، بعد أن وصل الأمر إلى حرمانهم من الجنسية بسبب الصعوبات الإدارية التي لاقوها أثناء تصحيح شهادة الميلاد وفي نفس الصدد صرح لنا الشاب عماد (25 سنة) بأن هذه المعضلة صارت أكثر تعقيدا في الوقت الحاضر بعد أن منع الكثيرون من إيداع ملف استخراج جواز السفر البيومتري بالدائرة حتى إشعار آخر في انتظار الحصول على “الجنسية” وذكر سمير (32 سنة) بأن الأخطاء الكتابية في أسماء الأشخاص قلبت حياتهم رأسا على عقب بعد أن أجلت الكثير من الأمور الشخصية والإدارية لهؤلاء هذا وأعرب لنا عدد من المواطنين ممن مروا بالتجربة المريرة بأن عملية التصحيح قد تدوم من شهر إلى شهور عدة عند وجود عيب في لقب الأب أو الجد بشهادة الميلاد، حيث يتحتم عليهم البحث عن شهادة الجد الأصلية وحتى أب جد المعني بالأمر عبر التنقل إلى مسقط رأسهم الذي عادة ما يكون منطقة نائية يصعب السفر إليها. المواطنون يحملون بعض الكتاب الإداريين مسؤولية ما يحدث أعرب عدة مواطنين في حديثنا معهم بأن المتسبب في الأخطاء الحاصلة بالفروع البلدية فئة من الكتاب الإداريين العاملين بها خلال الحقبة الماضية والذين ليسوا بمتمكنين من اللغتين العربية الفصحى والفرنسية بقي أن نشير إلى أنّ الأخطاء في كتابة الأسماء والألقاب بالجزائر ما زالت تتكرر حتى في تسجيل المواليد الجدد خلال السنوات الأخيرة ما يطرح الكثير من التساؤلات