وضع شاب جديد نهاية الأسبوع الماضي حدا لحياته ببلدية سيدي معروف التي تبعد بنحو (75) كلم عن عاصمة ولاية جيجل وذلك بعد أن قام بشنق نفسه بإحدى القرى التابعة للبلدية المذكورة وهوماجعل عدد عمليات الإنتحار ببلدية سيدي معروف وحدها يقفز إلى أربع عمليات خلال فترة لا تتعدى الشهرين .وحتى وان تحدثت بعض المصادر المقربة من الشاب المنتحر عن إصابته باضطرابات نفسية دفعت به إلى وضع حد لحياته بهذه الطريقة المأساوية إلا أن ذلك لم يمنع بعض الأطراف المهتمة بالشأن الإجتماعي على مستوى البلدية المذكورة ومن ورائها بقية بلديات عاصمة الكورنيش جيجل إلى دق ناقوس الخطر والدعوة إلى الشروع في دراسة ظاهرة الإنتحار التي بدأت تنخر المجتمع الجيجلي وإيجاد تفسيرات لها وذلك كمقدمة لمحاصرتها سيما وأن ما عاشته سيدي معروف تتكرر في عدة بلديات أخرى ممن شهدت بدورها عدة عمليات مماثلة في ظرف وجيز هذا دون الحديث عن محاولات الانتحار الأخرى من خلال تناول مواد سامة أو الحرق بالبنزين وهي المشاهد التي تحاول بعض العائلات التكتم عنها حفاظا على سمعتها .وفي انتظار تشريح الظاهرة المذكورة التي لازالت بعض الأطراف داخل عاصمة الكورنيش تصر على تحاشي الخوض فيها من منطلق أنها ليست حكرا على ولايتهم فقد بادر بعض المختصين والأكاديميين بجيجل إلى إجراء دراسات ميدانية حول أخطبوط الإنتحار الذي بدأ يلف بذراعيه هذه الرقعة الجميلة من الوطن وهي الدراسات التي أجمعت على أن أمورا كثيرة كان لها دورا بارزا في شيوع ظاهرة الإنتحار بالولاية (18) سيما ما تعلق منها بالظروف الإجتماعية الصعبة التي يعيشها معظم سكان الولاية وبالخصوص أولئك الذين ينحدرون من المناطق الجبلية والنائية إضافة إلى مخلفات الأزمة الأمنية التي كان لها انعكاسا كارثيا على نفسية البعض سيما أولئك الذين عايشوا أحداثا دامية أو فقدوا أفرادا من أسرهم هذا دون الحديث عن الأزمة الأخلاقية الكبيرة التي يعيشها المجتمع الجيجلي والتي أثرت كثيرا على الترابط الإجتماعي داخل هذا المجتمع بل وضربت العديد من الأسر في الصميم بعدما كانت مثالا للتضامن والألفة . م/مسعود