شكل موضوع وسط مهني مفيد و امن محور اللقاء الذي نظمته كل العمل التابعة للمستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو . و خلال هذا اللقاء تطرق الاخصائيون الى موضوع السليكوز . ولا تزال حرفة صقل الحجارة بولاية تيزي وزو تحصد العشرات من الارواح البشرية و تعبر بلدية ماكودة الواقعة على 35 كلم عن مفر مدينة تيزي وزو قبلة للعشرات من الحرفين و الذين يمتهنون حرفة صقل الحجارة لكسب لقمة العيش فيما يبقى السيليكوز يهدد حياتهم. مع العلم فان نحو 1200 شاب يعملون في تكّوت في مجموعات يتكون كل منها من بضعة أشخاص يعملون لحسابهم الخاص في صقل الحجارة معرضين حياتهم لمرض خطير يدعى "السيليكوز"، لكن هناك من يعمل لصالح أصحاب و رشات تملك آلات و إمكانات مادية كبيرة، و تنتشر هذه المجموعات في مناطق متفرقة من ولاية تيزي وزو نذكر بلدية اعكوران و مناطق أخرى مجاورة . و حسب مصادر محلية فان الدافع الرئيسي الذي ادى بالعشرات من ارباب العائلات لعملهم في مهنة صقل الحجارة يعود الى شبح البطالة التي لا تزال المهنة الوحيدة القادرة على امتصاص البطالة بالمنطقة ، في وقت تغلق فيه مختلف القطاعات الاقتصادية أبوابَها في وجوههم، ما يجعلهم مضطرين إلى العمل فيها برغم الأخطار المحدقة بهم و في مقدمتها مرض التكلس الرئوي المعروف باسم السيليكوز الناجم عن تراكم الغبار الرقيق المتطاير أثناء تقطيع الحجارة بآلات كهربائية، في الرئتين. مأساة مفاجئة أودى داء السيليكوز ب50 بالمائة من الضحايا . و حسب الدكتور حامق مختص من مصلحة الامراض الصديرىة بمستسفى بلوا بالمدينة العليا بتيزي وزو إلى خطورة المرض الذي أصبح يهدد الآن حياة مائتي شاب على الأقل، بينما اعتبر أن الخطر يهدد نصف الشبان الممارسين لصقل الحجارة حالياً ، و قد أكد الدكتور حامق على هامش اليوم الدراسي المنظم من قبل مصلحة طب العمل بالمستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو بأن هذا المرض لا علاج له . و يطالب الأطباء بالوقاية من المرض من خلال التوقف عن مزاولته نهائياً أو ممارسة المهنة في ظل توفر أقصى الشروط الصحية كالعمل في الهواء الطلق و تبليل الحجارة بالمياه قبل تقطيعها بالقاطعة الكهربائية للتقليل من انبعاث الغبار منها . و في هذا الإطار دعا الاطباء إلى ضرورة تكثيف حملاتها الرامية إلى توعية الشبان الممارسين لصقل الحجارة بهدف إقناعهم بتركها و تكثيف جهودهم في البحث عن البديل خاصة هذه المهنة التي انتشرت عبر مختلف القرى بولاية تيزي وزو خاصة في المناطق الجبلية رغم خطورتها على صحة الإنسان و التي تسبب داء السيليكوز الذي يعتبر من الأمراض المعروفة منذ زمن، الناتج أساسا عن استنشاق جزيئات غبار السيليس البلورية الحرة صغيرة الحجم ، التي تصل إلى الحويصلات الهوائية و تبقى محجوزة داخل النسيج الرئوي و تقوم بتسميمه لينتج عنه قصر في التنفس ، حيث يصبح المصاب يعاني من ضيق التنفس ، و العياء و يتأثر القلب بشكل ملحوظ. وتعد هذه المادة من المسببات الرئيسية لداء السيليكوز وتختلف مضاعفات و خطورة الإصابة بالداء كلما زاد تركيز السيليس في الهواء المستنشق. وقد أدى هذا المرض ذو المضاعفات الخطيرة الذي لا علاج حاليا إلى تسجيل وفاة أشخاص راحوا ضحية هذا المرض الفتاك. و لعل من المناطق المعروفة بمهنة صقل الحجارة بولاية تيزي وزو نجد منطقة تالة بوزرو التابعة لبلدية ماكودة. علما أن منطقة ماكودة و ايفيغاء و اعكوران و عزازقة تعتبر أكثر المناطق تضررا بهذا المرض حيث تم تسجيل في السنوات الماضية عدة إصابات بمرض السيليكوز .