إعتبر الأخصائيون المشاركون في اليوم التحسيسي حول داء السيليكوز الذي نظم ببلدية ثالة بوزرو بدائرة ماكودة، من بين أكثر الأمراض المعدية المهددة للصحة العمومية التي تمس بالدرجة الأولى الأشخاص الممارسين لمهنة صقل الحجارة· طالب المشاركون بضرورة تقنين هذه المهنة مع توفير شروط العمل اللازمة من شأنها الحد من المضاعفات الخطيرة للداء التي تتسبب في وفاة الملايين من الأشخاص سنويا عبر العالم· هذه المبادرة التي نظمتها سلطات بلدية ''ماكودة''، وبالتنسيق مع المركز الصحي لبلدية واقنون، وبمشاركة العديد من الجمعيات الثقافية والعلمية الناشطة في الميدان، جاءت بعد الاستفحال الغير عادي لمرض السيليكوز في منطقة القبائل، جراء التزايد المذهل للأشخاص المقبلين على ممارسة مهنة صقل الحجارة سنويا التي صنفت من أكبر مسببات هذا المرض. وحاول الأخصائيون المشاركون إعطاء صورة واضحة للمواطنين عن المضاعفات الخطيرة الناجمة من هذا الداء بعد أن صنفت من أكبر مهددات الصحة العمومية خصوصا بعد عجز المجال العلمي والطبي في الوقت الراهن عن إيجاد علاج لها بصفة نهائية من شأنه المساهمة في إنقاذ حياة العديد من الأشخاص المصابين به· ففي منطقة القبائل وحدها، وفي الفترة الممتدة ما بين 2007 و2011 تم تسجيل 30 حالة إصابة بالسيليكوز لدى صاقلي الحجارة، إذ أن 17 منها بلغت نسبة درجة الخطورة فيها 57 بالمائة، وشملت الفئة التي يتراوح عمرها بين 26 إلى 56 سنة أي بمعدل عمر حدد ب 38 سنة، وهي الأمور التي تستدعي دق ناقوس الخطر - حسب تصريحات الأخصائيين - وذلك نظرا للأبعاد الخطيرة التي اتخذها هذا المرض الذي يغزو جسم الإنسان بشكل سريع دون علم به إلا بعد فوات الأوان، حيث قاموا بوضع المواطنين أمام أمر الواقع، وبالاستناد إلى ما احتوى عليه المعرض الذي نظم بالمناسبة من صور تبرز مراحل الإصابة بمرض الموت البطيء، كما يحبذ تسميته. كما شرحوا بواسطته المعاناة التي يتكبدها هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون مهنة صقل الحجارة في ورشات العمل التي تفتقر إلى أدنى الشروط الضرورية لمزاولة هذا النشاط، خاصة بعد شيوع استعمال الآلات الحديثة كالقاطعة الكهربائية التي تتسبب في زيادة غير عادية لمادة ''السيليس'' فيها نظرا للكمية الهائلة من الغبار الناتج من تقطيع المادة الأولية التي يتنفسها، وبشكل مباشر، العامل، هذا في ظل افتقاده لأدنى وسائل الحماية، الوضع الذي يجعله عرضة للمرض عاجلا أم آجلا. على صعيد آخر، شدّد المشاركون الأخصائيون على إلزامية الوقاية من داء السيليكوز عن طريق الامتناع عن ممارسة هذه المهنة باعتباره الحل الوحيد لتفادي إصابات جديدة في صفوف الحرفيين، موجهين دعوة صريحة للسلطات العمومية للتحرك العاجل بهدف التصدي لهذا المشكل والعمل على تقنين هذه الحرفة خصوصا تطبيق ما جاء في المرسوم الوزاري الصادر في .2010 ما القصد بداء ''السيليكوز''؟ السيليكوز هو مرض معروف منذ زمن، ناتج أساسا عن استنشاق جزيئات غبار السيليس البلورية الحرة صغيرة الحجم، التي تصل إلى الحويصلات الهوائية وتبقى محجوزة داخل النسيج الرئوي وتقوم بتسميمه لينتج عنه قصر في التنفس، حيث يصبح المصاب يعاني من ضيق في التنفس، والعياء ويتأثر القلب بشكل ملحوظ، حيث تعد هذه المادة من المسببات الرئيسية لداء السيليكوز عند تركيزها في الهواء الذي يستنشقه الإنسان، وتختلف مضاعفات وخطورة الإصابة بالداء كلما زاد تركيز السيليس في الهواء المستنشق أكثر· ولحد الساعة لم تستطع الجهات الطبية إيجاد علاج جذري لهذا المرض بالرغم من الأبحاث العديدة المنجزة.