اقتربت الآجال القانونية لإيداع ملفات الترشح لرئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف" من نهايتها، إذ حددت اللجنة الانتخابية تاريخ 27 اوت الحالي آخر أجل لإيداع الملفات، وسط غموض شديد يحيط بهوية المرشحين المحتملين لهذا المنصب لخلافة جهيد زفيزف المستقيل في شهر جويلية الماضي، بينما يبدو أن أبرزهم سيغادر السباق قبل بدايته، ويتعلق الأمر بالرئيس الأسبق للفاف محمد روراوة، وأكد مصدر موثوق بأن روراوة، الذي يعد في نظر الكثير من المتابعين للشأن الكروي في الجزائر أبرز مرشح للعودة إلى رئاسة الاتحاد الكروي المحلي، لن يدخل السباق الانتخابي، وذلك لثلاثة أسباب، وكانت اللجنة الانتخابية للاتحاد الجزائري قد أعلنت يوم 18 أوت الحالي تمديد آجال تقديم ملفات الترشح من يوم 20 من الشهر نفسه إلى يوم 27 منه، وذلك بسبب عدم تلقيها أي ملف ترشيح، لتردد الكثير من المرشحين المحتملين وأبرزهم المدرب مزيان إيغيل، ورئيس رابطة الكرة المحترفة الحالي عبد الكريم مدوار، بالإضافة إلى روراوة، ووليد صادي عضو مجلس إدارة نادي وفاق سطيف، وقال المصدر ذاته بأن ثمة ثلاثة أسباب مباشرة تقف عائقا أمام روراوة لتقديم ملف ترشحه والعودة إلى رئاسة اتحاد الكرة من جديد بعد ثلاثة فترات قضاها على رأسه (من 2001 إلى 2005، ثم من 2009 إلى 2013، وأخيرا من 2013 إلى 2017)، وأضاف المصدر نفسه أن روراوة قرر دعم ذراعه الأيمن السابق صادي لتقديم ترشحه. الديون الكبيرة للاتحادية والتي تفوق 500 مليار سنتيم تخيف روراوة وأوضح المصدر أنه ومن أبرز الأسباب التي تقف عائقا أمام ترشح روراوة لرئاسة "الفاف"، هي الديون الهائلة المترتبة على خزينة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، والتي بلغت 500 مليار سنتيم، ونتجت هذه الديون عن الست سنوات الماضية، خلال ولاية الرئيس الأسبق خير الدين زطشي (2017-2021)، وخليفته شرف الدين عمارة (من أفريل 2021 إلى أفريل 2022)، ثم زفيزف (من جويلية 2022 إلى جويلية 2023)، وكان روراوة قد ترك عند رحيله في 2017 أكثر من 700 مليار سنتيم (نحو 40 مليون دولار) في خزائن الاتحاد، وبحسب المصدر نفسه، فإن روراوة طلب من السلطات الجزائرية مساعدته على تخطي هذه الأزمة المالية من خلال إقراض الاتحاد مبلغا ماليا معتبرا، أو دعمه للحصول على رعاة جدد لتوفير السيولة المالية لتسيير شؤون الاتحاد والمنظومة الكروية بشكل عام، إلا أن طلبه لم يلق أي رد. عائلة روراوة ترفض ترشحه وتضغط عليه من اجل ذلك وبجانب الأزمة المالية التي يعيشها الاتحاد الجزائري لكرة القدم، فإن ثمة سبب آخر يقطع طريق روراوة للترشح لرئاسة الاتحاد، وهو معارضة أفراد عائلته للعودة إلى هذا المنصب، وذلك لعدة أسباب أهمها تقدمه في السن، ورفضهم تعريضه لمزيد من الضغوط الهائلة بسبب الوضع السيئ الذي يعيشه الاتحاد، وكان روراوة قد غادر منصبه في 2017 وسط عاصفة من الانتقادات التي طالت شخصه وطريقة تسييره للفاف، إذ غادر من الباب الضيق، ما جعل عائلته لا ترغب في تكرار هذا الأمر، في حال عجز عن إخراج الاتحاد من أزمته الحالية، خاصة وأن الكرة الجزائرية مقبلة على تحديات كبيرة في الفترة المقبلة، وأبرزها المشاركة في كأس أمم أفريقيا 2023 في كوت ديفوار وكذلك تصفيات كأس العالم 2026. روراوة يشترط الحصول على الورقة البيضاء في عمله ولم يحصل على وعد بذلك أما السبب الثالث الذي يقف عائقا أمام طريق روراوة للعودة إلى رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، هو عدم تلقيه ردا على طلبه بالحصول على الورقة البيضاء، والتي تخول له التصرف بحرية في إدارة شؤون الاتحاد والمنظومة الكروية الجزائرية ككل، وكذلك تضمن هذه الورقة له أيضا فتح تحقيقات للتوصل إلى الأسباب التي دفعت الاتحاد للوصول إلى هذه الحالة السيئة، خاصة من الناحية المالية، ومحاسبة كل من تسبب في هذا الوضع، بعدما تحول الاتحاد من أحد أغنى الاتحادات في أفريقيا والوطن العربي إلى أفقرها، ليس من الناحية المادية فقط، وإنما من النواحي التنظيمية والإدارية والقانونية.