وقد حمل تقرير اللجنة المذكورة طعنا واضحا في صلاحية هذا الطريق وذلك بفعل العيوب الواضحة التي سجلت عليه ومن ذلك غياب الحواجز الإسمنتية على مستوى المقطع الرابط بين عاصمة الولاية جيجل وبلدية العوانة ناهيك عن ضعف الإنارة بالكثير من مقاطع هذا الطريق رغم زرع مئات الأعمدة الكهربائية بين شطري الطريق وهو ما يشكل خطرا محدقا على سلامة أصحاب السيارات خاصة في الفترة الليلية التي تشهد الكثير من الحيوانات البرية لهذا الطريق وفي مقدمتها الخنازير ، ولعل العيب الأكثر أهمية الذي أشار إليه تقرير لجنة التجهيز هو البرك المائية التي تتشكل تلقائيا على مستوى هوامش الطريق المذكور كلما تساقطت الأمطار والتي كثيرا ما تسببت في حوادث مرور قاتلة خصوصا على مستوى الشطر الرابط بين منطقة الأشواط وعاصمة الولاية جيجل وهذا دون الحديث عن مشكل مفترقات الطرق الدائرية المتواجدة على مستوى هذا الطريق والتي لا تستجيب للمقاييس المعمول بها بفعل ضيقها الشديد وهو ما حولها إلى مصيدة حقيقية للسوّاق وبالخصوص أولئك الذين يجهلون تضاريس الطريق .وكانت “آخر ساعة” السبّاقة إلى إثارة عيوب الإنجاز المسجلة على مستوى الطريق الوطني رقم (43) في شطره الرابط بين العوانة والميلية مرورا بعاصمة الولاية جيجل من خلال دعوتها إلى إعادة النظر في هذه العيوب القاتلة وذلك عبر سلسلة من المقالات بيد أن هذه الدعوات ظلت إلى حد الآن مجرد صيحة في واد بدليل أن نفس الأخطاء التي سجلت على مستوى المقاطع التي انتهت بها الأشغال يعاد تكرارها على مستوى المقاطع المتبقية أو بالأحرى تلك التي تتواصل بها الأشغال وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول سر هذا التعنت الذي تتعمده المقاولات المكلفة بالأشغال ومن ورائه الصمت المطبق للجهات الوصية التي لم تتحرك لتوقيف هذه المهزلة التي سيدفع المواطن البسيط ثمنها في النهاية م . مسعود