شهد مقر محافظة الأفلان نهار أمس حالة طوارئ قصوى عقب اندلاع مواجهات عنيفة بين التيار الموالي للمحافظ زيتوني والمحسوبين على الجناح المنشق والتي أسفرت عن سقوط جرحى واستدعت تدخل القوات الأمنية التي عملت على تطويق مسرح الحادث تحسبا لأي طارئ وانزلاق الأمور وخروجها عن مسارها. الاشتباكات اندلعت في حدود الساعة العاشرة من نهار أمس السبت، في الوقت الذي كانت فيه اللجنة المشرفة على إعادة هيكلة وتنصيب القسمات التابعة لحزب جبهة التحرير الوطني بالولاية والمزمع الانتهاء منها بتاريخ 16 أكتوبر الجاري، بكل من بلدية شطايبي، العلمة والشرفة أقدم المتلفون حول التيار المعارض للمحافظ زيتوني على اقتحام واحتلال مقر المحافظة بالقوة بعد تحطيم الباب بالاستعانة بمجموعة من الشباب منحدرين من حي سيدي سالم الشعبي وبلدية الحجار لا علاقة لهم بالأحزاب وليسوا مناضلين على حد تعبير الأمين الولائي للمحافظة مانعين بذلك أعضاء قيادة المحافظة من الدخول إلى المقر المحتل مستعملين في ذلك الهراوات والعصي والتي خلفت إصابة العديد بجروح متفاوتة الأمر الذي تطلب تدخل القوات الأمنية ممثلة في عناصر الشرطة التي قامت بمحاصرة الأحداث وتفريق المتواجدين بمسرح الواقعة ومنه إعادة فتح الطريق أمام حركة المرور إضافة إلى تدخل عناصر الدرك التابعة للمجموعة الولائية لتحرير محضر بالحادثة. حالة الفوضى والغليان التي عاشت على وقعها محافظة الأفلان بعنابة والتي اتخذت فيها العصي والقوة لحل ما عجز الحوار السياسي عن حله من خلافات بين التيار التصحيحي من جهة والمنضوين تحت لواء المحافظة الحالي من جهة أخرى دفعت بالأمين الولائي إلى تقديم شكوى رسمية للمصالح الأمنية ضد مقتحمي المقر موجها اتهامات صريحة لأسماء من منتخبي الحزب بالمجالس الولائية التابعة للمعارضة بالتحريض على هذه الأحداث واقتحام مقر المحافظة بدون وجه حق. هذه البلبلة التي جاءت أياما معدودات فقط من زيارة الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم للولاية في إطار إعادة هيكلة القاعدة الحزبية تطبيقا لتوصيات المؤتمر الجامع الأخير جعلت التابعين لتيار الموالات يتخذون من ساحة الثورة ملجأ لهم إلى غاية ساعات متأخرة من زوال أمس في انتظار تمكن القوات الأمنية من فض النزاع خاصة بعد دعوة الأمين العام للحزب فور إخطاره بالحادثة إلى التهدئة وترك الإجراءات القانونية تأخذ مجراها. قائد الحركة التصحيحية محمد شريف بن جديد لآخر ساعة : إسترجعنا محافظتنا ونعلنها حربا ضد الإقصاء والتهميش كشف رئيس بلدية الحجار قائد الحركة التصحيحية لأفلان عنابة محمد شريف بن جديد بأن الحرجة الأخيرة التي أقدم على إثرها ثمانية اميار، وأمناء 19 قسمة للحزب العتيد بعنابة وكذا إطارات أفلانية على إقتحام مقر المحافظة يعد بمثابة إنتصار لكوادر الحزب وكذا قاعدته النضالية ، ضد ما وصفه سياسة الحقرة والتهميش المكرسة من طرف المحافظ الحالي ، الذي حسب ما أورده المتحدث ذاته عمد إلى إقصاء ثلة من المناضلين خلال عملية تجديد أمناء القسمات ، الأمر الذي آثار حفيظة المناضلين الذين أبدوا حسبه سخطهم إزاء المنطق المفروض عليهم واصفين إياه بالحقرة التي امتدت على مدى ال5 سنوات الماضية، وساهمت إلى حد كبير في تراجع شعبية الحزب ، بعد نفوز قاعدته نحو تيارات سياسية أخرى. يأتي ذلك في الوقت الذي رفع فيه تقرير مفصل من طرف التيار التصحيحي إلى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني يحمل في طياته مختلف مراحل الواقعة التي عاشها الحزب بعنابة في انتظار تدخل الجهات المركزية للحزب بغية الفصل في فصول الواقعة التي عصفت بأركان الحزب العتيد بعنابة. زيتوني لآخر ساعة “الحادثة سابقة من نوعها والمعارضون يعملون على تكريس سياسة العنف والقوة” وجه محافظ أفلان عنابة محمد صالح زيتوني صبيحة أمس وابلا من الإنتقادات اللاذعة ضد معارضيه الذين تمكنوا من اقتحام مقر محافظة الحزب العتيد بعنابة.إثر مناوشات وأحداث عنف خطيرة خلفت العديد من الجرحى وحسب ما أورده المحافظ زيتوني في تصريح خص به آخر ساعة نهار أمس فإن التصحيحيين الذين بادروا بإعلان الحرب على البعض من قيادات الحزب محليا هم من دعاة التعصب والعنف. مؤكدا في سياق متصل بأن عملية إعادة تنصيب أمناء القسمات التي كانت قد انطلقت البارحة بكل من بلديتي شطايبي والشرفة والعملة كانت في أجواء جد عادية قبل أن يقتحم المعارضون مقر المحافظة في سابقة هي الأولى من نوعها في الوقت الذي لم يظهر أي أثر لهؤلاء خلال زيارة العمل التي قادت الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم الأسبوع المنصرم إلى ولاية عنابة رفقة العديد من أعضاء المكتب السياسي والمشرفين الذين يتقدمهم عليوي وسي عفيف. كما حذر في سياق متصل المحافظ زيتوني من تطور منحى الأحداث عقب حادثة الإعتداء التي طالت مقر المحافظة وإرتفاع موجهة الإحتقان والتعصب بين طرفي النزاع على حد السواء . عمارة فاطمة الزهراء /خالد بن جديد