تحول العرس الذي كان من المفترض ان يقام على شرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الى مأتم حقيقي بعد التفجير الذي حول حشود الجماهير الى اشلاء متناثرة بجانب المسجد العتيق وسط مدينة باتنة حيث أودى بحياة 25 شخصا وأصيب 172 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة ،وخيم الحزن والأسى على عاصمة الاوراس وأعلنت حالة الاستنفار والطوارئ القصوى بجميع أجهزة الأمن . عائلات ضحايا التفجير، تنتظر بشغف كبير موعد محاكمة المتورطين في هذا العمل الجبان حيث برمجت القضية في الدورة الجنائية المقبلة قبل اسبوع من انتهاء السنة الجارية و بالضبط يوم الاربعاء 22 ديسمبر المقبل تعود حيثيات هذه الجريمة الى 2007/09/06 عندما كانت مدينة باتنة تتأهب لاستقبال رئيس الجمهورية ، و حدد مساره مسبقا من النافورة الكائنة بوسط شارع الحرية مقابل المحطة القديمة لنقل المسافرين الى مقر الولاية ،واعدت لذلك جميع التدابير الأمنية اللازمة بما في ذلك الطوابير الطويلة لعناصر الشرطة بالزي الرسمي والمدني لمواجهة أي اعتداء، واصطف على جانبي السياج حشود المواطنين وبدأت الاحتفالات منذ الصباح باستعراضات متنوعة للفرق الفلكلورية، وقبل لحظات من وصول الرئيس وفي حدود الساعة الخامسة مساء قام عنصر من العصابات الإجرامية بالتوغل وسط الحشد في الجهة اليسرى من المسار المؤدي الى مقر الولاية لكن تفطن له عناصر الشرطة المنتشرين هناك على أساس انه شخص مشتبه به فحاولوا إيقافه لمراقبته والتحقق من هويته فلاذ بالفرار فلحقوا به ابتداءا من الجسر المتواجد بحي 84 مسكنا وإلى غاية اللوحة الاشهارية المتواجدة بالقرب من المسجد العتيق و هناك ارتمى عليه مفتش الشرطة” قطاف الطاهر” فقام بإحداث تفجير ذاتي بواسطة حزام ناسف ما أدى إلى وفاة 25 شخصا من بينهم عناصر الشرطة كما أصيب 172 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة ،وتبين بعد مباشرة التحريات أن المنتحر يدعى “ب-هواري “والملقب ب ابو المقداد الوهراني وينحدر من مدينة وهران وكان ينشط ضمن كتيبة الموت الناشطة بالجبال المحاذية لمدينة باتنة من بينها جبل وستيلي، ونزل يوم الوقائع الى طريق الوزن الثقيل بمساعدة كل من أمير كتيبة الموت “م-علي “الملقب ب« ابو رواحة” والإرهابي التائب “ز-وليد” الذي أوصله الى مكان الانفجار بمساعدة القاصر “خ-عماد” الذي لم يتجاوز انذاك 17 سنة من عمره، وقد اعترف “ز-وليد” بعد توقيفه بالجرم المنسوب له واضاف بانه التحق بصفوف الجماعات الارهابية المسلحة خلال شهر ديسمبر من سنة 2005 غير انه سرعان ما استفاد من تدابير المصالحة الوطنية وسلم نفسه لمصالح الامن بتاريخ 2006/04/27 و قبل الانفجار بثلاثة اشهر عاود ربط الاتصال بالجماعات الإرهابية بواسطة المدعو “خ-خالد” شقيق الارهابي الهمام ،وتبادل الاتصالات مع ابو رواحة و عاد من جديد الى تقديم الدعم المادي و المعنوي لتلك الجماعات ،وأضاف بأنه بعد الحادثة اتجه الى حي كشيدة و اتفق مع المدعو “ع-هشام” للالتحاق بالجماعات الارهابية رفقة عدد من شبان حي بارك افراج الذين اقتنعوا بفكرة الصعود الى الجبل ،وتواصلت التحقيقات و التحريات ليتم القبض على 12 متهما ولا يزال 42 شخصا في حالة فرار وثلاث افراد غير موقوفين، وقد وجهت تهمة محاولة القتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد والقتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد والجروح العمدية وحيازة واستعمال المتفجرات في اماكن عامة وتسيير وتنظيم ارهابي بالنسبة لعناصر كتيبة الموت، وهي نفس التهمة الموجهة للمدعو عبد المالك درودكال الغير موقوف وهذا بعد الاطلاع على الموقع الالكتروني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي حيث تبنى زعيم التنظيم السابق الذكر العملية الانتحارية ،كما وجهت تهمة المشاركة في تنظيمات الجماعات الارهابية معروفة الغرض والنشاط للمدعو “ع-هشام ، اما “ا-حسين” “ر-عبد الرزاق “ “ ب-جمال” “ا-عبد الرزاق” “م -فارس” “خ-الطاهر” “خ –علي” فقد توبعوا بجنحة عدم الابلاغ عن جناية محاولة إغتيال رئيس الجمهورية وبعد الحادثة الأليمة وجه كلمة عبر التلفزيون و الإذاعة طمأن فيها الشعب الجزائري على سلامته وندد بالعمل الإرهابي الذي استهدف الأبرياء وجاب بعد ذلك شوارع وسط المدينة وزار الجرحى بالمستشفى الجامعي عمار بن فليس وواسى أهالي الضحايا س.ق