كشف أمس المعهد الوطني للصحة العمومية عن تراجع نسبة الرضاعة الطبيعية بالجزائر إذ لا تمثل هذه الأخيرة سوى نسبة 12 بالمائة فقط، و يأتي هذا التضاؤل الحاد في إرضاع الأمهات الجزائريات لمواليدهن في ظل عدة عوامل اجتماعية و سوسيولوجية تتوسطها عدة مخاطر باتجاه المواليد الجدد تتجاهلها الأمهات في غالب الأحيان.و هو ما توصل إليه التحقيق الذي أشرفت عليه منظمة اليونيساف بالتعاون مع وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات و الخاص بالمعرفة و المؤهلات و الممارسات المرتبطة بالرضاعة الطبيعية حيث أظهر في نتائجه الأولية التي تم الإعلان عنها أمس على مستوى المعهد الوطني للصحة العمومية أن 12 بالمائة فقط من الأمهات يرضعن أولادهن لفترات تتراوح ما بين ثلاثة أشهر و ستة أشهر، و حتى هذه المدة تعتبر ضئيلة بالنسبة للمقياس المطلوب فعلا و المقدر بعامين كاملين على حسب الشريعة الإسلامية و هو ما يوصي به الأطباء فعلا، و أرجع التحقيق الذي تم من خلاله مناقشة العوامل الكامنة وراء تراجع الرضاعة الطبيعية و هذا خلال يوم إعلامي أمس نظم في إطار تحسيس الأمهات المرضعات بفوائد الرضاعة الطبيعية أن انخفاض نسبة الرضاعة الطبيعية لفائدة الرضاعة الاصطناعية يرجع إلى ارتفاع في عدد النساء العاملات مقارنة بالفترة ما بعد الاستقلال حيث أصبحت ظروف الحياة العملية لا تسمح بتنقل الأمهات إلى بيوتهن و إرضاع مواليدهن خاصة و أن غالبيتهن لا يعملن أمام مقرات سكنهن، و من جهة أخرى أشار التحقيق لغياب الوعي و جهل من قبل الأمهات للفوائد الصحية للرضاعة الطبيعية.و في نفس السياق أشار البروفيسور الحاج لكحل خلال اليوم الإعلامي الذي تم تنظيمه أمس أن أمهات من دول أوروبية أصبحن يرضعن مواليدهن أكثر من الجزائريات معطيا فرنسا كمثال على ذلك حيث ارتفعت نسبة إرضاع النساء الفرنسيات لأولادهن أكثر من الجزائريات، و أشار البروفيسور خلال تدخل له أن نسبة الرضاعة الطبيعية أصبحت تتراجع من عشرية إلى أخرى و من سنة إلى أخرى مذكرا بالفوائد الهامة للرضاعة حيث تساهم في تقوية جسم المولود و زيادة مناعته و الظفر بعقل سليم، و قد أشارت دراسات مؤخرا أن الرضاعة الطبيعية تساهم حتى في الحماية من فقدان المناعة المكتسبة. في إطار مواجهة هذا التضاؤل الحاد في اعتماد الرضاعة الطبيعية لتغذية الأطفال سطرت وزارة الصحة مؤخرا حملة واسعة استراتيجية وطنية تهدف إلى توعية الأمهات بأهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها إضافة إلى إطلاق حملة باتجاههن من أجل مزيد من الوعي في هذا المجال و.نسيمة