تعد الرضاعة الطبيعية واحدا من بين 25 هدفا آخر سطرته المنظمة العالمية للصحة للنهوض بصحة المواليد الجدد والتقليص من نسبة وفياتهم، وفي إطار الحركة العالمية لترقية وحماية الرضاعة الطبيعية التي ترعاها المنظمة تطلق الجزائر بمساهمة وزارة الصحة وبالتنسيق مع اليونيسيف ووزارة الشؤون الدينية ''أسبوع ترقية الرضاعة الطبيعية'' من 5 إلى 12 نوفمبر، الترويج له كان من خلال خطبة الجمعة نهار أمس. كشف البروفيسور جميل لبان منسق اللجنة الوزارية حول الولادات الحديثة أثناء عرضه نتائج تطبيق البرنامج الوطني للرضاعة الطبيعية ونتائجه المرجوة في آفاق ,2015 أن الجزائر قد حققت نتائج جد إيجابية في هذا المجال، حيث أظهرت نتائج البرنامج التي قدمتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بمناسبة إطلاق هذه الأخيرة لمبادرة ''أسبوع ترقية الرضاعة الطبيعية''، تراجعا في نسبة الوفيات لدى المواليد الجدد والرضع إذ تقدر ب 2ر26 بالمائة في كل مائة ألف ولادة حسب إحصاءات 2007 مقابل 7ر34 بالمائة سنة ,2002 ومن المنتظر أن تقل عن 19 بالمائة في كل مائة ألف ولادة مع مطلع ,2015 موضحا أن من أهم العوامل المساهمة في تحقيق هذه النسبة الاهتمام بالرضاعة الطبيعة. اليونيسيف تشيد بمجهودات الجزائر أشاد ممثل منظمة الأممالمتحدة لحماية الطفولة ''اليونيسيف'' مانويل فونتان بالجهود التي قامت بها الجزائر عبر جهات عدة ذات علاقة بمجال تحسين الرضاعة الطبيعية من خلال فرض وزارة الصحة في 20 نوفمبر 2005 مرسوم لتدعيم تشجيع الرضاعة الطبيعية الذي اعتبره ذات المسؤول مبادرة جيدة، خاصة وأن الجزائر كانت من بين الدول الإفريقية الأولى السباقة لتدارك إشكالية تراجع معدل الرضاعة الطبيعية في مختلف دول العالم وخاصة العالم الإسلامي، ففي الجزائر مثلا أظهرت نتائج التحقيق ''ميكس 3 '' لسنة 2006 تراجعا واضحا للرضاعة الطبيعية، وأردف المتحدث أن مولودا واحدا فقط من بين اثنين يحظى بفرصة الإرضاع من ثدي أمه، و75 بالمائة من المواليد الجدد في 2007 لم يتلقوا الرضاعة سوى في الستة أشهر الأولى. وفي مقابل ذلك أظهر نفس التحقيق، أضاف المسؤول، ارتفاعا في معدل الرضاعة الطبيعية بين الأمهات المتعلمات والمثقفات في الساعة الأولى الموالية للولادة لما للعملية من فوائد جمة على صحة الأم والمولد في آن واحد، فهي تساعد المرأة على إخراج المشيمة، وانتكاس الرحم إضافة إلى أنها تحمي ضد النزيف بعد الوضع وتساهم في تقليص الوزن الزائد الذي تأخذه المرأة أثناء فترة الحمل، وتقي من الإصابة بسرطان الثدي والرحم ومن أمراض أخرى بالنسبة للأم علاوة على المساهمة في استقرارها النفسي وتجنيبها كآبة ما بعد الولادة التي غالبا ما تصيب السيدات، أما بالنسبة للمولود فهي ترفع من حظوظه في الحياة والرفع من مستوى ذكائه. ''جعفر'' تعمل على تمديد أوقات رضاعة العاملات ناشدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة الأمهات العاملات على الاهتمام بصورة فعلية بالرضاعة الطبيعية لأبنائهن وعدم الانقطاع عنها بمجرد انقضاء عطلة الأمومة المقدرة حاليا بثلاثة أشهر، وقالت ''نوارة جعفر'' في هذا الصدد إن وزارتها قد تقدمت بطلب على مستوى وزارة العمل والضمان الاجتماعي سيتوج بلقاء في المستقبل القريب بين القطاعين لبحث إمكانية استحداث روضات أطفال داخل أماكن العمل التي يتجاوز عدد الأمهات فيها ال 30 من أجل توفير الرضاعة الطبيعية لأطفال النساء العاملات، باعتبار فترة الأمومة غير كافية ولا تتماشى مع الفترة المثالية للعملية والتي حددها القرآن والسنة بعامين كاملين. ومن جهته أوضح ممثل عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في هذا اللقاء أن المبادرة تعد استمرارا لما تم الشروع فيه يوم 13 أكتوبر الماضي من خلال احتضان دار الإمام بالمحمدية لأشغال يوم دراسي لفائدة الأئمة والمرشدات الدينيات حول الرضاعة الطبيعية وفوائدها الصحية والاجتماعية، والتي تندرج في إطار ''إعادة المسجد للمجتمع''، وعلى هذا الأساس تم تسطير موضوع الرضاعة الطبيعية كمحور دارت حوله خطبة الجمعة نهار أمس.