ذكر البروفيسور جميل لبان منسق اللجنة الوزارية حول الولادات الحديثة أن الجزائر تسعى إلى إنشاء مستشفيات أصدقاء الرضع وتخصيص ميزانية لفتح عدد من هذه مستشفيات عبر 33 ولاية، نهدف من خلالها إلى تحسين وتطوير طرق الرعاية الصحية للرضيع والحد من وفيات الأطفال خاصة حديثي الولادة. وشدد البروفيسور جميل لبان على ضرورة الالتفات للأم وتوعيتها بأهمية الرضاعة الطبيعية وذلك بطرق جميع الأبواب واستخدام كافة الوسائل الممكنة لإيصالهذه المعلومات لها. وكشف البروفيسور جميل لبان أثناء عرضه نتائج تطبيق البرنامج الوطني للرضاعة الطبيعية ونتائجه المرجوة في آفاق 2015 ، أن الجزائر قد حققت نتائج جد إيجابية في هذا المجال، حيث أظهرت نتائج البرنامج التي قدمتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بمناسبة إطلاق هذه الأخيرة لمبادرة ''أسبوع ترقية الرضاعة الطبيعية''، تراجعا في نسبة الوفيات لدى المواليد الجدد والرضع إذ تقدر ب 2ر26 بالمائة في كل مائة ألف ولادة حسب إحصاءات 2007 مقابل 7ر34 بالمائة سنة2002 ، ومن المنتظر أن تقل عن 19 بالمائة في كل مائة ألف ولادة مع مطلع2015 ، موضحا أن من أهم العوامل المساهمة في تحقيق هذه النسبة الاهتمام بالرضاعة الطبيعة. 80 بالمئة من وفيات الأطفال حديثي الولادة كشف البروفيسور جميل لبان أن 80 بالمئة من وفيات الأطفال هم من حديثي الولادة، 80 بالمئة منهم يموتون في الأسبوع الأول و50 بالمئة منهم يموتون في 24ساعة الأولى. ويهدف البرنامج الوطني إلى التقليل من هذه النسبة وفق خطة أعدت لهذا الغرض ويرى المتحدث أنها غير مستحيلة علي الإطلاق فالجزائر تملك الإمكانيات اللازمة لذلك. ونوه البروفيسور لبان إلى ضرورة أن تحظى عملية التوعية الخاصة بالرضاعة الطبيعية بدعم كافة إطراف المجتمع لما لها من أهمية بالغة وذلك نتيجة التراجع الواضح والملحوظ للرضاعة الطبيعية في الجزائر. وأردف المتحدث أن مولودا واحدا فقط من بين اثنين يحظى بفرصة الإرضاع من ثدي أمه و75 بالمائة من المواليد الجدد في 2007 لم يتلقوا الرضاعة سوى في الستة أشهر الأولى. وفي مقابل ذلك أظهر نفس التحقيق ارتفاعا في معدل الرضاعة الطبيعية بين الأمهات المتعلمات والمثقفات في الساعة الأولى الموالية للولادة لما للعملية من فوائد جمة على صحة الأم والمولد في آن واحد، كما أن الرضاعة الطبيعية تقي الأم من الإصابة بسرطان الثدي وعنق الرحم ومن أمراض أخرى، علاوة على المساهمة في استقرارها النفسي وتجنيبها كآبة ما بعد الولادة التي غالبا ما تصيب السيدات، أما بالنسبة للمولود فهي ترفع من حظوظه في الحياة أكثر.