تمر السنوات ليبقى مرتكب أبشع جريمة قتل بحمام دباغ بقالمة حرا فيما تبقى الذكرى راسخة في الأذهان والصورة محفوظة في الذاكرة خاصة عندما تتمكن الوحوش البشرية من إرضاء غرائزها من ذبح أم من الوريد إلى الوريد وتعذيب ابنيها حتى الموت داخل برميل مليئ بالمياه حيث لم تفك فصول القضية إلى حد كتابة هذه الأسطر وهو الشيء الذي لم نعهده من قبل فحتى في أكثر الجرائم تعقيدا يتم في الأخير التوصل إلى القاتل. وهو ما جعلنا نشد الرحال إلى قالمة لتقصي تفاصيل وتطورات القضية. كنا نتوقع ونحن نقترب من المنزل الذي شهد أبشع جريمة قتل عرفتها ولاية قالمة منذ عامين أن نجد الحمامة قد عششت عند الباب والعنكبوت نسجت خيوطها بإتقان ليبدو البيت الذي كان عامرا بأفراد عائلة ساسي رحال بزوجته التي ذبحت من الوريد إلى الوريد وابنيه اللذين لفظا أنفاسهما الأخيرة داخل برميل للمياه مهجورا لكن سكان حي البساتين بحمام دباغ وعند أول نقطة توقفنا عندها أكدوا بأن زوج الضحية أعاد بناء حياته وتزوج بفتاة من منطقة بعيدة لترعى ابنته الوحيدة "جيهان" التي تركت وهي لم تتم الخمسة أشهر تتخبط وسط الدماء التي سالت من والدتها تبكي دون أي رحمة أو شفقة. ساسي يقول السكان أعاد بناء حياته وفتح بيته الذي سكن به رفقة أخيه بعد أن يئس من الوصول إلى فك خيوط الجريمة النكراء التي لم تتمكن مصالح الأمن على حد الساعة من الوصول إلى الفاعل الذي ما زال حرا طليقا في حين تحوم الشبهات والشكوك حول أخ ساسي في حين تم إيجاد الذهب لدى أقارب الضحية. شقيق ساسي يثبت براءته وشهادة زميلة ريان تدينه أكدت مصادر على إطلاع بملف القضية التقيناها عند انتقالنا إلى هيليوبوليس مسقط رأس ساسي رحال رب الأسرة التي تم إبادتها بوحشية من أجل النقود على أن المتهم رقم واحد بجريمة القتل هو شقيق ساسي بعد شهادة زميلة ريان التي تقول بأنها أخبرتها عندما توجها معا إلى المدرسة صباح يوم الحادث بأن في بيتهم ضيوف ويتعلق الأمر بعمها وبعض أقاربها لأبيها وهي الأقوال التي دونت بمحضر الأمن الذي حول إلى قاضي التحقيق لدى محكمة قالمة. وتشير مصادرنا إلى أن شقيق ساسي الأصغر تمكن من إثبات مكان تواجده ساعة الحادث عن طريق خمسة شهود أكدوا بأنهم شاهدوه بمكان بعيد عن منطقة حمام دباغ أين كان بهيليوبوليس بالقرب من السكن العائلي وهو ما جعله يستفيد من الإفراج خاصة بعدما تم العثور على كميات الذهب التي اختفت يوم الحادث لدى أقارب الضحية. سر الكنز المدفون تحت الشجرة من خلال التحقيق الذي فتحته مصالح الأمن حسب ذات المصادر ومن خلال الاستماع إلى المتهمين الذين تحوم حولهم الشبوهات خاصة بعد اختفاء مبلغ 30 مليونا وكذا ما قيمته 130 مليونا من الذهب تم التوصل على استرجاع بعض المسروقات حيث ضبطت (4) أربعة أساور ببيت زوج خالة الضحية رغم أنه صرح بأنه عثر على سوارين فقط ضمن المجموعة التي عثر عليها مدفونة بجوار شجرة بمنطقة هيليوبوليس بعدما أخبره ابنه بأنه عثر على مجوهرات مدفونة تحت التراب مما دفع بذات المصالح إلى استدعاء ابنه خاصة بعدما تم القبض على شاب وهو متلبس ببيع مسروقات ويتعلق الأمر بالحزام الذهبي الخاص بالضحية وبعد اعترافه بمصدر الذهب تم استدعاء المدعو (ع) وابنه (و ع) وكذا ابنه الأصغر أين وجهت لهم تهمة إخفاء أشياء مسروقة في حين يؤكد ساسي بأن المتهمين زاروا بيته رفقة أخ أو شقيق زوجته ليقترضوا منه مبلغ من المال خاصة بعدما علموا بأن الضحية تحتفظ بمبلغ 13 مليونا كان قد أودعه لديها شقيقها الأكبر وهو ما جعل ساسي يصر على استدعائهم وإعادة التحقيق معهم للوصول إلى خيوط الجريمة حيث لم يستطع استيعاب أن يتم اتهام أخيه بالقتل في حين توجد الأشياء المسروقة لدى أقارب زوجته الضحية مؤكدا على أن أخاه لا يستطيع وحده ارتكاب الجريمة خاصة أمام القوة التي تتمتع بها زوجته. المحامون يطالبون بتحقيق اجتماعي ذات المصادر أكدت بأن القضية المتشابكة دفعت بالمحامين الذين عينهم ساسي رحال بالمطالبة بتحقيق اجتماعي خاصة وأن شقيقه لم يسبق وأن تم اتهامه أو تورطه في أية قضية لدى مصالح الأمن وذلك بغرض التوصل إلى خيوط القضية التي ما زالت لم تدخل رواق المحاكم بعد حيث ما زال جزء كبير منها غامض والصغيرة جيهان وحدها كانت شاهدة على الواقعة لكن عدم إدراكها للوضع ولما يدور حولها شفع لها لدى المجرمين الذين اغتالوا والدتها بكل وحشية وحرموها من أخويها ريان وصهيب لتعيش وحيدة، هي اليوم تبلغ من العمر عامين وخمسة أشهر لكنها لم تعي بعد حقيقة كل ما يدور حولها خاصة وأنها تعيش بين أحضان أم جديدة بعد رحيل والدتها إلى الأبد. تاريخ أبشع جريمة بقالمة الجريمة لمن لا يتذكرها تعود إلى تاريخ الثاني من فيفري 2008 عندما اكتشف الزوج ساسي عند دخوله البيت جثة زوجته منكلا بها مذبوحة من الوريد إلى الوريد قبل أن يكتشف جثتي ابنيه صهيب وريان داخل برميل وتفاصيل إخفاء معالم الجريمة واضحة حيث تم ترك جيهان ابنة الخمسة أشهر وسط دماء والدتها لكن وكما سبق وأن ذكرنا حينها فإنه مهما تمكن القاتل من الهرب من يدي العدالة فالعدالة السماوية أبدا لن تغفر لمن سمحت له نفسه قتل أم كانت تحضن أبناءها داخل بيتها بأمان فقط من أجل المال. مبعوثتنا إلى قالمة –بوسعادة فتيحة