اهتزت مدينة حمام دباغ السياحية الواقعة على مسافة 20 كلم نحو غرب مقر عاصمة ولاية ڤالمة في حدود حوالى الساعة السابعة من مساء أول أمس السبت على وقع الانتشار السريع لخبر مقتل سيدة ذبحا من الوريد إلى الوريد رفقة ابنتها بشرى البالغة من العمر ست سنوات. تلميذة بالسنة الثانية ابتدائي، وشقيقها صهيب، البالغ من العمر أربع سنوات، داخل مسكنهم العائلي المتكون من طابقين بحي البساتين بمدينة حمام دباغ. وحسب مصادر متطابقة من عين المكان لحظات فقط بعد ارتكاب الجريمة فإن جثث الضحايا الثلاث تم اكتشافها من طرف رب العائلة (ر.س) في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء نفس اليوم، فبعد عودته من عمله كفلاح ببلدية بوهمدان القريبة، وبمجرد فتحه للباب وصعوده سلالم المسكن وبرواق الطابق الأول تفاجأ بجثة زوجته (ك.ع) البالغة من العمر 36 سنة غارقة في دمائها مذبوحة من الوريد إلى الوريد ومستلقية على ظهرها، وأمام هول الفاجعة أسرع بالخروج لإخبار الجيران الذين اتصلوا بمصالح الدرك الوطني القريبة من مكان تواجد المسكن. وعند حضور عناصر الدرك الوطني برفقة قائد الكتيبة لإجراء المعاينة الأولية لمسرح الجريمة برفقة رب العائلة، الذي وفي حرارة وصفه للجريمة وتنقله بين غرف المسكن متتبعا آثار الدماء وفي عودته ناحية الباب الرئيسي للمسكن بوصوله إلى الطابق الأرضي وبالتحديد خلف الباب أين أخبر قائد كتيبة الدرك أن الجاني أو الجناة غسلوا أيديهم من الدماء باستعمال الماء المخزن بالبرميل الحديدي من سعة 200 لتر الموضوع هناك في زاوية المسكن والمغطى بإناء بلاستيكي، وبمجرد رفع الوالد للغطاء حتى تفاجأ بأقدام ولديه الطفلين الضحيتين حافيتين تطفو على سطح الماء ورأسيهما إلى أسفل بعدما توفيا غرقا في برميل الماء، وهو ما يؤكد أن الجاني أو الجناة قاموا بإغراق الطفلين داخل خزان الماء. مصالح أمن دائرة حمام دباغ وبرفقة رجال الدرك الوطني وبعد إجراء المعاينة الأولية لمسرح الجريمة والتي تثبت وتؤكد عدم وجود أي كسر أو آثار للعنف على أقفال أبواب المسكن، إلى جانب عدم اختفاء أي شيء من الأغراض الثمينة، تشكن أن تكون الجريمة تمت بغرض السرقة، فقد تم الاعتماد على فرقة الشرطة العلمية لرفع البصمات وآثار للجريمة وكذا استعمال الكلب البوليسي لاقتفاء آثار الجناة، وقد باشرت فرقة الشرطة القضائية لأمن دائرة حمام دباغ حملة من التوقيفات لعدد من المسبوقين قضائيا المشتبه فيهم بارتكاب هذه الجريمة النكراء وبهذه الطريقة الوحشية. ولعل أكثر المشاهد تأثيرا في هذه الحادثة هو العثور على الابن الثالث للضحية وهو رضيع لا يتجاوز من العمر ستة أشهر حيا يتخبط في الدماء المتدفقة من عنق أمه المذبوحة من الوريد إلى الوريد. وقد أعادت هذه الكارثة المأسوية إلى الأذهان سيناريو جريمة ذبح سيدة وابنها البالغ من العمر ثماني سنوات وترك رضيعها البالغ من العمر عشرة أشهر حيا بجوار جثة أمه وشقيقه داخل المسكن ببلدية هواري بومدين التي تبعد بمسافة 10 كلم فقط عن بلدية حمام دباغ (حمام المسخوطين)، وقد تم نقل جثث الضحايا الثلاث من طرف فرقة من الحماية المدنية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى عقبي، بينما لا زالت مصالح أمن الدائرة تواصل تحقيقاتها لفلك خيوط هذه الجريمة البشعة وتوقيف مرتكبيها. عصام بن منية