اتخذت الأجهزة الأمنية بمختلف ولايات الوطن، جملة من الإجراءات والتدابير من خلال تعزيز وجودها في الشوارع الرئيسية، ونشر الشاحنات الخاصة بأفراد فرقة مكافحة الشغب، ومضاعفة عناصرها في المؤسسات العمومية وتكثيف دورياتها، بعد تمسك التنسيقية الجزائرية من أجل التغيير والديمقراطية باستمرار المسيرات السلمية في العاصمة، رغم قرار الحكومة بعدم الترخيص لها. من جهة أخرى أكدت مصادر ل»آخر ساعة»، خبر انسحاب بعض المنظمات غير الرسمية والنقابات من مبادرة التنسيقية، وذلك لتجنب ما أسموه بمحاولات الاستغلال السياسي في الاحتجاجات الشعبية، من طرف الخصوم «المعروفين» والمعارضة التقليدية في الساحة، في إشارة إلى «سعيد سعدي» الأمين العام لحزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، بعد أن طلبوا من حزب «الأرسيدي» في بداية الأمر، أن لا يتخذ مقام الزعامة في المسيرة التي دعت لها التنسيقية اليوم، من جهتها كشفت الجماعية الجزائرية السلمية «collectif d'Algérie Pacifique« أنها ستشارك في المسيرة لكن بعيدا عن «زعمائها» حيث يريد هؤلاء الشبان التميز خلال المبادرة عن غيرها من المنظمين و دعوا إلى الخروج في أفواج تخص أعضاء الجماعية فقط. قد نظمت التنسيقية منذ إعلانها قرار تنظيمها مسيرة ثانية بالعاصمة، في حملة لتجنيد ما يمكن تجنيده من الشباب والمواطنين في مختلف الولايات، طالبة مشاركة قوية خاصة من الطلبة الجامعيين و البطالين، وتسعى التنسيقية إلى توسيع دائرة احتجاجها من خلال إعلان ساحة الشهداء منطقة ثانية للمسيرة، وكذا محاولة استمالة الطلاب والعاطلين عن العمل، حيث تريد العزف على وتر هذه الفئة الهامة من المجتمع، واغتنام فرصة الاحتجاجات الواسعة داخل الجامعات ومن البطالين الذين انفجر غضبهم بجل ولايات الوطن، لإنجاح مسيرة 19 فيفري وهو ما جعل التنسيقية تصنّفهم على رأس من دعتهم في مقدمة من دعاهم بيان تلقت «آخر ساعة» نسخة منه إلى الالتفاف حول المسيرة. ومن جهتها شددت السلطات الإجراءات الأمنية في محيط ساحة أول ماي وسط العاصمة، تحسبا للمسيرة، ونشرت السلطات الوصية مزيدا من قوات الأمن وأفراد فرقة مكافحة الشغب التي ترابط منذ أيام بالقرب من مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، القريب من الساحة لمنع المسيرة التي يعتزم منظموها إطلاقها من هناك في اتجاه ساحة الشهداء على مسار يقارب أربعة كيلومترات.كما دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف ابو عبدالله غلام الله أئمة، المساجد إلى استغلال خطبة صلاة الجمعة لدعوة الشباب إلى عدم الانسياق وراء الدعوات المنادية للمسيرات الاحتجاجية ودعم الاستقرار في البلاد. في نفس السياق ألغت السلطات الجزائرية عددا من مقابلات الدوري الجزائري المحترف التي كان مقررا أن تلعب في العاصمة ومدينتي البليدة وبجاية اليوم، تحسبا من اندلاع مسيرات أو أعمال شغب. ومن جهتها وافقت السلطات على أن تنظم التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية تظاهرة داخل قاعة في ولاية وهران بعد أن كانت قد منعتها في وقت سابق، وأعطى رئيس بلدية وهران، موافقته على تنظيم الاجتماع الذي دعت اليه التنسيقية في قاعة «السعادة». ويذكر انه منذ 14 جوان 2001 منعت السلطات الجزائرية المسيرات في العاصمة وأعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قبل أسبوعين السماح بتنظيم المسيرات والتظاهرات في كل المدن الجزائرية ما عدا العاصمة الجزائرية لأسباب ترتبط بالأمن العام. طالب فيصل