وقال فيدوتوف خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة الثمانية حول مكافحة و الاتجار بالمخدرات بباريس أمس والذي يشارك فيه وزير الداخلية و الجماعات المحلية ، دحو ولد قابلية ، أن الكوكايين تمر عبر غرب إفريقيا آتية من أمريكا الجنوبية تستغلها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للاتجار بها، ما يؤكد تورط جماعة القاعدة في اتخاذها موردا هاما لتمويل نشاطاتها الإرهابية، حيث تدر الملايير وهي تجارة تضاف إلى أسلوب الجماعات الإرهابية في اختطاف الأجانب من اجل تمويل أعمالها وأشار إلى تقرير المنظمة الأممية لمكافحة الجريمة و المخدرات ففي 2009 عبرت حوالي 21 طنا من الكوكايين من غرب افريقيا باتجاه أوروبا الغربية. كما أكد أن سوق الكوكايين بأوروبا يسجل نموا و يضاهي سوق الولاياتالمتحدة ممثلا حوالي 33 مليار دولار مقابل 37 مليار دولار ما وراء الأطلنطي. وقد دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى إحداث صندوق دولي يتم تمويله من الأموال المصادرة من تجار المخدرات لدعم الدول المتضررة من الاتجار في المخدرات. داعيا إلى ضرورة الرفع من مستوى التعاون في المجال الأمني والقضائي والجنائي بين البلدان المعنية بالاتجار في المخدرات من القارات الثلاث. وينتاب دول الساحل قلق شديد إزاء تهريب كوكايين أمريكا الجنوبية عبر منطقة الساحل الإفريقي حيث ينشط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، فيما وصف ميكائيل برون ، مسؤول سابق عن العمليات في وكالة مكافحة المخدرات بالولاياتالمتحدة « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ليس فقط منظمة إرهابية، وإنما أيضا تنظيما إجراميا قويا».مشيرا إن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي « في السعي إلى كسب الربح وبالعملة الصعبة «. فيما أكد الخبير الأمريكي أنه « ليس هناك أدنى شك في وجود روابط ومصالح مشتركة بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و القوات المسلحة الثورية الكولومبية ، وبين عصابات مكسيكية وكولومبية قوية»، داعيا إلى عدم الاستهانة بهذه التهديدات « حتى لا نضطر لدفع ثمن باهظ «. وتشير تقارير أممية أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي « وسع سيطرته على تهريب الكوكايين الذي يتم عبر منطقة الساحل لتمويل عملياته ضد أهداف غربية. كما أشارت إلى أن التنظيم « يحصل على تمويل ذاتي، من خلال توفير الحماية لعمليات تهريب المخدرات ، وإيصال شحنات المخدرات عبر طرق تهريب السلع «، في منطقة الساحل الصحراوية الشاسعة ، لتسويقها في إسبانيا وإيطاليا. بينما تسود المخاوف التي كانت عبرت عنها الجزائر في السابق من أن « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي « وسع نطاق عملياته خارج التراب الجزائري من خلال تكثيف هجماته في شمال مالي والنيجر وموريتانيا، وبالتالي توسيع أعماله الإرهابية وتعزيز أساليب تمويله لها من خلال تجارة المخدرات. ولد قابلية يدق ناقوس الخطر في اجتماع الثمانية بباريس الجزائر تحجز 46 طنا من القنب الهندي سنويا والقاعدة المنتفع الأكبر كشف وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية أمس أن «كميات كبيرة» من القنب الهندي تدخل إلى الجزائر، موضحا انه يتم حجز 64 طنا من القنب الهندي في المتوسط سنويا .قال ولد قابلية في لقاء مع الصحافة الجزائرية عقب الاجتماع الوزاري لمجموعة الثمانية حول المتاجرة بالمخدرات المنظم باريس أن حضور الجزائر في هذا الاجتماع لم يكن «أكيدا» لأن الأمر يتعلق «باجتماع وزاري للدول الأعضاء بمجموعة الثمانية المعنية مباشرة بموضوع الندوة» كما أن الجزائر غير معنية «لا بالطابع العابر للأطلسي و لا بالكوكايين». وابلغ الوزير مجموعة الثمانية أن الجزائر «ليست بلدا منتجا للكوكايين و لا بلد عبور لهذا النوع من المخدرات وأنها ليست بلد استهلاك للكوكايين التي يعتبر وجودها ضئيلا إن لم نقل منعدما في الجزائر». مضيفا أنه أكد أن «الجزائر معنية بنوع آخر من المخدرات ألا و هي القنب الهندي الذي استبعد من النقاش في البداية و الذي تكمننا من إدراجه كعنصر في الملف بفضل حنكة سفيرتنا بفيينا». وأشار إلى الجهد «الكبير» المبذول على مستوى موانئ و مطارات الوطن من أجل منع أي عملية تصدير لهذا النوع من المخدرات نحو أوروبا بشكل خاص مضيفا أن هناك تبادل للمعلومات حول هذا النوع من المتاجرة بما يسمح كما قال بوقف هذه الحركات. و ردا على سؤال حول الصندوق الخاص بمكافحة المتاجرة بالمخدرات الذي يعد في الأصل اقتراحا قدمته الجزائر خلال اللقاءات التحضيرية التي سبقت هذا الاجتماع الوزاري أكد الوزير أن الجزائر كانت قد اقترحته «بغرض مساعدة الدول الفقيرة التي لا تملك الوسائل الضرورية لمكافحة مختلف أشكال المتاجرة بالمخدرات». وقال أنه «يبدو أن الدولة قد أبدت تحفظا معتبرة أن المسألة ليست واضحة تماما لذا تم في هذا الشأن تعديل للائحة مخطط العمل الذي يؤكد على ضرورة مباشرة مشاورات في المستقبل من أجل بحث هذه المسألة». وأكد الوزير أن المشكل مطروح أكثر من خلال أحد الأروقة المفضلة لعبور الكوكايين موجود على طول رواق يقع على حافة حدودنا بمنطقة الساحل التي تمتد على مسافة تفوق 1000 كلم مع مالي و النيجر» مضيفا أنه انطلاقا من هذا الرواق تتحرك الجماعات الإرهابية و الإجرامية. وصرح «لقد أطلعت الرئاسة الفرنسية لمجموعة ال8 بان هذه المتاجرة قد سمحت أيضا لهذه الجماعات بجني أموال طائلة سمحت لها بتعزيز تواجدها في هذه المنطقة و تحسين قدرتها العسكرية و تكثيف حركتها من خلال اعتمادها على وسائل أهم موضحا أن الهدف الأساسي لهذه الجماعات الإرهابية التابعة لشبكة القاعدة في المغرب الإسلامي هو زعزعة استقرار الجزائر». و حسب الوزير فان الحدود الشرقية للوطن «أضحت جبهة مفتوحة بعد انسحاب القوات الليبية التي التحقت بالجزء الشمالي و نحن اليوم مجبرون على حماية أنفسنا من أجل منع أي تسلل للإرهابيين على مستوى حدودنا». في معرض حديثه عن التعاون في المجال المخابراتي بين فرنسا و الجزائر أشار الوزير إلى أنه قد التقى خلال زيارته هذه إلى فرنسا بمسؤول عن مصالح الأمن بوزارة الداخلية الفرنسية مؤكدا على المستوى «الممتاز» للعلاقات القائمة بين الجزائروفرنسا موضحا بان ممثل مخابرات الولاياتالمتحدةبالجزائر قد أكد له بدوره «الطابع البناء» للعلاقات القائمة بين مصالح الأمن الجزائرية و الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب ليلى.ع