قبيل افتتاح اجتماع وزراء داخلية دول الثماني الكبرى بباريس التي يشارك فيها وزير الداخلية دحو ولد قابلية، جدد المدير التنفيذي لمكافحة المخدرات بالأممالمتحدة، يوري فيدتوف، تأكيد التقارير السابقة عن استخدام تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لتجارة المخدرات كمصدر لتمويل النشاطات الإرهابية، مما يحتم على الدول تشديد الحرب على عصابات المخدرات لعلاقاتها مع التنظيمات الإرهابية. ألقى موضوع تمويل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بظلاله على اجتماع وزراء داخلية الدول الثماني الكبرى بباريس، حيث وقف المدير التنفيذي لمكافحة المخدرات بالأممالمتحدة توري فيدو توف، عند مخاطر تجارة المخدرات وعلاقتها مع التنظيمات الإرهابية التي تستغل العائدات الضخمة المتأتية من تهريب الكوكايين والهيروين في الساحل الإفريقي لتمويل نشاطاتها الإجرامية وشراء الأسلحة وتوفير الدعم اللوجيستيكي. وفي هذا الإطار، يقول ممثل الأممالمتحدة في اجتماع باريس، أن القاعدة في المغرب الإسلامي الإرهابية متورطة في المتاجرة بالمخدرات في منطقة الساحل. وأبرز المسؤول الأممي الطرق التي تنتهجها الكوكايين المصدرة من أمريكا الجنوبية باتجاه أوروبا عن طريق غرب إفريقيا، قائلا أن شكوكا كبيرة تنتابه بخصوص تورط هذه الجماعة في المتاجرة بالمخدرات. وأضاف أن تهريب المخدرات يدر ملايير الدولارات »وهناك أسباب تجعلنا نعتقد مثلما هي الحال في أفغانستان مع الهيروين، أن منظمة القاعدة بالمغرب الإسلامي تمول نشاطاتها بالساحل عن طريق تهريب المخدرات«. وحسب المنظمة الأممية لمكافحة الجريمة والمخدرات فقد تم تسجيل عام 2009 عبور 21 طنا من الكوكايين من غرب إفريقيا باتجاه أوروبا الغربية. وأشار المدير التنفيذي للمنظمة الأممية أن سوق الكوكايين بأوروبا يسجل نموا يضاهي سوق الولاياتالمتحدة ممثلا حوالي 33 مليار دولار مقابل 37 مليار دولار ما وراء الأطلنطي. وفي سياق ذي صلة، صرح مسؤول روسي لوكالة الأنباء نوفوستي الروسية، أن موت بن لادن لن يؤثر على تمويل القاعدة وفروعها في مختلف مناطق العالم، على خلفية استغلال التنظيمات الإرهابية لتجارة المخدرات لتمويل نشاطاتها الإرهابية. وفي نفس السياق تؤكد العديد من التقارير التي تناولت علاقة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بشبكات تهريب والمتاجرة في المخدرات، أن زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال يقوم بتأمين مرور شحنات المخدرات المهربة من المغرب مقابل حصول تنظيمه على نسب معتبرة من عائداتها، يستغلها في شراء الأسلحة والإنفاق على وسائل الدعم اللوجيستيكي، ويقدر الخبراء أن ما قدره 820 طن من المخدرات بمختلف أصنافها يهرب سنويا من أفغانستان إلى مختلف البلدان الأوروبية والإفريقية، واتضح في السنوات الأخيرة أن منطقة الساحل الإفريقي تعتبر الممر الرئيسي لشبكات المتاجرة في السموم. وكانت السلطات الجزائرية في عديد المرات قد حذرت الدول المعنية بمكافحة الإرهاب من مخاطر الشبكات النشطة في تجارة المخدرات، على اعتبار أن جزءا هاما من عائداتها يحول لتمويل التنظيمات الإرهابية، مثلها مثل أموال الفدية وتجارة الأسلحة والتبرعات غير المراقبة التي تتم تحت غطاء الأعمال الخيرية، وأيضا غسيل الأموال وتبيضها. معلوم أن وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية يشارك في اجتماع وزراء داخلية دول الثماني الكبرى حول المخدرات بباريس.