بعيون دامعة ونظرات تحمل معها الكثير من الحزن والأسى استرسلت عائلة بن ناصر في الحديث “لآخر ساعة” عن مأساة مقتل ابنها رضا قائلة ... لقد كان المرحوم في ريعان شبابه لم يكن يدري أن الموت سيفاجئه على حين غرة عندما كان بصدد جلب الماء من أحد ينابيع أعالي جبال سيرايدي. في حدود الساعة السابعة والنصف من ليلة يوم الأحد إلى الإثنين توجه رضا إلى أحد الينابيع المتواجدة بسيرايدي لجلب الماء فتعرض طريقه المدعو (م.ف) البالغ من العمر 32 سنة محاولا سلبه هاتفه النقال تحت طائلة التهديد بسلاح أبيض محظور متمثل في خنجر، فلم يرضخ المرحوم لطلبه وفي لحظة أراد تجنب الوحش المفترس كما أطلقت عليه عائلة الضحية وجه له طعنة قاتلة على مستوى الظهر تلتها طعنات متعددة عبر كامل أنحاء جسده دون أية رحمة ولا شفقة وعند إطفاء نار غليله بتوجيه لرضا 17 طعنة لاذ بالفرار نحو وجهة مجهولة وتركه يسبح وسط بركة من دمائه وواصلت عائلة الضحية بقلب بداخله اشتعلت نار الفراق واكتوى لفقدان الغالي الذي يشهد له كل من يعرفه بالسيرة الحسنة والأخلاق العالية حديثها قائلة أن ابنها لم يلفظ أنفساه بعين المكان وإنما بقي يتخبط وبعد سماع مجموعة من الأشخاص رضا يستغيث سارعوا صوبه فأخبرهم عن مرتكب الجريمة في حقه وبعدها فقد وعيه ودخل في غيبوبة استدعت تدخل وحدات الحماية المدنية مرفوقة بعناصر الدرك التي اتخذت الإجراءات الأمنية والقانونية اللازمة بعين المكان بعد تقديم الإسعافات الأولية ليتم تحويله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي ابن رشد لتلقي العلاجات اللازمة والخضوع للعناية المشددة نظرا لخطورة وضعيته الصحية، حيث أجرى له الأطباء الجراحون والمختصون عملية جراحية مستعجلة حاولوا خلالها إخراجه من حالة الغيبوبة التي دخل فيها ووقف النزيف الحاد الذي تعرض له نتيجة الطعنات التي تلقاها غير أن الأقدار شاءت أن يفارق رضا الحياة متأثرا بجروحه البليغة في حدود الساعة الثانية إلا الربع من صبيحة يوم الاثنين، اليوم الذي نزل علينا يروي أهل الضحية وذويه نبأ الوفاة كالصاعقة على رؤوسنا، حيث سارعنا إلى المستشفى وعيوننا تذرف دموع الحزن على فقدان الغالي البالغ من العمر 36 سنة فلذة كبدتنا رضا، صديق الجميع ورفيقنا.. مات رضا على يد وحش معروف عنه بالعدوانية والسلوك السيء، راح الغالي على يد متعاط للمخدرات وصاحب السوابق العدلية فارقنا وإلى الأبد... عمارة فاطمة الزهراء