عشرون شهيدا والعديد من الجرحى في اعتداء الخوارج على الدرك ، عياشة إمرأة من بوعنداس بسطيف تكشف الطابع الإجرامي لخوارج الجماعة السلفية ،اهتزت ولاية برج بوعريريج مساء الأربعاء ،على اعتداء استعراضي راح ضحيته 20 شهيدا منهم 18 عنصرا من الدرك الوطني وحارس سجن، إضافة إلى سائق الشاحنة الذي قتل، في الوقت الذي أوردت مصادر أخرى استشهاد 25 شخصا غالبيتهم الساحقة من سلاح الدرك الوطني. وادي القصيرة (المنصورة) مبعوثا ''النهار'': ع.بوقطاية/ ياسين. ب ذكر شهود عيان في موقع الاعتداء ل ''النهار''، أن العملية الإجرامية نفذها أزيد من 50 إرهابيا في حدود الساعة 7,30 مساء، وقد كانت على شكل كمين إرهابي بالطريق الوطني رقم 5 بمنطقة وادي القصير على مدخل بلدية المنصورة بحوالي 3 كلم، وهو المكان الذي يبعد عن عاصمة الولاية برج بوعريريج بحوالي 30 كلم. وقد بدأ الاعتداء لحظة مرور قافلة الدرك الوطني المتكونة من 4 سيارات من نوع ''تويوتا ستايشن'' كانت ترافق العمال الصينيين الأجانب العاملين على مستوى مشروع الطريق السيار شرق غرب بمقطع زنونة البرج على مسافة 38 كلم، وكان على متنها 12 عنصرا من أفراد الدرك، وعند اقتراب مقدمة سيارات الدرك الوطني بمنطقة وادي قصير المعروفة بمنعطفاتها، فاجأهم العشرات من الإرهابيين بوابل من الرصاص أصاب الدركيين الذين كانوا على متن السيارة الأولى بإصابات مباشرة على مستوى الرأس والصدر. في هذا الوقت توقف الموكب المرافق للعمال الصينيين، حيث رد عناصر الدرك الوطني على الإرهابيين، لكن موقع تواجد الجماعة الإرهابية مكن من وقوع المزيد من الجرحى والضحايا. وكشفت التحريات الأولية، أن خطة المجموعة الإرهابية المعتدية كانت على أساس اختيار منطقة وادي القصير لنصب الكمين في إحدى المنعرجات المزدوجة، حيث يتواجد بالمكان منعرج إلى اليسار تحيط به ربوتين على جانبي الطريق، ثم مباشرة بعد انتهاء المنعرج الأول يوجد منعرج ثاني إلى اليمين مع انحدار في مستوى الطريق، وتحيط بالمنعرج الثاني غابة كثيفة في المنطقة العليا والسفلى من الطريق. إعتداء وتنكيل بجثث الشهداء وبعد نصب الإرهابيين للكمين بإحكام تمت مهاجمة السيارتين الأولى والأخيرة بواسطة قذائف ''أر.بي.جي''، قبل أن تكثف الجماعة الإرهابية من إطلاق تلك القذائف بكل الاتجاهات وبأسلحة مختلفة على غرار ''الهبهاب'' و''الأ.ربي.جي7''، وبالرغم من مقاومة الدركيين الذين كانوا في السيارة الثانية، إلا أن دقة نصب الكمين ومفاجأة الهجوم وكذا التفوق العددي، مكن الإرهابيين من استهداف جميع الدركيين في نقطة الكمين الرئيسي. كما أن تواجد الإرهابيين في مناطق تعلوا المنعطف بوادي قصير، سهل من اغتيال العديد من أفراد الدرك، وكذا تواجدهم في الجهة الأخرى من الطريق على شكل كماشة، وعند انتهاء الكمين الإرهابي، نزل عدد كبير من الإرهابيين إلى موقع الحادث، أين قاموا بحرق سيارات الدرك بمن فيها بعضهم لا يزال جريحا، بالإضافة إلى الإجهاز على من بقي حيا من المصابين في صفوف الدرك، كما قاموا بأفعال شنيعة تمثلت في التنكيل بجثث الضحايا في صور جد بشعة لا تمت للإسلام بأي صلة. وقاموا بذبح الأحياء من الدركيين وفصل رؤوسهم، وأكدت شهادات من مكان الجريمة، أن الإرهابيين قاموا بتهشيم رؤوس أفراد الدرك ووضعها في أفواههم، إضافة إلى نزع أمعائهم ورميها. قطع الطريق الوطني في الكمين الإرهابي من جهتين أكدت المعلومات التي جمعتها ''النهار'' في مكان الاعتداء، أن عناصر المجموعة الإرهابية انقسموا إلى 3 مجموعات صغيرة بتعداد يتجاوز 50 عنصرا، حيث بعد وقوع قافلة الدرك الوطني المكونة من 12 عنصرا، والتي كانت بصدد المناوبة في الكمين بمنطقة وادي قصير، قامت مجموعة إرهابية أخرى على مستوى بلدية المهير، بقطع الطريق الوطني رقم 5 عن طريق سده وقطعه أمام حركة السير بشاحنة ذات مقطورة، تم سلبها من أحد المواطنين وإجباره على ركنها في وضعية عرض الطريق، وبعدها مباشرة دخل الإرهابيون في اشتباك مع أفراد كتيبة الدرك الداعمة، والتي تدخلت عند سماع الاشتباك مع الإرهابيين، حيث تنقلت 3 سيارات ''تويوتا'' على متنها أزيد من 10 عناصر أخرى، استشهد منهم 6 دركيين عند الاشتباك، نفس الطريقة اعتمد عليها الإرهابيون بمنطقة اليشير، حيث قاموا بسد الطريق الوطني بشاحنة من النوع الكبير في عرض الطريق وذلك للحد من تدخل قوات الدرك التي تنقلت من البرج من ثكنة التدخل السريع وفرقة اليشير إلى منطقة الكمين، لأجل عرقلتها في مطاردة حركة المجموعة الإرهابية المعتدية في نقطة الكمين الرئيسي. كانت الحصيلة النهائية لهذه العملية بعد نقل الجثث والمصابين إلى المستشفيات، 18 دركيا ومدنيا كان على متن سيارته بالإضافة إلى 6 جرحى 5 دركيين وفتاة في العشرينات كانت على متن سيارة رفقة عائلتها. الإرهابيون استعملوا الهبهاب وقذائف ''الأربيجي سات'' أشارت مصادر أمنية محلية؛ أن العناصر الإرهابية استعملوا أسلحة ثقيلة في الاعتداء الإرهابي، حيث استعملوا ألبسة عسكرية مزيفة كانوا قد جلبوها معهم من عمليات إرهابية أخرى إضافة إلى استعمالهم أسلوب الخديعة والمكر في مثل هذه العمليات، كما أن قذائف ''الأر.بي.جي7'' والهبهاب ساعدت كثيرا في الصدمة التي أحدثها الهجوم بين أفراد الفرقة المناوبة. أثناء هذا الكمين الإرهابي؛ كان يتواجد العديد من المواطنين في سياراتهم الخاصة، وقد حوصروا مع قوات الدرك، أين تعرضوا للابتزاز والسرقة والسطو على سياراتهم، حيث تم تسجيل سرقة سيارتين من نوع ''505'' طاكسي وسيارة جماعية، وسيارة من نوع ''سينيك'' سلبوها من امرأة وسيارة أخرى من نوع ''أر19''، كما قاموا بحرق 6 سيارات تابعة للدرك الوطني. الإرهابيون استغلوا همجية العملية لتصويرها توصلت مصالح الأمن أن الإرهابيين كانوا أثناء العملية الإجرامية قد استغلوا المجزرة التي تسببوا فيها لالتقاط بعض المشاهد وتصوير أطوار العملية التي استمرت مدة 45 دقيقة، كما أكد عدد من المواطنين الذي كانوا في منطقة الاعتداء، أن ثلاث من العناصر الإرهابية كانوا يركزون على مشاهد من العملية بكاميرات رقمية ''ديجيتال''. وأشار شهود العيان؛ أن الإرهابيين أكدوا لهم عند تفتيشهم، أنهم ينتمون لتنظيم ما أصبح يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، وهددوا عدد من مستعملي الطريق الوطني بعد تفحص بطاقاتهم الشخصية وتفتيشهم، وبعد اكتشاف هوية أحد ركاب سيارة من نوع ''406'' كان رفقة شقيقه وهو المرحوم ''ب.ع'' ، عثروا على بطاقته المهنية في المديرية العامة لإدارة السجون، حيث اغتالوه بعدها مباشرة رميا بالرصاص، قبل أن يمثلوا بجثته بالذبح فيما أصيب مرافقه بجروح. انتهاء العملية بسلب أفراد الدرك قبل انتهاء العملية، تمكن الإرهابيون في حصيلة أولية في عين المكان، من استهداف 18 دركيا وقتل أحد حراس السجن بعد اكتشاف أمره بين المسافرين، إضافة إلى سرقة 4 سيارات والسطو على الهواتف النقالة لأكثر من 12 شخصا، ومبالغ مالية إضافة إلى 21 بذلة عسكرية تخص الدركيين الضحايا و 21 بذلة واقية من الرصاص، وكذا سرقة 6 أجهزة راديو اتصال لا سلكي ''موتورولا'' وأكثر من 3000 طلقة رصاصة جاهزة للاستعمال، إضافة إلى أكثر من 12 قنبلة ''ڤراناد'' أو ما يعرف بالرمانة، وكذا وثائق كانت عربات الدركيين الضحايا تحملها، كما قاموا بحرق سيارات الدرك الوطني. بالإضافة إلى هذا أسفرت العملية عن إصابة عائلة متكونة من 5 أفراد، كانت متوجهة للحضور أحد الأعراس بالعاصمة، ومواطنين آخرين تم نقلهم إلى عيادة الشفاء باليشير، يبلغان على التوالي 35 سنة و24 سنة. وبعد الانتهاء من العملية الإرهابية فر منفذوها عبر جبال المنطقة إلى وجهة مجهولة مستغلين ظلمة الليل. العثور على جثة أحد الضحايا وجثة أخرى لإرهابي شنت مختلف قوات الأمن المشتركة مباشرة بعد وقوع الحادثة عملية مطاردة واسعة بجبال المنطقة، حيث تم اعتبارها منطقة مغلقة على مسافة 5 كلم ليلا للحاق بمرتكبي الجريمة، واستمرت إلى ساعات الأولى من صباح أول أمس، أين شرعت قوات الأمن في عملية تمشيط لجبال المنطقة، حيث نجحت في حدود الساعة 10 من صبيحة الخميس، في العثور على أحد الضحايا المدنيين، ويتعلق الأمر بسائق الشاحنة ذات المقطورة التي كانت تنقل مشروبات ''افري''، والتي استعملت في غلق الطريق، بالإضافة إلى جثة إرهابي من ضمن المجموعة المنفذة للعملية، والتي نقلت إلى مستشفى بوزيدي في انتظار تحديد هويته، ويكون قد أصيب في الاشتباك أثناء الكمين، كما تم العثور على 4 سيارات إحداها من نوع ''رونو 19'' التي تم أخذها من صاحبها أثناء الكمين، وقد تم العثور على الجثة والسيارات بمنطقة بوقطن. تضارب في الأرقام والجماعة الإرهابية تجاوزعددها ال 50 من خلال الكمين الذي نصب على طول حوالي كيلومتر ونصف على جانبي الطريق وشهادات من عاشوا الجحيم والاشتباك يكون عدد أفراد هذه الجماعة في حدود ما بين 50 و 60 فردا، حيث أكد شهود عيان أنهم توزعوا على طرفي الطريق، في حين نزل إلى ساحة الاشتباك حوالي أكثر من 20 فردا، وهو ما يسمى فوج الاقتحام، إضافة إلى أفراد آخرين قاموا بتجريد الجثث من بذلاتها العسكرية والتنكيل بها حسب بعض تصريحات من عاشوا الواقعة، موازاة مع هذا نزل أفراد آخرين وقاموا بتأمين السيارات للهرب وكذا تنظيم المرور وسد الطريق ب، مع تواجد آخرين خلف الأشجار والصخور وعلى جانبي الطريق. شهادات حية لناجين من المجزرة الإرهابية بعد ساعات من وقوع الجريمة الإرهابية، تنقلت ''النهار'' إلى مكان الحادث أين تحدثت إلى بعض ضحايا العملية الإرهابية، كان أول من تحدث إلينا شخص يبلغ من العمر 59 سنة، كان في حالة هستيرية رفض الكشف عن اسمه، حيث أوضح لنا أنه كان يقود سيارة من نوع ''رونو 19'' خلف سيارة الدرك الوطني بمنطقة وادي قصير، وفجأة سمع دوي انفجار عنيف وإطلاق نار صادر من سيارات الدرك الوطني. ويضيف قائلا: ''لقد اضطررت لركن سيارتي إلى جانب الطريق، ومحاولة الفرار خارج السيارة عبر الشعاب رفقة والدتي وابني، غير أن التواء قدم الوالدة منع من ذلك، وعندها تدخل أحد الإرهابيين أين أصيبت والدتي بالإغماء نتيجة هول الحادثة وكثرة تبادل إطلاق النار بين الجانبين، خاصة وأننا كنا على بعد أمتار فقط من السيارة المستهدفة، وتم إرغامي على تغيير مكان ركني لسيارة إلى المنطقة التي كان يتواجد فيها الإرهابيون، حيث طلبوا مني مفاتيح السيارة مرددين عبارات ''أحنا من القاعدة تاع أسامة بن لادن''، وبعدها تم إرغامي على إخراج والدتي حافية الرجلين، وهي مغمى عليها خارج السيارة وسط الأشواك والأحراش، رغم توسلي إليهم ب''رحمة على الوالدين شوفوا العجوز راهي رايحة أتموت''، لكن أحد لم يعرني انتباهه. ''عياشة'' اسم للمرأة التي كشفت حقيقة أكذوبة عدم استهداف المدنيين كشفت عياشة البالغة من العمر 28 سنة، والتي كانت ضمن سيارة متجهة نحو العاصمة للحضور عرس والقاطنة ببوعنداس بولاية سطيف، بعدما تلقت إصابة طلقة نارية من الإرهابيين على مستوى الفخذ، حيث تقدم إليها أحد الإرهابيين الذي أبلغها بأنه من جماعة القاعدة التابعة لأسامة بن لادن، وسألته عن جدوى استهدافها وشرعيته، وهل الجهاد بقتل الأبرياء والمدنيين؟ حيث لم يجد الإرهابي الذي كان على مقربة من السيارة جوابا لسؤالها، مما أعجزه وفر هاربا بعد أن ترك لها بعض الأدوية. بعد انتهاء العملية تم نقل ''عياشة'' إلى مستشفى بوزيدي لخضر أين تلقت الإسعافات الأولية، قبل تحويلها إلى مستشفى ديدوش مراد العسكري بقسنطينة، رفقة جثث الشهداء العشرين الآخرين. القائمة الأولية للدركيين الشهداء: 1شرقي 2 حمادوش 3سمراوي 4حملاوي 5لشقر وليد 6حور علي 7حلواني يوسف 8 بن خليفة عبد القادر 9 ضيف الله 10 بوتامي 11 إيقونجيل مصطفى و4 آخرين تم حرقهم ولم يتم فرزهم خلال الساعات الأولى من الاعتداء الإجرامي. - الشهيد بن عزة مسعود ينتمي للمديرية العامة لإدارة السجون مولود في 1966 - الشهيد صاحب الشاحنة المقطورة بورصاصة رابح البالغ من العمر 65 سنة قائمة الدركيين المصابين: 1فرحات 2مسعود أحمد 3عطيل إسماعيل 4خليفي علي المدنيون المصابون: - الطفلة المصابة بلطرش عياشة من بلدية بوعنداس بسطيف إضافة إلى بن حليلو علي، شنتيتي علي، عوادي عبد القادر، بوخالفة سمير. ''النهار'' تزور عائلة الشهيد حسان حمادوش ابن الزبوجة فارق عائلته وابنته وهو على وشك التقاعد انتقلت ''النهار'' -أول أمس- إلى مدينة الزبوجة التي تبعد بحوالي 30كلم شمال شرق ولاية الشلف، مسقط رأس الشهيد حسان حمادوش الذي سقط في ميدان الشرف رفقة زملائه الشهداء الذين ترصدتهم جماعة إرهابية مسلحة أمسية الأربعاء، بمنطقة المنصورة بولاية برج بوعريريج، بعد أن كانوا في مهمة عمل على محور الطريق الوطني رقم 5. ودقائق معدودة بعد وصولنا إلى مركز مدينة الزبوجة، التقينا صدفة بصديق وأحد جيران الشهيد حسان الذي قادنا إلى حي السوق القديم بمركز الزبوجة مسقط رأس الشهيد، أين كانت علامات الغضب والحسرة على وجوه كل من إلتقيناهم بالمنطقة، بسبب المجزرة التي ارتكبها الدمويون، وتعذر علينا تقديم التعازي لعائلة الشهيد للصدمة والإغماءات وتدخل مصالح الحماية المدنية لنقل أفراد عائلته إلى عيادة الزبوجة، بعد تلقي نبأ استشهاد فلذة كبدهم، غير أن أصدقائه وجيرانه أكدوا أن حسان ذهب غدرا وسقط شهيدا في سبيل الوطن، بعد أن انضم إلى صفوف الدرك الوطني في عز أيام العشرية الحمراء سنة 1994 دفاعا عن الوطن، مضيفين أن الشهيد كان على أبواب التقاعد بثلاثة أشهر. الشهيد معروف بالمنطقة بكرمه وأخلاقه العالية، من عائلة متواضعة ومعروفة، وشاءت الأقدار أن يغادر الحي تاركا وراءه عائلته وابنته الوحيدة شهيدا في سبيل الوطن. إسماعيل ابن عين التوتة بباتنة كان يحلم ببناء منزل محترم وإخراج عائلته من الفقر ''حبّسي غسيل القش غدوة راني جاي''.. آخر ما قاله الشهيد الصالح شارف لوالدته هو الشهيد العريف ''الصالح شارف'' من مواليد 30 جوان 1987 بمدينة عين التوتة. كان تلميذا مجتهدا بمتقنة إبراهيم معّاش فرع أشغال عمومية، ولأنّ الشهيد من عائلة فقيرة جدا; متكونة من ثمانية أفراد، كان أحد أشقّائه المدعو ''عمار'' مصاب بمرض عصبي، ووالده''عبد المجيد'' بطّال منذ تسريحه من الشركة التي كان يشتغل بها سنة 1997 ببلدية نقاوس، كان مدخول العائلة الوحيد هو ما يتحصل عليه والد الصالح يوميا من نشاط بيع''الخس''، ولأنّ أفراد عائلته الثمانية يقطنون في بيت بحي النصر بوسط مدينة عين التوتة من غرفتين فقط، لم يتمكن الشهيد صالح من مواصلة دراسته لظروف قاهرة، فقرّر أن يحقق حلمه الذي راوده منذ الصغر; وهو ارتداء بزّة الدرك الوطني، وهو الشيء الذي تحقق له بعد عيد الفطر من العام الماضي، عندما التحق بصفوف الدرك الوطني في مداوروش بولاية سوق أهراس. ومنذ ذلك الحين، حسب والد الشهيد، وهو يقول ''سأموت وأستشهد على أيدي الجماعات الإرهابية''. وبالموازاة مع هذا الشعور والإحساس، كان الأمل إلى جانب الشاب صالح في أن يتمكّن من إخراج عائلته من دائرة الفقر التي تعيش فيها، حيث كان مرهف الحس يتألم كثيرا عندما يرى والديه وإخوته يتألمون من وضعهم المزري في بيت من غرفتين، ما جعله يضع أولى أولوياته استكمال أشغال البناء في هذا البيت، ثم تحسين الوضع المادي لعائلته. وبالمقابل، كان آخر ما فكّر فيه هو الزواج والاهتمام بنفسه، حيث رفض عرض والده بتزويجه كم من مرّة، رغم رغبته الشديدة في إكمال نصف دينه. ولأنّ الشهيد الصالح شارف كان أحب الأبناء إلى والدته نعيمة زغدود، نزل خبر استشهاده على مسامعها كالصاعقة، حينها اسودّت الدنيا في نظرها وسقطت مغمى عليها، لتنقل إلى المستشفى أربع مرّات كاملة، لأنها وكلّما استفاقت من غيبوبة إلا دخلت في أخرى، وبين الأولى والثانية صراخ وعويل، وأمل في أن يكون ما سمعته مجرد كابوس فقط، خاصة وأنها قبل ثلاث ساعات فقط من تحولها إلى أم شهيد بطل، اتصل بها فلذة كبدها عندما كانت تغسل بعض الملابس، فقال لها بعدما سألها عن أحوالها ''حبسي غسيل القش غدوة راني جاي''. سعيد حريقة كان همه الوحيد مساعدة والده على إعالة الأسرة سكان ترڤالت بسوق أهراس يودعون الشهيد لشقر وليد كانت الساعة تشير إلى حوالي العاشرة صباحا، عندما انطلقت مراسيم دفن شهيد الواجب الوطني الدركي لشقر وليد ابن بلدية ترڤالت التي تقع جنوب ولاية سوق أهراس، والذي اغتالته أيادي الغدر مساء يوم الأربعاء، إثر عملية إرهابية جبانة بمنطقة وادي قصير قرب بلدية المنصورة. إنه الشهيد الشاب لشقر وليد، من مواليد : 07 جانفي 1987، هو أكبر إخوته الأربعة، ومدلل والده المربي لشقر لزهر الذي يشغل منصب معلم مدرسة ابتدائية. إصرار على أداء الواجب الوطني ومساعدة الوالد في التكفل بالأسرة رغم صغر سنه، كان الشهيد وليد منذ تواجده بقاعات الدراسة يحلم بمساعدة عائلته الميسورة الحال، حيث كان حريصا على مساعدة والده المعلم، خاصة وأن والدته تعاني مشاكل صحية تتطلب متابعات طبية خاصة، بالإضافة إلى حرصه على ضمان حسن تمدرس إخوته، ولما لم يسعفه الحظ في نيل شهادة البكالوريا لم يحاول الإعادة، ففضل الالتحاق بمدرسة تكوين أعوان الدرك الوطني المتواجدة ببلدية مداوروش بولاية سوق أهراس، وكان ذلك شهر مارس من سنة 2008، وبعد تخرجه عمل في مدينة عنابة لبضعة أيام، ثم نقل إلى ولاية برج بوعريريج بوحدة التدخل والاحتياط. كان الشهيد وليد حيويا ولطيفا في معاملاته وسلوكاته، يحب مهنته ولم يتحدث قط عن صعوبة العمل أو الظروف الأمنية، وكان شارك رفقة زملائه في مهام حفظ الأمن والنظام ببريان التي قضى فيها أكثر من شهرين إبان الأحداث التي عرفتها المنطقة. لم يعلم لزهر والد وليد بخبر استشهاد ابنه وليد، إلا صبيحة يوم الخميس، عندما بلغه خبر العملية الدموية من زملائه صباح نفس اليوم ببلدية مداوروش، حيث كان رفقتهم يستعد لدخول حجرات امتحانات نهاية السنة، الخاصة بالتكوين عن بعد لفائدة المعلمين، وبعد إطلاعه على الأنباء عبر بعض الوسائل الإعلامية، دب الشك في عقله، ورنت أجراس فؤاده إيذانا منها بمصاب ما لحق بفلذة كبده، انزوى لفترات معينة محاولا مكالمة ابنه عن طريق النقال، الهاتف لا يرن ولا من مجيب، بدأ الشك يتحول إلى يقين والاضطراب إلى شلل، ولم يعرف كيف يبدأ امتحاناته.. خرج من الامتحان، مباشرة باتجاه ولاية البرج. وقتها كانت الأخبار تصل متقطعة إلى عائلة الشهيد، بين مؤكدة على استشهاده وأخرى نافية الخبر، كانت تلك أولى الإشارات المعتمدة لإيصال الخبر اليقين تدريجيا إلى العائلة، خوفا من أي صدمة إلى غاية التبليغ الرسمي حوالي بعد منتصف نهار الخميس. ع.م. بن عطية ''النهار'' تشارك في تشييع جنازة الحارس بالمؤسسة العقابية بباتنة عائلة الشهيد بن عزة تمسكت بالصبر وأعطت درسا في الوطنية الشهيد مسعود من عائلة ثورية وأغلب أشقائه في سلك الأمن، الدرك والحرس البلدي دركي بلباس مدني ساهم في فك الخناق وإرغام الإرهابيين على الهروب على إثر المصاب الذي ألم بعائلة بن عزة بوفاة ابنها مسعود حارس المؤسسة العقابية بتازولت بباتنة، وعلى هامش المجزرة الإرهابية التي حدثت في نواحي بلدية المنصورة بالبرج مساء الأربعاء المنصرم، كان لزاما على ''النهار'' التنقل إلى عين المكان للقيام بواجب العزاء والوقوف على حيثيات الاعتداء الإرهابي الذي أودى بالفقيد الساكن بقرية الحجاج التابعة إداريا لبلدية إشمول التي تبعد عن مقر الولاية باتنة بحوالي 55 كلم، وأثناء الوصول تفاجأنا بالحضور المكثف من رفقاء المرحوم في المهنة والطفولة، إضافة إلى أهل الفقيد وأقربائه، وسط موجة كبيرة من التضامن والصبر، بالنظر إلى المعرفة الجيدة لهذا الأخير وتأسفا على ما حصل، بعد أن ذهب ضحية الاعتداء الجبان رفقة عدد معتبر من أعوان الدرك الوطني في الكمين الذي تم من طرف خوارج الجماعة السلفية للدعوة والقتال. مبارك بن علي الصدفة جعلتهم يلتقون فرق الدرك ويتعرضون للاعتداء تزامنت الواقعة تزامنتا مع رحلة العودة من العاصمة، على اثر مهمة خاصة أقلتهم هناك لتسوية بعض أمورهم الإدارية وأخرى تتعلق بتسوية قرض حصلوا عليه من قبل المؤسسة التي ينتمون إليها، لكن الصدفة تزامنت مع تواجد 6 سيارات من الدرك الوطني الذين كانوا في مهمة لنقل العمال الصينيين، في الوقت الذي تحينت الجماعة الإرهابية الفرصة في ضواحي بلدية المنصورة البعيدة عن ولاية البرج ب35 كلم، وفي الوقت الذي اجتاز سائق السيارة الذي كان يتواجد معه الضحية وتجاوزه لسيارتين، هبت طلقات نارية عنيفة ما أدى رصاصة طائشة إلى إصابة الفقيد على مستوى الرأس أردته قتيلا بعدما عانى الكثير من أنين الألم. دركي بلباس مدني ساهم في فك الخناق وإرغام الإرهابيين على الهروب من جانب آخر يشير محدثنا الذي لازال تحت الصدمة، ولم يتوان في الوقوف والتضامن إلى جانب عائلة الفقيد، حيث شرح لنا الوضع رغم صعوبة وصف حيثياته في تلك اللحظة، وقال في هذا الصدد بأن العملية كانت مبرمجة بإحكام قصد القيام بالعمل الجبان ضد أعوان الدرك الوطني، وهي العملية التي تمت يقول سائق الفقيد في ظرف وجيز لم يتعد ربع ساعة قبل أن تنتقل الإمدادات من طرف قوات الأمن والدرك الوطني بعد حوالي 20 دقيقة من ذلك، مشيرا بأن أحد الدركيين كان بلباس مدني كان على متن سيارته مستعملا الطريق الوطني رقم 5، حيث تصادف وصوله قبيل انتهاء العملية الإرهابية، إذ بقي يراقب عملية الانسحاب ووجهة الدمويين، وأخذ يشكل رقم هاتف مسؤوليه لطلب الدعم والتبليغ، بعدما انزوى خلف إحدى السيارات، الأمر الذي تحركت على إثره القوات المشترك إلى موقع الحادثة وإرغام المسلحين على الفرار. الشهيد معروف بالمرح، التواضع ونبذ الإرهاب يعد المرحوم بن عزة مسعود من مواليد 1966 بقرية الحجاج التابعة إداريا لبلدية إشمول، وتبعد عن مدينة آريس ب4 كلم، نشأ في عائلة ثورية معروفة على مستوى المنطقة، والده كان مناضلا وهو متقاعد من سلك الشؤون الدينية. الضحية أب ل 3 أولاد التوأم سلاف وإسلام 12 سنة، إضافة إلى يقين البالغة من العمر 5 سنوات، وقد دخل شهر مارس عمله كحارس في مؤسسة عقابية منذ 20 سنة كاملة، والمعروف عن عائلته الكبيرة المتشكلة من 9 إخوة وأختين، بأن الغالبية تنشط في سلك الأمن وخدمة الوطن. والد الضحية: ''أنا فخور بابني لأنه مات فداء للوطن'' فاجأنا والد الفقيد الملقب ب''عمي المكي'' بالصبر الذي تحلى به وطريقة استقباله للوافدين، على هامش قيامهم بواجب العزاء وبدا في قمة الهدوء والرزانة بدليل مخاطبته لمحدثيه بصورة عادية، مؤكدا لنا في هذا السياق بأنه سيبقى فخورا بابنه لأنه مات فداء للوطن وراح ضحية رصاصة غادرة، وهو المعروف بنبذه للإرهاب. وقال''عمي المكي'' في هذا السياق بأن ''الكبدة تخبط على فراقه، لكن يجب علي التحلي بالصبر والحمد لله أنا صابر ولا أطلب من الله سوى الرحمة لابني الذي راح ضحية، ولكل الذين استشهدوا في هذا الاعتداء الجبان''.وقد اعترف الحضور بالصبر الذي تحلى به والد الفقيد بمعية والدته أيضا التي كانت في الموعد منذ نقله من المستشفى، وإلى غاية وصول جثمانه إلى مقر سكناه بقرية الحجاج. بلدية أولاد يحيى بجيجل تودع شهيدها لعريبية موسى الشهيد كان الذراع اليمنى لعائلته وحلم بإعادة ترميم البيت وإسعاد والده تم أمس، في موكب جنائزي مهيب بمقبرة مسايكة التي تبعد بحوالي 06 كلم عن مقر بلدية أولاد يحيى خدروش الواقعةعلى بعد 60 كلم شرق عاصمة الولاية جيجل، بحضور السلطات الولائية الإدارية والأمنية، في مقدمتها قوات الجيش الوطني الشعبي وجمع غفير من المواطنين تشييع جثمان شهيد الواجب الوطني المرحوم لعريبية موسى من مواليد 1983، الذي التحق بصفوف الدرك الوطني سنة 2006، حيث تخرج بعدها من مدرسة تكوين الأعوان الدركيين بمليانة قبل أن يتم تحويله إلى المجموعة الولائية للدرك الوطني ببرج بوعريريج، أين اغتيل نهاية الأسبوع المنقضي على يد عناصر إرهابية مسلحة بمنطقة المنصورة رفقة 17 شهيدا من نفس الجهاز. الشهيد الدركي، موسى، الذي كان يحمل رتبة عريف ويتوسط إخوته، حيث يتحدث عنه شقيقه الأكبر رشيد ل''النهار''، قائلا ''كان أقربنا تقديرا ومعزة عند أبي، كان خلوقا ومحبوبا من طرف الجميع، بالإضافة إلى كونه الذراع الأيمن الذي كان يعتمد عليه والدي في مساعدته لتغطية مصاريف العيش''، مضيفا أن هذا الأخير يعمل كسائق بالمصالح الاستشفائية. المرحوم كان يحلم منذ صغره بأن يكون ضمن صفوف رجال الأمن يقول شقيق الشهيد بن عريبية موسى ''كان يتحدث دوما عن حبه الكبير للجزائر وضرورة القضاء على العناصر الإرهابية المسلحة...''. وعن زيارته الأخيرة للعائلة، فكانت منذ حوالي 6 أشهر، تحدث فيها المرحوم عن أمله في مساعدة والده لإنجاز مسكن لائق يتوفر على أبسط ظروف المعيشة الكريمة التي يحلم بها كل مواطن عادي، حيث وأثناء زيارتنا إلى بيت المرحوم بأعالي منطقة أولاد يحي خردوش وحديثنا إلى بعض أصدقاء وأقارب الشهيد موسى، اكتشفنا أنه رحل تاركا وراءه أفراد أسرته يقطنون بمنزل قديم يعود بناؤه إلى فترة الاستعمار. أيمن عبدالرحيم ''النهار'' تزور عائلة الشهيد الدركي مهدي خنفر ببلدية بن مهيدي الطارف الوالدة يمونة ل ''النهار'' :''ابني مات شهيدا من اجل الوطن و اللي قتلوه نوكل عليهم ربي'' كانت قرية دايرة مصطفى المعروفة بالعلقة التابعة لبلدية بن مهيدي أمس الأول تغرق في أحزانها بعد أن تلقى سكانها نبا استشهاد ابنها البار مهدي خنفر في حادثة اغتيال عناصر الدرك الوطني ببرج بوعريريج على يد جماعة إرهابية و نزل الخبر كالصاعقة على عائلته الأم و أربعة إخوة و أختين النهار كانت أول من يتنقل مباشرة إلى مقر سكناه أين التقت بأفراد العائلة و قدمت لهم واجب العزاء باسم طاقم الجريدة و رغم صعوبة الموقف و البكاء و الصراخ إلا أن أفراد العائلة جلسوا إلينا و سروا بوجود النهار بينهم معبرين لنا عن أساهم و أحزانهم و كان عزاؤهم الوحيد أن ابنهم مهدي استشهد في سبيل الجزائر و هو في ريعان شبابه . الشهيد مهدي خنفر من مواليد 1988 توقف عن الدراسة في الثانية ثانوي ليلتحق منذ عام و نصف بالدرك الوطني في رتبة عريف بعد أن كان حلمه الوحيد خاصة بعد استشهاد زوج خالته الذي اغتيل بالبليدة على يد الجماعات الإرهابية و كان في رتبة ضابط في الجيش و حركت الحادثة إصراره على الالتحاق بصفوف الدرك و سعى إليها بتصميم و عزيمة يسكن في قرية صغيرة تسمى العلقة ..لم يزر ها إلا ثلاث مرات منذ التحاقه بعمله في البرج .. يتيم الأب تركه و هو في السن ال 12 .. كانت أم الشهيد في حالة يرثى لها من وقع الصدمة و صرحت بان إحساسها باغتيال ابنها كبيرا منذ أن سمعت بالخبر عبر وسائل الإعلام ليلتها و ازداد حدسها يقينا بعد أن اتصلت بنقال مهدي فوجدته مغلقا فطلبت من أخيه الأكبر حمزة أن يسافر بها إلى البرج لرؤية فلذة كبدها حمزة الذي قال لنا بأنه كان أيضا يشعر بما شعرت به أمه كون احد جيرانه كان يشتغل مع أخيه و اخبر والدته بان مهدي تعرض إلى أذى بعد خروجه إلى العمل لكنه كتم الأمر على أمه و أقنعها بان مهدي بخير و غير معني بما أذاعته وسائل الإعلام و في الصباح توجه إلى فرقة الدرك الوطني و هناك اخبروه بوفاته و لم يقدر على مصارحة والدته إلى غاية ما قدم عناصر الدرك وواجهوا الأم بالحقيقة التي أدت إلى إغمائها من شدة الصدمة .الوالدة يمونة قالت أن ابنها مات شهيدا من اجل الجزائر و الذين قتلوه ليسوا مسلمين أبدا على حد وصفها و تساءلت ببراءة الأم التي فقدت اعز ما تملك من أولادها عن هدف هؤلاء القتلة المجرمين الذين يستهدفون أبناء الشعب و يستبيحوا دماء إخوانهم و ختمت بدعاها نوكل عليهم ربي اللي غدروا بمهدي و احرقوا كبدي ..في حين كان آخر اتصال بها من مهدي صباح الخميس أين اعلمها بان له خرجة عمل لحماية عمال شركة كوجال .. محمد بن كموخ تشييع جنازته تمت أمس في سيدي لعجال بالجلفة الشهيد علي حر لم يزر عائلته منذ 6 أشهر ووالدته طلبت التنقل لرؤيته شيعت -أمس- بمقبرة بلدية سيدي ''لعجال'' التابعة لولاية الجلفة، جنازة الدركي المدعو ''حر علي''، البالغ من العمر29 سنة، والذي استشهد رفقة عدد من زملائه، إثر الكمين الذي نصب لهم من طرف أيادي الغدر بولاية برج بوعريريج، وقد تم نقل جثمانه من مطار قسنطينة على متن طائرة عسكرية التي وصلت في حدود الساعة 11 ونصف إلى مطار عين وسارة العسكري الذي يبعد عن مقر بلديته ب 37 كلم، وقد حضر مراسيم الدفن جمع غفير من المواطنين الذين ساروا في موكب مهيب، يتقدمهم أفراد الدرك الوطني والجيش الشعبي، ''النهار'' التي انتقلت إلى منزل الفقيد، حيث كان الحزن يخيم على الجميع، واستمعت إلى جيرانه وأصدقائه عن نبل أخلاقه، ولم يصدقوا الخبر الذي نزل عليهم كالصاعقة، وخاصة والدته التي مازالت في هول الصدمة، أما والده ''عمي عيسى'' المعلم والمدير، فقد بدأ متماسكا عكس الجميع رغم هول الفاجعة وراح يقابل المعزّين بعبارة :'' هذا قضاء الله و قدره''، ويستطرد قائلا: ''.. حسبي الله ونعم الوكيل ..'' على من غدروا بابنه الأوسط الذي أصر على شراء سيارة متواضعة لوالده حتى يخفف عنه متاعب التنقل، حيث كان يشرف على مدرستين ابتدائيتين تبعدان عن بعضهما البعض، بفضل ما كان يدخره طيلة أكثر من 11 سنة في الدرك الوطني، كونه التحق بهذا السلك وهو لم يتجاوز 18 سنة، أما الشيء الذي أثرّ في الجميع؛ هو أن الفقيد لم ير عائلته منذ 6 أشهر كاملة، الأمر الذي جعل والدته كما أكد مصدر مقرب تلح في الآونة الأخيرة بنقلها إليه، وكأنها كانت تدرك أن ساعة الفراق قد حانت، وشاء القدر أن يعود إليها وهو داخل صندوق وقد لف بالعلم الوطني. م.جلباني عائلته اقتنت له غرفة نوم الأسبوع الماضي فقط الدركي محمد بخليفة استشهد أياما قبل عيد ميلاده وحفل زفافه لم يكن، محمد بخليفة، يعلم أن عقد القران الذي أمضاه رئيس بلدية الفحول لن يتم أبدا لأن يد الغدر كانت الأقرب إليه والأجل، كان مكتوبا له أن لا يحتفل بعيد ميلاده ال29 خلال الشهر المقبل الذي كان يحضر له لإقامة حفل الزواج من فتاة من إحدى العائلات المقيمة بقرية عين تقبالت التابعة لبلدية الفحول بدائرة الرمشي.''النهار'' تنقلت إلى منزل الفقيد بخليفة محمد المولود خلال شهر جويلية سنة 1980 بقرية بني شعيب ببلدية الفحول الضحية ينحدر من عائلة فقيرة تمارس الفلاحة، هو كبير إخوته التحق بصفوف الدرك الوطني منذ 7 سنوات، كان يعيل عائلته، حسب تصريح عمه الطاهر، حيث هو من تكفل بزواج أخته وتكفل بمساعدة أخيه الذي يعمل كخراط ببلدية بني سكران القريبة من المنطقة، كما كان يدلل أخاه صاحب الست سنوات والذي يدرس بالسنة الأولى ابتدائي، كما كان يفاجئ أخته الماكثة بالبيت بهدايا لا تزال راسخة في ذهنها ولن تمحيها أيادي الغدر التي اغتالت محمد، وكشف عمه الطاهر أن العائلة اشترت غرفة النوم لابنها يوم السبت الماضي تحضيرا لزفافه خلال الشهر المقبل، أين كان ينتظر منه أن يدخل في إجازة بعد غياب عن العائلة دام شهرين، لكن تشاء الصدف أن يترك زوجة لا تملك من زواجها إلا عقد زواج. م. بن ترار