وحسب ما أورده التجار أنفسهم بكل من القالة، الطارف، عنابة، وكذا سوق دبي في العلمة بسطيف، وتاجنانت، فإن ثورة “الياسمين” التي لاحت بظلالها على الأراضي التونسية، دفعت بآلاف الرعايا إلى العيش من السلع التي يتم شراؤها من الأسواق الجزائرية، على إختلاف أنواعها، بما فيها المواد الغذائية التي تأتي في صدارة المواد الأكثر طلبا، حيث يعمل المواطنون التونسيون على التهافت على اقتناء كميات هائلة من السميد، السكر، وزيت المائدة، الأمر الذي يسبب نقصا حادا في التزود بهذه المواد، نظرا للكم الهائل من الطلب، كما شهد سوق الألبسة على اختلاف أنواعها انتعاشا كبيرا بعد أن أضحت أسواق العلمة وتاجنانت محجا للتجار والعائلات التونسية على حد السواء التي تهافتت على شراء الألبسة المعروضة داخل الأسواق المحلية، نظرا لانخفاض أثمانها ونوعيتها الحسنة، مقارنة بتلك المعروضة داخل الأسواق التونسية، مقابل أسعار جد ملتهبة، كما ذكر في سياق متصل التجار أنفسهم بالحركية الهامة التي ميزت في غضون الأشهر الأخيرة ميدان السلع المنزلية والكهرومنزلية بالإضافة إلى الأفرشة، حيث سجل هؤلاء لجوء التونسيين إلى شراء مختلف التجهيزات المنزلية، بما فيها الأواني، وحتى الصحون، يأتي ذلك في الوقت الذي تعيش فيه مختلف الولايات الحدودية الشرقية، حالة إضطراب بعد تدفق واجتياح أعداد هائلة من الرعايا التونسيين على هذه الأخيرة، وتهافتهم على شراء كل ما تطاله أيديهم من ضروريات الحياة اليومية، محدثين بذلك أزمة داخل الأسواق الجزائرية، بعد تنامي مختلف أشكال التهريب للمواد الإستهلاكية وأخرى واسعة الطلب وذلك على غرار مادة الوقود الذي أضحى يخضع لمنطق مافيا وبارونات السوق السوداء في حين يلجأ المئات من التونسيين يوميا إلى الانتظار في طوابير طويلة لعدة ساعات داخل محطات البنزين للظفر بفرصة التزود بكميات من المازوت، أو البنزين. خالد بن جديد