في حدود الساعة الرابعة ونصف من نهار أمس خرج المئات من سكان المنطقة السياحية، إلى الشارع وأحرقوا العجلات المطاطية وأغلقوا الطريق الرئيسي الذي يؤدي إلى عنابة، كما تجند سكان آخرون لغلق كل المداخل الأخرى وحتى الطريق المؤدي إلى شاطئ جنان الباي، احتجاجا على انقطاع التزويد بالماء الشروب بالمدينة التي تقع على ارتفاع حوالي 800 متر من سطح البحر،مطالبين السلطات الوصية بتوفير الماء لأن المدينة تتخبط في العطش وتعاني من أزمة مياه منذ 40 يوما، الأمر الذي جعل السكان يعيشون في توتر انفجر بخروجهم يوم أمس في احتجاجات عارمة. وحمل المسؤولين على التكفل الفوري لجملة من المطالب في مقدمتها معالجة مشكل كثرة انقطاعات الكهرباء والمياه، موجهين أصابع الاتهام اتجاه رئيس البلدية الذي اعتبروه بعيدا عن الواقع المعاش إذ لم يلب طلبات المواطنين المتزايدة يوما بعد يوم جراء تدهور الحياة المعيشية بالبلدية، وقد اتجه أمس السكان الغاضبون إلى مقر البلدية ولم يجدوا المسؤول الأول لنقل انشغالاتهم ما جعلهم يعتصمون أمام مقر السلطة المحلية. في نفس الصدد كشف نائب رئيس بلدية سرايدي في مكالمة هاتفية مع “آخر ساعة”، أن البلدية تعاني فعلا من أزمة مياه حادة منذ حوالي شهر، وذلك جراء الانقطاع الذي شهدته ولاية عنابة بمختلف بلدياتها، بعد إقبال مؤسسة سياتا على تصليح عطب على مستوى القناة الرئيسية لتزويد المياه الشروب. كما أن أهالي سرايدي لم يتحملوا هذا الانقطاع، خاصة في هذه الفترة التي تشهد فيها المنطقة ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة والرطوبة، وهي أمور زادت في حالة التذمر في أوساط المواطنين الذين باتوا يشتكون من نقائص بالجملة أولها الماء لتتوسع قائمة المطالب في مثل هذه الظروف إلى أمور أخرى كالنظافة والتهيئة . وتعتبر هذه الحملة الاحتجاجية التي شنها السكان، نتيجة حتمية بعد تنصل السلطات البلدية والدائرة من التكفل بمشاكلهم الاجتماعية المتمثلة أساسا في تحسين الظروف المعيشية والسكن والتشغيل، ، وطلب المحتجون من السلطات المحلية برمجة زيارة لإحياء ومداشر البلدية التي لا تزال تعاني من التهميش ومن اجل الإطلاع عن قرب على معاناة سكانها بالرغم من الأموال التي خصصتها الدولة للنهوض بالواقع المعيشي لمواطني سرايدي باعتبارها منطقة سياحية وعانى سكانها في الكثير من الإحياء الجبلية من جحيم العشرية السوداء.