حيث بدت هذه الأخيرة خالية على عروشها خاصة بعد انقضاء الفترة الصباحية . واذا كان تراجع الحركة على مستوى الشوارع الجيجلية أمر منتظرا خاصة خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل الا أنه لاأحد كان يتوقع أن يبلغ الجمود بهذه الأخيرة مابلغه خلال اليومين الأولين من شهر رمضان حيث توقفت الحركة في أغلب الشوارع بعد الساعة الحادية عشرة صباحا كما أغلقت أغلب المحال التجارية بما فيها تلك المخصصة لبيع المواد الغذائية وهو ماجعل أغلب الشوارع والأزقة بما فيها الرئيسية تتحوّل الى مايشبه شوارع أشباح . وقد ساهمت درجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت عند منتصف النهار حاجز الأربعين درجة والتي كانت مصحوبة برياح ساخنة في مضاعفة حجم الشلل التي عاشته مختلف مدن الولاية (18) خلال اليومين الأولين من الشهر الفضيل وهو الشلل الذي امتد حتى الى بعض الإدارات العمومية التي بدت بدورها شبه مهجورة من جراء مغادرة أغلب الموظفين لمقرات عملهم قبل انتهاء ساعات الدوام وبالأخص العنصر النسوي بكل ما كان لذلك من انعكاسات على سير بعض المصالح الهامة التي لها علاقة يومية بالحياة اليومية للمواطنين . ولم يخف بعض المواطنين تذمرهم من مثل هذه المظاهر التي باتت ديكورا ثابتا في شهر رمضان وهو ماعكسه كلام الشاب مراد الذي وجدناه بالشارع الرئيسي بالمدينةالجديدة وهو بصدد الإستفسار عن موعد فتح أحد المحلات المتخصصة في بيع الأجهزة الكهرومنزلية حيث لم يتوان في القول بأنه لم ير في حياته مدينة ميتة كجيجل وأنه لايفهم كيف يفكر تجار هذه المدينة الذين يتصرفون على هواهم ولايحسبون أدنى حساب لزبائنهم من خلال غلق محلاتهم في الوقت الذي يريدونه وفتحها كذلك وهو نفس ماذهبت اليه فتاة أخرى كانت تنتظر بدورها صاحب أحد محلات بيع الأحذية بغرض استبدال نعل كانت قد اشترته قبل يوم من حلول شهر رمضان والتي وصفت بدورها عاصمة الكورنيش بالمدينة الميتة في اشارة الى الخمول الذي يسيطر على أغلب تجارها ليس في شهر رمضان فقط وانما في سائر الأيام الأخرى بدليل تستطرد المتحدثة أن جيجل هي المدينة الوحيدة التي تفتح فيها المحال التجارية بعد الساعة التاسعة صباحا . م/مسعود