انقلبت شوارع مدن عاصمة الكورنيش جيجل بين عشية وضحاها على أعقابها متحوّلة الى فضاءات للأشباح منذ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك وذلك بعدما كانت هذه الأخيرة تشع بالحركة والنشاط بل وتضيق بالمترجلين والسيارات الى حدود يوم الثلاثاء الفارط . والأكيد أن الزائر لمختلف المدن الجيجلية خلال الثمانية والأربعين ساعة الفارطة سيما منها الكبيرة على غرار عاصمة الولاية وكذا الطاهير والميلية سيتفاجأ بالسكون الذي بات يخيّم هلى هذه الأخيرة وانعدام الحركة في أغلب الشوارع والممرات التي كانت تعج بالحركة خلال الأسابيع الفارطة وبالخصوص خلال الفترة الصباحية والى غاية فترة الزوال الى درجة قد يخيّل معها للبعض بأن هذه الأماكن قد هجرها سكانها وهو المشهد الذي يدوم الى غايات الساعات القليلة التي تسبق موعد الإفطار أين تنتعش الحركة بشكل تدريجي في الشوارع الرئيسية وكذا الأسواق العمومية ، والغريب أن حضر التجول الذي تعيشه معظم المدن الجيجلية هذه الأيام أو بالأحرى منذ اليوم الأول من شهر رمضان لم يقتصر على الشوارع والساحات العمومية بل مس حتى بعض المحلات التي أغلقت من قبل أصحابها بحجة أو بأخرى ومن ذلك أن مُلاّكها في عطلة كما تدل عليه الإعلانات التي تم تعليقها على واجهات هذه المحلات وهي الخرجة التي لم ترض الكثيرين بعاصمة الكورنيش سيما أولئك الذين اعتادوا التعامل مع هذه المحلات والذين اعتبروا الأمر بمثابة تجنّي على ثقافة التجارة التي لم يعد لها محل من الإعراب لدى هؤلاء التجار "اللي بفتحو على كيفهم ويغلقو على كيفهم" على حد تعبير زبون وجدناه قابعا أمام محل لبيع الملابس الرجالية في انتظار صاحب المحل الذي لم يفتح متجره الى حدود الساعة الحادية عشر صباحا من يوم أول أمس الخميس . ولعل مازاد في وحشة الشوارع الجيجلية خلال اليومين الأولين من شهر رمضان هي الحرارة الشديدة التي شهدتها الولاية (18) خلال هذه الفترة حيث تجاوز مؤشر الثيرمومتر حاجز ال"35" درجة تحت الظل وهو العامل الذي ضاعف من معاناة الصائمين بهذه الولاية الساحلية التي لم يتأخر بعض سكانها في الإلتحاق بمختلف الشواطئ للتمتع بنسمات البحر ومن ثم التخلص من الحرارة الشديدة بل ان بعضهم لم يتوانو في السباحة لو بشيئ من الإحتراز وذلك تجنبا لكل من ما شأنه أن يسرّب المياه الى جوفهم ومن ثم الوقوع في فخ الكفارة . م/مسعود