وقالوا: «استعادة هذا المدفع واجب وطني، لأن اسمه ارتبط بتاريخ الجهاد البحري الجزائري في العصر العثماني«. وانضم إلى صفحة الحملة باللغة الفرنسية ما يقرب من 60 ألف جزائري، فيما لم يتعد عددهم في الصفحة العربية 226 عضوًا، واتفقوا على ضرورة قيام الحكومة الجزائرية بخطوات جادة من أجل استعادته، كونه رمزًا للنضال الجزائري. ويعود تاريخ صناعة «بابا مرزوق» إلى عام 1542م؛ حيث أمر حاكم البلد العثماني بصناعة مدفع تهابه الأعداء، ويكون رمزًا لقوة الجزائر العسكرية، فتمت صناعة «بابا مرزوق» من مادة البرونز، وبلغ طوله سبعة أمتار، ووصل مدى قذائفه إلى 5000 متر. ومن بطولات هذا المدفع ما حدث في الربع الأخير من القرن السابع عشر، عندما فشل حاكم الجزائر العثماني في إقناع الأميرال الفرنسي «فرانسوا دوكان» بوقف العدوان على البلد، فأحضر أعضاء السلك الدبلوماسي الفرنسي في الجزائر حينها، وعددهم 13، وقذفهم من فوهة مدفع «بابا مرزوق» الواحد تلو الآخر. وتكررت مأساة الدبلوماسيين الفرنسيين مع هذا المدفع عام 1688م، عندما ذهب المارشال الفرنسي «ديستري» إلى الجزائر؛ انتقامًا لذكرى الدبلوماسيين، وعندما عجز حاكم الجزائر مرة أخرى عن وقف العدوان أعاد حكاية الدبلوماسيين، فوضع 40 فرنسيًا، من بينهم قنصل فرنسا في الجزائر، في فوهة المدفع وقذف بهم جميعًا في البحر. وما يصعب من مهمة استرجاع المدفع هو أن فرنسا تروج له على اعتباره رمزًا لقوتها، بعد أن تمكنت من أسره ليكون على رأس غنائم حرب احتلال الجزائر سنة 1830م، لتنقله بعد ذلك لمدينة (برست) الفرنسية، وتضع في فوهته «الديك» رمز القوة الفرنسي. هري وليد