ناشد مواطنو بلدية مينار زارزة بولاية ميلة، السلطات المحلية ضرورة تحسين ظروفهم المعيشية، من خلال توفير التهيئة و شق الطرق و تحسين الخدمات الصحية وتوفير ملاعب جوارية للشباب. وذكر مواطنون في اتصال مع «آخر ساعة» و بكثير من الحسرة، أن بلديتهم تعد من أكثر البلديات عزلة وفقرا على مستوى ولاية ميلة، ولا تتوفر على أبسط الضروريات، خصوصا ما تعلق بالتهيئة و الطرق، حيث قالوا أن الطريق الرئيسي بالبلدية يتواجد في وضعية كارثية منذ مدة، ولا يصلح لسير البشر ولا المركبات، أما الطرق الفرعية التي تربط بين أحياء البلدية و المترامية هنا وهناك، فلا تعدو أن تكون في الغالب سوى ممرات ترابية تنتج الغبار صيفا و الوحل شتاء. زيادة على ذلك، ذكر هؤلاء أن شباب البلدية يعاني من عدم توفر مناصب الشغل و انتشار البطالة التي تمس فئة كبيرة جدا منهم، في غياب المشاريع و العزلة التي فرضها واقع الجغرافيا، وهو ما أجبر الكثير من شباب البلدية على الهجرة نحو الولايات الكبرى على غرار العاصمة، وهران و عنابة بحثا عن لقمة العيش،أما الفئة التي لازالت مستقرة بالبلدية وتقاوم مرارة العيش، وبصفة خاصة الشباب الذين يمارسون الرياضة بمختلف أنواعها، فقد طالبوا بتوفير ملاعب جوارية للتنفيس عنهم وكذا إصلاح الملعب الوحيد الذي حصلوا عليه في السابق، والذي يتواجد حسبهم في وضعية غير جيدة، خصوصا وأن طريقة إنجازه لم تراع فيها المعايير المتعارف عليها. وعن واقع الصحة بالبلدية، قال أحد المواطنين الذي أصر على إيصال صوته للجهات المسؤولة من خلال « آخر ساعة»، بأن الصحة أكبر مشكل يواجهه المواطنون بهذه البلدية في حياتهم اليومية، حيث تتوفر المنطقة على شبه مركز صحي تغيب عنه أبسط الضروريات و الوسائل التي يمكن لها على الأقل تقديم الإسعافات الأولية ، زيادة على انعدام سيارة إسعاف لإجلاء المرضى وذوي الحالات الحرجة نحو مستشفى فرجيوة أو بقية مستشفيات الولاية، والتي يضطر المواطنون لإجلائهم بإمكانياتهم الخاصة و في أحلك الظروف، خصوصا لما يتعلق الأمر بالنساء الحوامل عند اقتراب آجال وضعهن، علاوة على غياب المناوبة الطبية ونقص الكوادر المختصة في الفترة الليلية والذين يعزفون عن العمل بهذه البلدية نظرا لصعوبة تضاريسها وعزلتها، وهو الأمر الذي يجبر المرضى على مكابدة آلامهم دون تدخل طبي في أغلب الحالات. من جهة أخرى وإجابة على تساؤلنا حول الموضوع أكد والي ولاية ميلة، السيد عبد الرحمن كاديد أن البلدية ستستفيد من سيارة إسعاف في القريب العاجل وذلك في انتظار ما ستسفر عنه المناقصة التي تم إطلاقها لهذا الغرض. تجدر الإشارة إلى أن بلدية مينار زارزة، ورغم العزلة الجغرافية التي وجدت فيها، إلا أنها تكتنز العديد من المقومات الطبيعية التي من شأنها أن تقدم الكثير من الأشياء لدفع عجلة التنمية، خصوصا وأنها تتوفر على طبيعة خلابة ومنابع مياه عذبة لم تطلها سموم التلوث بعد، زيادة على قدراتها في المجال الفلاحي خصوصا تربية النحل و الدواجن و المواشي وبعض المحاصيل و الخضروات، وسكانها يطمحون في لفت أنظار المستثمرين الجادين لاستغلال البعض من هذه الإمكانيات موازاة مع تشبث السكان بإخراج بلديتهم إلى النور والبقاء فيها مهما كانت الظروف، وذلك في ظل برامج السكن الريفي التي استفادت منها البلدية و التي من شأنها توطين السكان ودفعهم نحو الإنتاج الفلاحي واستغلال الأرض، وهذا تبعا للسياسة التنموية التي أطلقها المسؤول الأول من مجيئه لإخراج الولاية من تخلفها. زواغي عبدالعالي