بعد أن تطورت الاحتجاجات التي أسفرت عن وقوع مشادات عنيفة بين قوات الدرك و المحتجين الذين تبادلوا الرشق بالحجارة و القنابل المسيلة للدموع مما ألحق أضرارا جسيمة بعدد من المرافق العمومية خاصة بمقر البلدية و المركز الثقافي و مقر فرقة الدرك الوطني و تحطيم زجاج سياراتها و زجاج السيارات التي كانت متوقفة وقت الأحداث في حظيرة البلدية . و في ظل اختلاط الحابل بالنابل استغل مجهولون تلك الأوضاع و أقدموا على سرقة جهازي إعلام آلي من البلدية قبل انتشار خبر مقتل الضحية ( ص . ع ) البالغ من العمر 64 سنة بعد إصابته بضربة حجر على مستوى الرأس ، خلال الاشتباكات و المواجهات التي وقعت بين المحتجين و قوات مكافحة الشغب للدرك الوطني التي تدخلت في آخر النهار في محاولة منها لفتح الطريق الولائي رقم 33 الرابط بين بلديتي برج صباط و وادي زناتي ، بعد أن أقدم المحتجون من سكان برج صباط على غلقه في الساعات الأولى من صبيحة أول أمس الأحد و كذا غلق مقر البلدية و منع العمال من الالتحاق بمناصب عملهم ، احتجاجا على ماء الشرب الذي غاب عن حنفيات بيوتهم منذ حلول شهر رمضان المعظم و تزامن ذلك مع موجة الحر الشديدة التي اجتاحت إقليم ولاية قالمة هذه الأيام ، مما زاد من معاناتهم . و قد تنقل مدير الشؤون الدينية و الأوقاف ليلة أول أمس مرفوقا بمجموعة من الأئمة و العقلاء إلى بلدية برج صباط لتقديم التعازي و الوقوف إلى جانب عائلة الضحية و محاولة إيجاد مخرج لحالة الاحتقان السائدة في أوساط المواطنين بهذه البلدية الغارقة في جملة من المشاكل الاجتماعية بسبب ضعف أداء المجلس الشعبي البلدي الذي طالب المحتجون بحله إضافة إلى المطالبة بالسكن و التهيئة و إصلاح شبكة الطرقات عبر إقليم البلدية . و قد عاد الهدوء النسبي بعد تنقل وفد ولائي رفيع المستوى يقوده الأمين العام للولاية إلى بلدية برج صباط لتقديم التعازي إلى عائلة الضحية التي لازالت جثته بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى وادي ألزناتي ، و إقناع المواطنين بضرورة العدول عن الاحتجاج و إعطائهم وعودا بالتكفل بجميع انشغالاتهم في اقرب الآجال خاصة و أن الدراسة جارية لإنجاز مشروع مد قناة ضخمة بين سد بوهمدان و بلدية عين رقادة بأقصى الجهة الجنوبية الغربيةلإقليم الولاية على حدودها مع ولاية قسنطينة مرورا ببلديتي برج صباط و وادي الزناتي و هو من شأنه حل مشكلة مياه الشرب نهائيا بكامل بلديات المنطقة . نادية طلحي