ولا ترجع أسباب هذه التأخرات إلى سوء تسيير رحلات الخطوط الجوية الجزائرية فقط بل حتى الأشغال وترميمات التوسعة التي يشهدها المطار الدولي السعودي بجدة وخاصة فرع مبنى الحجاج زادت من تأزم الوضع، وبات الحجاج على غرار الموسم المنصرم من عمرة شهر رمضان الكريم ضحية فضيحة لم تسبق في تاريخ سفر المعتمرين نحو البقاع المقدسة. وفي حرارة الجو التي تفوق في أغلب الأحيان 45 درجة والجوع والعطش والأوساخ، يستلقي المئات من الجزائريين على أرضية المطار خارجه دون أن يدخلوا الصالات التي بها مكيفات هوائية كانت تخفف عليهم هذا العذاب. ونقل عدد كبير من المعتمرين ل ‘'اخر ساعة'' المتواجدة بالبقاع المقدسة أمس مباشرة من مطار جدة معاناتهم حيث أجلت رحلاتهم باتجاه مختلف مطارات الجزائر بسبب خلل في البرمجة، وأكد لنا ركاب رحلة جدةقسنطينة المبرمجة يوم 3 سبتمبر المنصرم أنهم متواجدون خارج المطار منذ 72 ساعة كاملة ينتظرون ساعة الافراج عنهم من هذا «السجن»، أما رحلة جدةعنابة المبرمجة يوم 2 سبتمبر فقد أقلعت يوم أمس فقط بعد أكثر من 48 ساعة من التأخر وعلى متنها أكثر من 250 معتمر عانوا المرار بساحة المطار الدولي. معتمرون يتجمهرون في صالات المغادرة تجمهر عدد من المعتمرين الجزائريين الذين لم يتم تأمين رحلتهم المقرر مغادرتها يوم الأربعاء المنصرم أو تأمين رحلة بديلة. وأكد نائب رئيس لجنة العمرة عبد الله عمر قاضي لوسائل الإعلام السعودية أن مشكلة المعتمرين الجزائريين لا تتعلق بزيادة الأمتعة التي كان بعض المصريين مصرا على نقلها معه وهي فوق الوزن المسموح ما أدى ذلك إلى وضع مكتب تفويج للمعتمرين يتم من خلاله التأكد من وزن الأمتعة المسموح بها لمنع تكدس الأمتعة والركاب في الصالات، وهذا النظام تم تطبيقه على جميع المعتمرين . وأكد المسؤول أن المشكلة التي يعاني منها المعتمرون هي عدم وجود مواعيد محددة ليمكن لشركات العمرة توفير سكن لهم حتى مواعيد رحلاتهم، حيث يؤكد موظفو الخطوط السعودية الانتظار إلى أن تتوافر رحلات ومقاعد خلال ساعة أو ساعتين وينتظر الشخص أكثر من 24 ساعة بدون توفير أي خدمات له من على أو سكن حسب أنظمة الطيران . وقال: ‘'ما زاد من المشكلة كثرة المعتمرين، حيث إن الصالات لا تستوعب هذه الأعداد وهناك توجه في تشغيل مطار الطائف في الأعوام القادمة حيث أن سفر المعتمرين في أيام محدودة بعكس مغادرة الحجاج التي فيها فترة شهر يتم من خلالها تفويج الحجاج للمطار بطرق مرتبة . وأكد أن عدد المعتمرين الجزائريين العام الماضي أكثر من 154 ألف معتمر فيما العام الحالي العدد أكثر من ذلك. من جانبه قال مدير العلاقات العامة بهيئة الطيران المدني خالد الخيبري إنه ليس لديه أي خلفية عما حدث مع الجزائريين وإنه اتجه للمطار لمعرفة المشكلة ومن المقرر أن تصدر هيئة الطيران المدني بيانا حول ذلك. المصريون وأوزان الأمتعة سبب الفوضى التي يشهدها المطار من جهتها أرجعت الهيئة العامة للطيران المدني في بيان مشترك أصدرته مع الخطوط الجوية السعودية الأسباب التي أدت إلى تعطل عودة عدد كبير من المعتمرين الى الفوضى التي شهدها المطار الملك عبدالعزيز في جدة من طرف المعتمرين المصريين الذي تعطلوا كثيرا للعودة إلى بلادهم وما نتج عن ذلك من احتجاجات وفوضى شهدهامبنى الحجاج. واتهمت المعتمرين المصريين بالتسبب في إرباك الرحلات من خلال اقتحامهم صالات المغادرة وهم الذين تأخروا عن مواعيد رحلاتهم وحملهم لأمتعة تفوق الحد المسموح به بكثير، كما لم يبرئ البيان الخطوط السعودية واعترف بوجود تأخير في بعض الرحلات لأسباب تشغيلية. ووضح البيان الأحداث التي شهدتها صالات الحج في المطار الناتجة عن احتجاج عدد من المعتمرين من الجنسية المصرية على تأخر سفرهم إلى بلادهم، مما دفع البعض منهم إلى التدافع على مناطق تنفيذ الإجراءات وتجاوزهم بشكل غير نظامي، ودخولهم لصالات المغادرة ما أدى إلى توقف الإجراءات وتداخل الرحلات في الصالة الواحدة وحجز عدد من الصالات الأمر الذي شكل عقبة كبيرة في إعادة إخراجهم من تلك الصالات وإعادة تطبيق الإجراءات المتبعة عليهم، وبالتالي أدى كل ذلك إلى تأخير جدول رحلات تلك الساعات وتراكم الرحلات المتأخرة للساعات التالية وكذلك خروجهم مرة أخرى من صالات الانتظار بعد إنهاء إجراءات سفرهم تمهيدا لمغادرتهم. وقال البيان انه نجمت عن ذلك فوضى وصدور بعض التصرفات غير المنضبطة من بعض المعتمرين أدت إلى إعاقة العاملين في بعض القطاعات العاملة بالمطار ومنها الخطوط الجوية السعودية عن تأدية واجبهم تجاههم بما يكفل مغادرتهم حسب مواعيد رحلاتهم. وارجع البيان سبب تأخير مغادرة المعتمرين وما نجم عن ذلك من فوضى إلى: «عدم التزام الكثير من المعتمرين الذين قدموا للعمرة خلال شهر رمضان بتاريخ العودة طبقا لمواعيد سفرهم وحجوزاتهم المؤكدة». إضافة إلى: «عدم التقيد بالتعليمات والضوابط الخاصة بوزن وحجم الأمتعة وعددها، مما تسبب في تكدس الأمتعة أمام أجهزة موازين العفش وكان عاملا في تأخر رحلات العودة». وشدد البيان على أن: «تدافع بعض المعتمرين واستعجالهم بالسفر دون توفر حجوزات بالإضافة إلى التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة التي صدرت من بعضهم، تسبب في مزيد من الضغوط على العاملين الذين يقومون بتأدية واجبهم نحوهم ما أدى إلى فقدان بعضهم اللحاق برحلته». كما اعترفت الهيئة والخطوط السعودية ب»حدوث تأخير في عدد من الرحلات المغادرة خلال تلك الفترة لأسباب تشغيلية». وفي رد رسمي على الأحداث التي وقعت بين الخطوط السعودية ومعترمين مصريين في مطاري الملك عبدالعزيز في جدة ومطار القاهرة الدولي أكد السفير السعودي لدى مصر أحمد عبد العزيز قطان حل أزمة المعتمرين المصريين العالقين بمطار الملك عبدالعزيز بجدة.. وقال في تصريح رسمي: «لم يتبق من المعتمرين المصريين في مطار جدة سوى 400 شخص، سوف يتم نقلهم بطائرتين فقط إلى مطار القاهرة». وشدد قطان على أنه سيعقد خلال الايام المقبلة اجتماعات مع المسؤولين المصريين لمعرفة أنواع الشكاوى والعقبات التي يتعرض لها المعتمرون المصريون لوضع الحلول العاجلة لها وتفاديها مستقبلاً. وكشف السفير السعودي أن أزمة المعتمرين المصريين كانت بسبب عدم التزامهم بمواعيد الرحلات، كما أن أوزان حمولات المعتمرين زائدة عن الحد المسموح، إذ لا تستوعب الطائرات تلك الأعداد الكبيرة من الأمتعة؛ الأمر الذي تخلف بسببه بعض المسافرين عن رحلاتهم. من مبعوثنا إلى البقاع المقدسة طالب فيصل