بعد أن كشف عن انجاز مع شريك قطري مركبا للحديد والصلب تقدر طاقته الإنتاجية ب5 ملايين طن من الفولاذ سنويا، علما أن مركب الحجار يعجز على إنتاج مليون واحد من المنتوجات الحديدية. وذكرت مصادر مطلعة ل''آخر ساعة'' أن الحكومة أبرمت عقد هذه الشراكة الجديدة بعد أن تأكدت أن مؤسسة أرسيلور ميطال عاجزة حاليا على تغطية احتياجات السوق الوطنية من الحديد حيث أدارت ظهرها أمام الشريك الهندي المستثمر بالجزائر منذ أكثر من عشر سنوات علما أن مركب الحجار لم تبلغ طاقته الإنتاجية المليون طن سنويا. وسبق وأن كشف المدير العام لمؤسسة أرسيلور ميطال ‘'فانسون لوغويك‘' ، أن مركب الحجار لا يتواكب مع ما تفرضه المنافسة من معطيات اقتصادية، وكشف أن المصنع يضم أكثر من 5800 عامل ويعجز عن بلوغ ذروة إنتاج مليون طن من منتجات الحديد سنويا، وأوضح المدير العام في حوار خص به جريدة ‘'آخر ساعة‘'، أن الشريك الأجنبي يريد الاستمرار في استثماراته، مبرزا أن المجمع يساهم في تغطية نسبة مهمة من احتياجات السوق الوطنية، داعيا لإعادة بعث روح عملاق الحديد من خلال ما يعرف بالبرنامج التنموي، ويأمل في إعادة تشغيل وحدة صناعة الأنابيب، التي لم يتم منحها أية مشروع منذ 18 شهراّ واعترف أيضا المدير أن المركب يعيش أزمة مالية صعبة واذا استمرت ستؤدي به لا محال الى الافلاس. أما فيما يخص الشراكة الجديدة فقد اكتفى الوزير محمد بن مرادي بالكشف عن جنسية الشريك المستقبلي للجزائر مشيرا أنه قطري دون إعطاء المزيد من التفاصيل، وأضاف أن الطرفين يحضران حاليا دراسة أولية من شأنها أن تحدد كل الجوانب التقنية للمشروع، موضحا أن معالم هذه المؤسسة المختلطة قد حددت. وأردف يقول أنه ستتم مباشرة الاستثمار وفقا للقواعد الجديدة للشراكة التي يمليها الأمر المتعلق بالاستثمار ‘'51-49 بالمئة‘' وحسب الوزير فإن المصنع الذي سيتم إنشاؤه في المنطقة الصناعية لبلارة بجيجل، سينتج في مرحلة أولى 2.5 مليون طن من الفولاذ الطويل وهو إنتاج مرشح للارتفاع إلى 5 ملايين طن في مرحلة ثانية بإنتاج الفولاذ المصفح وأنواع الفولاذ الخاصة موضحا أن هذا الإنتاج سيساهم أساسا في تطوير صناعة السكك الحديدية وأرجع الوزير أهمية هذا الاستثمار إلى الكميات الهامة من مواد الحديد والصلب المستوردة سنويا من قبل الجزائر والتي تقدر بحوالي 10 ملايير دولار من مواد الحديد والصلب أي حوالي 20 بالمئة من فاتورة وارداتها الإجمالية. وكانت الحكومة الجزائرية قد أعطت مؤخرا الضوء الأخضر لتجديد اتفاقية الاستثمار والشراكة التي تربطها بالمجمع الهندي أرسيلور ميتال بمركب الحجار للحديد والصلب. وكان بن مرادي قد أشار في مارس الفارط إلى أن قرار الدولة مواصلة استثمارها مع مجمع أرسيلور ميتال راجع لكون هذه المؤسسة هي الوحيدة في الجزائر التي تنتج الفولاذ حاليا. طالب فيصل