أرسلت وزارة الثقافة خبراء في علم الآثار تابعين لمصالحها، إلى مدينة الحمامات التونسية، اين يتواجد منزل صخر الماطري صهر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، في إطار مهمة للتعرف على قناع غورغون الذي سرق سنة 1996 من الموقع الأثري هيبون بعنابة. وأوضحت مصادر لّ»آخر ساعة» أن وزارة الثقافة باشرت اجراءات لاسترجاع هذا الموروث الثقافي القناع المصنوع من الرخام الابيض الذي اكتشف سنة 1930 خلال الحفريات التي قام بها فريق عالم الآثار الفرنسي شوبو بالقرب من الموقع الأثري هيبون، وستتخذ هذه الاجراءات بعض من الوقت، حيث تعد التحفة الأثرية من بين أدلة الاثبات المتعلقة بقضية محاكمة الماطري التي بدأت في شهر ديسمبر المنصرم بالعاصمة التونسيةّ، ومن المفروض أن يفضح المتهم أسماء الذين ساعدوه في سرقة الغورغون، ووصوله الى مدينة الحمامات التي تبعد على عنابة بحوالي 360 كم، علما أن طولها يتعدى المتر وعرضها حوالي 80 سم، وأن وزنها يقارب ال306 كيلو غرام.وكان عدد من المواطنين بعنابة شنوا حملة من أجل استرجاع التمثال الذي سلب آواخر تسعينيات القرن الماضي من متحف المدينة الأثرية، بعد ان ظهر السنة المنصرمة في منزل ابنة الرئيس بن علي في إحدى مشاهد تقرير إعلامي حين تم حجز ممتلكات زوجها صخر الماطري، كما كشفته عنه مقالات «اخر ساعة» في أعداد سابقة.وراسل هؤولاء الناشطون الذين دافعوا من قبل عن موقع منصة مدافع «كاروبيي» الذي دمر من طرف أحد الخواص من أجل انجاز فندق، جل السلطات المسؤولة لاسيما وزارة الثقافة ومديرية حفظ التراث والممتلكات الثقافية، من أجل اتخاذهم كل الاجراءات اللازمة والقيام باسترجاع هذا الموروث الثقافي المسروق سنة 1996. وأشارت الصحافة التونسية الى ان صهر الرئيس التونسي الاسبق متابع بتهمة تهريب التحف الاثرية و التحويل غير القانوني لأملاك محمية و امتلاك تحف اثرية غير مصرح بها و اجراء حفريات لمواقع اثرية متنقلة و ثابتة بدون ترخيص، ويعد قناع غورغون من بين 164 قطعة اثرية تم اكتشافها داخل منزل الماطري والتي اظهرها تقرير تم بثه على قناة فضائية دولية بعد سقوط نظام بن علي.علما أن المحافظ السابق لمتحف عنابة، سعيد دحماني، المتقاعد اليوم كان من بين الاوائل الذين تعرفوا على القطعة الاثرية التي تعتبر من بين عدة الاثار التي تزخر بها لؤلؤة الشرق، وفي انتظار استرجاع القناع، فقد طالب ممثلي المجتمع المدني بعنابة ،لاسيما جمعية « من أجل حماية الموروث العنابي»، الذين تعهدوا بالوقوف في وجوه مدمري التراث، التحقيق في كيفية خروجها من أرض الوطن لتظهر في أحد منازل «ملوك» تونس المخلوعين.