انها لمن الصدف العجيبة والغريبة مسرحها ليس حصة تليفزيونية في قناة من القنوات المتخصصة في المشاكل الاجتماعية ولا منبرا من منابر التواصل الاجتماعي للأنترنت بل مكان عادي يتوافد عليه الناس من ولايات أخرى للبلاد لإخراج وثائق للحالة المدنية المخصصة لهذا الشأن ببلدية عنابة بالجهة المحاذية لشارع C.N.R.A كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة من صبيحة الأربعاء الفارط عندما تلفظت شابة تبلغ من العمر إحدى وعشرين بلقب “بوطبة “ تسارع حينئذ شاب كان يرافق والدته قادمين من بلدية بوحجار بولاية الطارف للاستفسار عن هذا اللقب بحكم أنه كذلك يحمله ليتهاطل عليها بأسئلة عن الجهة التي تسكنها من أبوها وهل توجد علاقة قرابة بعائلته لترد عليه الفتاة بأنها في حقيقة الأمر اكتشفت هذا الاسم وهي تبلغ من العمر ستة عشرة سنة عندما كانت قادمة على امتحان شهادة التعليم المتوسط التي تستلزم بطاقة تعريف ليبلغها أبوها وأمها اللذان اتضح أنهما احتضنها وهي رضيعة لتذهب بعد ذلك في دوامة من الحيرة والحسر والبحث من حين الى أخر عن ذويها الحقيقيين دون جدوى حيث تمت رؤية الأم الحقيقية التي اهتز لها كيانها لتنهار بكاء في حكاية مثيرة للغاية عندما مكثت بمصلحة الولادة بمستشفى إبن رشد بعنابة عندما وضعت طفلة لم ترها منذ ذلك اليوم عندما وضعت تحت العناية بسبب مشاكل صحية ناتجة عن هذه الولادة لتختفي هذه الطفلة مما يرجح الأمر إلى سرقة هذا الرضيع ووضعه في أحضان عائلة من شرق البلاد أين كبر وترعرع المؤشرات والدلائل كانت كافية لتبين أن هذه الشابة وجدت أمها الحقيقية والشاب الذي كان يسألها أخوها لتتحول مصلحة الحالة المدنية التي تخيم فيها دائما الضجة والكلام إلى سكون تام عند الحاضرين عندما احتضنت الأم ابنتها وهما تبكيان وتتعانقان من شدة الفرحة بعد فراق دام أكثر من عشرين سنة ليتقدم بعد ذلك رجال من الشرطة طالبين منهما الذهاب إلى مركز الشرطة الحضري الثاني للبت في هذا الأمر الذي حير وأسعد في أن واحد كل من حضر هذا المشهد.