قضت محكمة الجنح لبئر مراد رايس، بعدم الاختصاص النوعي في قضية تزوير وثائق وطمس هوية الطفلة ”وردة” التي فصلت عن والدتها قبل 17 سنة، ساعات فقط بعد ولادتها بمصلحة الأمومة بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة· وقد أحالت هيئة المحكمة القضية على محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة نظرا لخطورة الوقائع التي لا تتوقف عند التزوير واستعمال المزور في محررات إدارية شملت شهادة تنازل عن طفل، بيان ولادة وشهادة ميلاد، أقدم خلالها المتهمان وهما كهربائي وزوجته وبمساعدة شقيقة المتهم التي تعمل بمصلحة التخدير بذات المستشفى على تزوير إقرار تنازل الأم الطبيعية عن فلذة كبدها مما مكنهما من استلام الرضيعة في اليوم الموالي من مركز الطفولة المسعفة بالأبيار وتبنيها، ليتمكنا وبطرق تدليسية استخراج بيان ولادة من عيادة بسيدي يحيى ومنه تم استخراج لها شهادة الميلاد تحمل نسب أبوي التبني صادرة عن مصلحة الحالة المدنية لبلدية بئر مراد رايس، قبل أن ينكشف المستور بعلاقة زمالة ابن شقيقة الأم الطبيعية بابنة الأخيرة كونهما يزاولان الدراسة في نفس الصفّ بالثانوية· وكما سبق لنا نشر تفاصيل حرمان الأبوين الطبيعيين من أول فرحة لهما بعد زواج بالعقد الشرعي ”الفاتحة”، فإن فصول هذه القصة التي ليست اقتباس من راوية أو مسرحية أو مسلسل اجتماعي، بل هي صورة حقيقية تعكس عقد قران فتاة قاصر وهي في سنّ ال 17 من عمرها مما حال دون تثبيت زواجها بالحالة المدنية كونها لم تبلغ سنّ الرشد، لتحمل من بعلها وعشية يوم 22 جانفي ,1995 جاءها المخاض لتنقل على جناح السرعة نحو مصلحة الولادة وطب النساء بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، حيث وضعت مولودة أنثى في حدود الساعة الثالثة صباحا واختارت لها اسم ”وردة” غير أن فرحتها لم تعمر إلا ساعات بعد رفض مسؤولي المصلحة تسليمها الطفلة بحجة أنها قاصر ولا تحوز على دفتر عائلي، لتغادر المستشفى كرها بعد مرور خمس ساعات عن الولادة، واشتُرط عليها جلب الدفتر العائلي لاستلام فلذة كبدها ولدى عودتها في حدود الساعة العاشرة صباحا كان قد فات الأوان، حيث تم نقل الرضيعة إلى مركز الطفولة المسعفة ومن ثمة سلمت لأبويها بالتبني المتهمين في قضية الحال واللذين غيرا اسمها لتصبح ”كنزة”، ولم تتمكن الأم الضحية من معرفة أي معلومات طيلة فترة البحث عنها لسنوات سوى لقب عائلة التبني، لتشاء الصدف قبل سنتين أن يكون ابن شقيقتها هو مفتاح اللغز، حيث أعلمها أن فتاة تدرس إلى جانبه بنفس الصف تحمل نفس لقب تلك العائلة ومن خلاله كان لقاء الأم بابنتها بعد 15 سنة من الحرمان وتجلى الشبه الكبير بينهما لتباشر الأم تحريات وصلت من خلالها للحقيقة والأغرب في الأمر أنها لم تكن بعيدة عن ابنتها سوى ببضعة أمتار كون كلامها تقطن برويسو وما يفصلهما سوى مبنى مجلس قضاء الجزائر الذي سيكون شاهدا على مستجدات أخرى لهذه القضية التي تأمل خلالها العائلة الحقيقية ل ”وردة” في حل يمكنها من إعادة نسب ابنتها لها· وفي انتظار ذلك، سيحال ملف القضية مجددا على التحقيق عله يكشف عن متورطين آخرين قبل جدولة القضية أمام محكمة الجنايات، وبين هذا وذلك تبقى ”وردة” أمام مصير مجهول·