فشلت مجموعة الأربعة التي تقوم بجهود الوساطة بين الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، وخصومه في اللجنة المركزية، في تقريب وجهات النظر، قبل موعد انعقاد الدورة العادية للجنة المركزية، حيث طالب أعضاء في الحركة التقويمية لحزب جبهة التحرير الوطني بإعلان الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم استقالته من منصبه بشرف، قبل الاجتماع المقرر يومي 15 و16 جوان الحالي، أو التزامه بتحكيم الصندوق لحسم مسألة ذهابه أو بقائه على رأس الحزب بطريقة الانتخاب السري بعيدا عن كل أشكال الضغط، تطبيقا لمضمون القانون الأساسي للجبهة.وجاء هذا اللقاء بطلب من تنسيقية المركزيين التي تطالب بتنحي الأمين العام للحزب، حرصا منها، كما يقول أحد أبرز عناصرها، محمد بورزام، على توفير أجواء نجاح الدورة العادية المقبلة، وتفادي كل ما من شأنه أن يؤدي إلى حدوث قلاقل تنظيمية، كما قال بوجمعة هيشور عضو اللجنة المركزية والقيادي في مجموعة المعارضة الداخلية لبلخادم في تصريح إنّ اجتماع دورة اللجنة المركزية المرتقب منتصف الشهر الحالي مفتوح على كل الاحتمالات، وغير مستبعد أن يتحول اللقاء إلى صدام وتطاحن داخلي، إذا ما فضل الأمين العام للحزب التمسك بعناده ورفضه الاحتكام لقوانين الحزب، ولا سيما الفقرة رقم 5 من المادة 13من القانون الأساسي للحزب. وكان ينتظر الأربعة وهم: كل من عبد الرزاق بوحارة ومحمد بوخالفة وعفان ڤزان جيلالي وأحمد السبع، ما سيسفر عنه اجتماع «الصلح» من مقترحات، ليتم نقلها إلى بلخادم، وتتحدث هذه المقترحات في عمومها عن النقاط التي يتعيّن إدراجها في جدول أعمال الدورة، وفي مقدمتها النقطة المتعلقة بسحب الثقة من الأمين العام، وجاء رد المعارضين بسرعة حيث أنهم متأكدون من قدرتهم على اسقاط بلخادم، وأكد هيشور أنّ كل الأطراف داخل الحزب من تقويمية، وشخصيات معارضة، وعقلاء من قدماء الحزب باتوا مجمعين على ضرورة رحيله من منصب المسؤول الأول، وأنّ عملا يجري تحضيره من طرف المعارضة لتوقيع نهاية بلخادم السياسية في الجبهة خلال دورة اللجنة المركزية المقبلة، ومن مصلحة الجزائر والحزب، أن يتخلى بلخادم عن المنصب ويقبل بالرحيل.من جهة أخرى نفى اعضاء اللجنة المركزية المعارضين لبلخادم، صحة ما أورده عضو المكتب السياسي، عبد الرحمان بلعياط، الذي أفاد الأسبوع المنصرم بأن الأمين العام لا يمكن أن تسحب منه الثقة إلا في المؤتمر باعتبار أنه انتخب في المؤتمر، في هذا الصدد ذكر المعارضون كيف أن اللجنة المركزية صوتت داخل المؤتمر على الأمين العام برفع الأيدي، ونفوا بذلك أن يكون المؤتمر قد صوت على الأمين العام، بل صوت على رئيس الحزب آنذاك