قرّر الغاضبون على القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني من أعضاء اللجنة المركزية في الاجتماع المنعقد أمس بقسمة “المدنية” بالعاصمة الذهاب إلى الدورة العادية للجنة المركزية المقررة يومي 14 و15 جوان الداخل بدعوة من الأمين العام عبد العزيز بلخادم، على أن يبادر الغاضبون والتقويميون بسحب الثقة من بلخادم في الدورة العادية بعد عجزهم عن الذهاب لدورة استثنائية لعدم توفر النصاب المنصوص عليه في القانون الأساسي وهو توقيعات ثلثي أعضاء اللجنة المركزية. فشل مجدّدا مسعى أعضاء اللجنة المركزية الذين يصطلح على تسميتهم “الغاضبون” في الاطاحة بالأمين العام للحزب العتيد والذين يتزعمهم حاليا وزير الاتصال الأسبق “بوجمعة هيشور”، رغم التحاق التيار التقومي بهم يتقدمهم “محمد الصغير قارة”، وأولى مؤشرات فشل المناهضون للقيادة الحالية للأفلان هو عدم تمكنهم من عقد دورة استثنائية للجنة المركزية التي راهنوا عليها لسحب الثقة من الأمين العام والتي كان مقررا عقدها أمس، إلا أن عدم الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية أحال التيار المعارض لبلخادم للاجتماع داخل أحد مقرات الحزب وهي قسمة المدنية، اللقاء حضرته نفس الوجوه التي سبق وأن شاركت في لقاء “بوروبة” المنعقد عشية انطلاق الحملة الانتخابية مع تسجيل غياب بعض القيادات على غرار عضو المكتب السياسي “عبد الحميد سي عفيف” الذي تراجع عن موقفه وعاد للالتحاق بالقيادة الشرعية للحزب العتيد، كما غاب “صالح قوجيل” أحد رموز التيار التقويمي الذي يبدو أنه هو الآخر تخلى عن هذا المسعى، وفي المقابل كان التحاق السيناتور “عبد الرزاق بوحارة” بالغاضبين لافتتا وحظي باهتمام إعلامي لما يمثله “بوحارة” من وزن سياسي داخل الحزب العتيد، فضلا عن أن “بوحارة” معروف بالطرح القائل ب”الطريق الثالث” أو “الحل الثالث” منذ أزمة 2003 ،رافضا الالتحاق آنذاك بالحركة التصحيحية ونفس الموقف اتخذه اتجاه الحركة التقويمية، كما حضر أيضا الهادي خالدي وزير التكوين المهني، فيما غاب عبد العزيز زياري هو الآخر عن الاجتماع رغم جهره بمعارضة الأمين العام للأفلان. وبعدما فشل معارضو “بلخادم” في الذهاب إلى دورة استثنائية للجنة المركزية التي تتطلب ثلثي أعضاء اللجنة المركزية أي 231 عضوا بهدف سحب الثقة من القيادة الحالية للحزب قرر الحاضرون الذهاب إلى الدورة العادية التي اعلن عنها الأمين العام والمقررة يومي 14 و15 جوان الداخل، حيث أكد “بوجمعة هيشور” المتحدث باسم الغاضبين أنهم يمثلون أغلبية 50 بالمائة زائد واحد وبإمكانهم سحب الثقة من بلخادم في الدورة العادية وأن تنحيته من على رأس الحزب العتيد أصبحت مسألة وقت فقط. وكان الأمين العام عبد العزيز بلخادم أكد في لقائه مع النواب الجدد المنتخبين في تشريعيات ال10 ماي أنه لم يتلق أي طلب لاستدعاء دورة استثنائية للجنة المركزية، مشككا في عدد التوقيعات التي يتحدث عنها معارضوه وتحداهم أن ينشروا قائمة الموقعين. ومعلوم أن “بلخادم” كان التزم بالاستقالة في حال فشله في احراز الفوز لقوائم الأفلان في التشريعيات، ويعتبر الفوز المحقق والذي فاق كل التوقعات ب221 مقعدا من شأنه من وجهة نظر المتتبعين تعزيز موقع بلخادم على رأس الأفلان إلا أن معارضوه يصرّون على تنحيته رغم النتائج المحققة وقد بدأت عدة أسماء تطرح نفسها كبديل لبلخادم على رأس الأفلان على غرار عضو المكتب السياسي في العهدة الفارطة عبد الكريم عبادة والأمين االعام الأسبق بوعلام بن حمودة وعبد الرزاق بوحارة الذي التحق اليوم بشكل علني بالغاضبين وبارك مسعاهم وأيده.