« ندفع فاتورة الماء دون الإستفادة منها ومياه الشروب غريبة الطعم و كريهة الرائحة» واقع غريب يتقاسمه كل مواطن جزائري خاصة أولئك الذين يقطنون بالمناطق النائية و الشبه المعزولة و التي يعد لها تذبذب المياه أو انعدامها لأسابيع أمرا عاديا لكن الغريب ان تزحف المعاناة إلى قلب مدينة باتنة خصوصا في ظل وجود سد «كدية لمدور» الذي يعد مكسبا حقيقيا للولاية خاصة بعد امتلائه بمياه الأمطار و الثلوج التي شهدها فصل الشتاء. و بالرغم من الشكاوى اليومية إلا أن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا بعد لانتشالهم من المعاناة التي يتجرعونها يوميا.ربما يكون تلوث مياه الشروب هو الجواب عن سبب الإرتفاع المتزايد لعدد المصابين بأمراض السرطان و احتلال الولاية المرتبة الأولى وطنيا ناهيك عن الأمراض الوبائية العديدة كالتيفوئيد و التهاب السحايا و التهاب الكبد الفيروسي، الأمر الذي أغفلته السلطات المعنية حيث حصدت هذه الأمراض الكثير من الأرواح في صمت دون أن يسأل أحد عن مصادرها و عن إمكانية الوقاية منها أزمة عطش حادة متواصلة و السيناريو متكرر على مدار السنة ندرة المياه الصالحة للشرب من بين أبرز المشاكل التي يكابدها سكان باتنة بمختلف بلدياتها و أحيائها بحيث أصبح هذا السيناريو يتكرر طوال أيام السنة دون انقطاع حيث أصبحت الشوارع تزين بالصهاريج و الدلاء بمختلف أحجامها إذ يضطر المواطن إلى شراء هذه المادة الأساسية في الحياة بأسعار تتراوح بين 600 دج و 800 دج الأمر الذي أثقل كاهلهم خصوصا وسط العائلات المحدودة الدخل ما خلف حالة من الإستياء و التذمر أوساط المواطنين الذين تحدثت إليهم آخر ساعة حيث أفادوا بأنهم يعيشون ظروفا جد صعبة بسبب جفاف حنفياتهم لعدة أيام مطالبين الجهات المعنية بإيجاد الحل لهذه المعضلة التي طال أمدها خصوصا و نحن في فصل الصيف و في أعز أيام الحر الذي يتطلب هذا استعمال المادة بكثرة و في رد لها أكدت الجهات المعنية أن السبب الرئيسي لنقص المياه هو شروعها في إعادة الشبكات المائية بعديد من المناطق بالولاية كحي الزمالة بمدينة باتنة و التوزيع الجزئي للمياه يثير غضب المواطنين أعرب العديد من المواطنين في مختلف مناطق الولاية عن تذمرهم و استيائهم الشديد من التذبذب في التموين بالمياه خاصة و أن هذا المشكل يتفاقم كلما حل فصل الصيف مؤكدين أنها تصلهم بعد عدة أسابيع، لكن ما علمناه من مصادرنا المطلعة عل الأمر أن السبب لا يعود إل ندرة المياه لأن مصادرها متوفرة بالمدينة خاصة منها القادمة من سد كدية المدور، فيما أرجعها بعض المواطنين إلى إمكانية وجود أعطاب التي تصيب من حين لآخر القنوات الرئيسية الخاصة بتموين العديد من الأحياء، بالإضافة إلى التسربات والتي تحدث عبر الأنابيب الفرعية سواء على مستوى الشوارع الرئيسية بوسط المدينة أو داخل الأحياء المتواجدة على أطرافها، كما يضيف هؤلاء السكان و رغم الشكاوى المتكررة لم يجدوا آذانا صاغية حيث يصنع الأطفال و حتى الكبار ديكورا يوميا بحمل الدلاء و التوجه إلى المنابع القريبة و البعيدة لجلب هذه المادة الضرورية التي يزيد عليها الطلب خاصة في هذا الفصل أين ترتفع فيه درجة الحرارة إلى أعلى المستويات هذه المشكلة التي طرحوها في العديد من المناسبات إلا أنها لم تأت بثمارها حتى الساعة مما أثار استغراب العديد من المواطنين القاطنين ببلدية مروانة نهاية الأسبوع الفارط إذ لم تزر المياه حنفياتهم ومنذ أسابيع على مستوى الكثير من الأحياء بالمقابل يبقى التزود بالمياه منتظما بباقي الأحياء الأخرى ليلجا هؤلاء المواطنين إلى الاستفسار لدى مصالح الجزائرية للمياه عن هذا الوضع مطالبين بإيجاد حلول كفيلة تخرجهم من هذه الأزمة في أقرب الآجال الممكنة. مياه شروب مختلطة بالتراب و غريبة المذاق من خلال تعريف المياه نجد أن الماء لا لون له و لا طعم و لا رائحة و عند مقارنة هذا التعريف بالواقع يعد مخالفا تماما للمياه الموجهة للشروب في العديد من أحياء مدينة باتنة أبرزها حي 1272 مسكنا الذي استغرب سكانه الطعم الغريب و الرائحة الكريهة للمياه التي تصلهم، حيث رجح سكان المنطقة أن السبب هو اختلاطها بالمياه القذرة و مياه الصرف الصحي مبدين تخوفهم من استمرار المشكل مما قد ينجر عنه كارثة صحية عويصة الأمر الذي يبين عدم الإهتمام بصحة المواطن التي ضربت عرض الحائط،وأمام هاته الوضعية يجدد سكان الحي رفع نداءاتهم إلى الشركة المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتسوية وضعيتهم بإعادة تطهير الماء لتفادي انتشار الأمراض المتنقلة عبر المياه. هل ستنهي المشاريع الجديدة الخاصة بتجديد شبكات المياه معاناة المواطن؟ و حسب مصادر حسنة الإطلاع فقد استفادت مديرية الري من مشاريع تنموية تخص عمليات إعادة تهيئة شبكات صرف المياه المستعلمة التي تعاني الإهتراء مع ربط الأحياء التي بقيت تنتظر هذه الخدمة العمومية و التي تحفظ صحتهم إلى جانب إعادة الاعتبار لشبكات والربط بالمياه الصالحة للشرب حيث أن هذه العمليات تهم المواطن خاصة ونحن في فصل الصيف أين تصبح لتلك العمليات أهمية كبيرة من قبل المواطنين إذ استفادت الولاية من 10 عمليات تنموية تخص شبكة الصرف الصحي ، هذا و ستمس عملية تجديد وتوسيع قنوات الصرف الصحي 9 بلديات تعاني من نقاط سوداء كانت تنكد حياة المواطن بها على غرار بلديات بريكة و باتنة ومرفق سيدي بلخير ببلدية تازولت وكذا بلدية عين التوتة إلى جانب مشروع فريد من نوعه في قناة جديدة للصرف الصحي تربط شبكة الصرف الرئيسية الرابطة بين المدينةالجديدة حملة إلى غاية محطة التصفية بباتنة ،أما عن العمليات التي تخص الربط والتوسع في شبكات المياه الصالحة للشرب لأكثر من 6 عمليات عبر دوائر وبلديات الولاية منها تدعيم شبكة المياه الصالحة للشرب ببلدية الجزار من المنقب الجديد «جزار الشرقي «وتدعيم كذلك العديد من المناطق بالمياه في كل من مناطق مدبارة ،وكعبن ،بوعروس انطلاقا من وادي الشعبة مع انجاز قناة جديدة للمياه تربط بين المنقب المائي رقم «8» ببلدية المعذر بالخزان المائي 1000 متر مكعب مع إعادة التأهيل لمحطات ضخ المياه المتواجدة عبر كامل تراب الولاية .