لا تزال معاناة المواطنين مع مشكل قلة أو انعدام المياه قائمة في عدد من بلديات وقرى الوطن، حيث اشتكى الكثير من المواطنين، من شح حنفياتهم وجفافهم، واضطرارهم إلى اقتناء صهاريج المياه للتزود بهذه المادة الحيوية، مقابل مبالغ مالية معتبرة، ولأن فصل الصيف يضاعف من حاجة الموطنين للمياه، فإن كثيرا منهم صار مجبرا على اقتناء صهريج الماء مرة في الأسبوع على الأقل، بانتظار أن تلتفت السلطات المعنية إلى هذا المشكل العويص وتحل أزمة العطش الحادة التي تضرب عدة مناطق، ما حول صيف هؤلاء إلى جحيم حقيقي ينتظرون الخلاص منه في أية لحظة، وصارت قطرة الماء شغلهم الشاغل، والكابوس المؤرق لهم. بني سليمان.. مواطنون يلهثون وراء قطرة الماء يعيش سكان بلدية بني سليمان أزمة حادة في التزود بالماء الشروب وهذا منذ بداية حلول فصل الصيف، حيث يكثر الطلب على هذه المادة الضرورية للحياة، وأصبح سكان الأحياء يهيمون وهم يحملون الدلاء و»الجيريكان« في كل الاتجاهات بحثا عن قطرة ماء خاصة منذ بداية جويليه الجاري، في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة التي فاقت ال45 درجة، كما تضطر بعض العائلات إلى جلب المادة عن طريق الصهاريج ب 600د.ج للصهريج الواحد. مواطنو البلدية اشتكوا من هذه الوضعية الكارثية وعبروا في مجملهم عن استيائهم العميق وسخطهم اتجاه نقص المياه في هذا الفصل بالذات الذي تزداد فيه حاجة السكان للمياه بشكل أكبر، فبالنسبة لسكان المنطقة الحضرية ببني سليمان فإن المشكل يتكرر مع حلول كل صيف ولأزيد من عقد من الزمن، خاصة وأن المنطقة تفتقد إلى الآبار كحال عاصمة الولاية المتوفرة على أكثر من 600 عين تزود حتى عابري السبيل، وحسب السيد »ب.أحمد« المكلف بأمور المكتبة البلدية فإن حنفيات مسكنه لا تزورها قطرات الماء الشروب إلا مرة كل عشرة أيام في المتوسط، وعن الكمية المخزنة فهي لا تتجاوز 700 لتر لستة أفراد، وبهذا فنصيب الفرد الواحد لا يفوق 12 لترا في اليوم، أما المواطن »م.أحمد« فإنه ينوي مغادرة مسكنه باتجاه مسقط رأسه ببلدية بوسكن المجاورة لتوفر المياه هناك، على أساس أن الكمية المخزنة لديه والمقدرة بنحو 1200 لتر لا تفي بالغرض لمدة 15يوما. ونحن بصدد الاستفسار عن أسباب الأزمة الحادة التي يعيشها سكان هذه البلدية ذات 37000 نسمة، استلمنا شكوى في الموضوع من سكان حيي 30 و40 مسكن موقعة من طرف 30 مواطنا موجهة إلى والي المدية، يناشدونه بفصل هذين الحيين عن الحي الأصلي »حي صدام حسين« فيما يخص التزود بالمياه الصالحة للشرب، لعدم توفر الكمية اللازمة لهذين الحيين المدشنين عام2002، وحسب الشكوى فإن حنفياتهم تكاد تجف صيفا، أما في باقي الفصول فإن المياه لا تتوفر إلا مرة كل 15يوما وفي ساعة متأخرة من الليل، قد تصل إلى حدود منتصف الليل أحيانا. ومن بين المشاكل الكبيرة التي تخبط فيها المنطقة فيما يخص التزود بالماء الشروب، هنالك انخفاض مستوى منسوب المناقب المائية بكل من رأس العين التي تقلصت من 5ل/ثا إلى مادون 2ل/ثا ونفس الظاهرة ملاحظة على باقي المناقب بكل من بني معلوم والشجرة ببلدية بوسكن التابعة إداريا إلى دائرة بني سليمان، وهذا لعدم تساقط الثلوج لأزيد من 06 سنوات متتالية، ويبقى الحل العاجل هو تزويد سكان المنطقة بمياه سد واد الحمام بالعزيزية الذي توشك الأشغال به على نهايتها، حيث يتم ضخ الكمية الكافية من القلب إلى خزان بلدية بني سليمان، هذا بالإضافة إلى ضرورة توصل سونالغاز إلى حل مشكل التيار الكهربائي حسب أحد العارفين، في انتظار التزود من مشروع »كدية أسردون« الموصوف بالضخم والذي سيزود أكثر من 13بلدية بولاية المدية بالمياه الصالحة للشرب، وللإشارة فإن المسؤول التنفيذي الأول على مستوى الولاية سبق له وأن تفقد المشروع قبل أسبوعين لمعرفة سير الأشغال. من جهتنا، ومحاولة منا للتقرب أكثر من أسباب تفاقم أزمة التزود بالمياه الصالحة للشرب بالمناطق المذكورة، فقد حاولنا التقرب والاتصال برئيس وحدة الجزائرية للمياه بذات البلدية وللمرة الرابعة على التوالي، ولكن في كل مرة كان يقال لنا بأنه خرج لتفقد مكان توقف مضخة دفع الماء من المنقب المائي أو دفعه من الخزانات المختلفة، بفعل العطب الذي طاله نتيجة تذبذب التيار الكهربائي أو انقطاعه، وهي ظاهرة تفشت في الآونة الأخيرة على مستوى مناطق الجهة الشرقية من الولاية بشكل كبير وعادة، ما تتسبب في تعطل الأجهزة الكهرومنزلية، كما أن نفس الحكاية تكررت لدى ترددنا على ذات المقر صباح أول أمس، حيث قيل لنا بأن المسؤول المذكور ببلدية العزيزية مقر الدائرة لإصلاح العطب الذي أصاب أحد الأنابيب الموصلة والمهترئة، كما أن الشركة تملك سيارة وفأسين ومجرفتين لا غير، ليس بإمكانها تغطية مناطق سكانية بحجم سكاني يفوق ال 20 ألف نسمة وبأماكن بعيدة ومتفرقة، حسب أحد العاملين بمركز الجزائرية للمياه. ليبقى السكان تحت رحمة العطش والصهاريج وشح الحنفيات في هذا الفصل وعلى بعد أيام قليلة من شهر رمضان المعظم، إلى حين إيجاد حل نهائي لمعضلتهم. يسر ببومرداس...مياه الحنفية للغسيل والمعدنية للشرب لا تزال قرى بلدية يسر الواقعة جنوب شرق ولاية بومرداس تعاني من عدم تزويد منازلها بشبكة المياه الصالحة للشرب، على غرار قرى جعونة وبوشاقور وغيرها، وهو ما أجبرهم على اقتناء صهاريج مياه الشرب على مدار السنة، ورغم التفات السلطات المحلية إليهم بعد إدراج اسم البلدية ضمن البلديات 12 التابعة لولاية بومرداس التي استفادت من مشروع مياه سد »تاقصبت« وهي العملية التي استبشر بها السكان خيرا ولاقت استحسانا من طرفهم بعد طول المعاناة، إلا أن ذلك لم ير النور بعد ولم تكلل العملية بالنجاح- على حد تعبيرهم- باعتبار أن القائمين على المشروع لم يأخذوا بعين الاعتبار قدم واهتراء القنوات القديمة التي تآكلت بفعل الصدأ أو الثقوب، ما جعل المياه تتسرب وتتدفق في أنحاء الأحياء والطرقات حارمة بذلك السكان من الاستفادة منها والتي لا يصلها إلا كميات قليلة من الماء، كما تأتي أحيانا أخرى مختلطة بالمياه القذرة، ليعود مشكل المياه يطرح نفسه بشدة وسط هذه القرى. وقد احتج السكان مرات عديدة على هذه الوضعية ونددوا بسوء التسيير ولا مبالاة بعض المسؤولين الذين يتخذون سياسة الترقيع في مثل هذه المشاكل الحساسة على الرغم من الشكاوي المتكررة التي انهالت عليه من مواطني هذه القرى الذين أجبروا مجددا على اقتناء الصهاريج، فأضحى مشكل نقص المياه بمثابة الطابور اليومي واللامنتاهي للسكان الذين سئموا من هذه الوضعية المزرية خاصة بعد تعقيد المشكل عندما اختلطت بالمياه القذرة المنسابة بشكل عشوائي من قنوات الصرف الصحي المتهرئة هي الأخرى، فأصبحت الأمراض تهدد حياتهم بالنظر للرائحة الكريهة المنبعثة من هذه المياه القذرة وهو ما أجبر عددا من السكان- نتيجة اللون غير العادي للمياه- على اقتناء المياه المعدنية وتوجيه مياه الحنفية إلى مهمة الغسيل فقط، لهذا يطالب سكان معظم قرى بلدية يسر من السلطات المحلية الالتفات إلى مشكل المادة الحيوية هذه التي نغصت حياتهم وحولتها إلى جحيم حقيقي، صعبت من حياتهم بالنظر إلى ما تكتسيه المياه من أهمية في حياة كل مواطن. ب.سارة/ ع. عليلات / ف. قوجيل