كشف الصحافي المغربي، المقيم في الولاياتالمتحدة، أحمد رضا بنشمسي، النقاب عن واحدة من أكثر قضايا الفساد المالي إثارة للجدل في المغرب، والتي يتورط فيها مقربون من الأسرة الملكية. ونشر هذا الصحافي تحقيقاً في صحيفة “لوموند” الفرنسية، يتعلق بمدير أعمال الملك المغربي محمد السادس وسكرتيره الخاص، منير الماجدي، وقال إنه أنشأ شركة تجارية خاصة، وأرغم الحكومة المغربية على شراء أسهم في هذه الشركة من أموال دافعي الضرائب. كما سلّط الضوء على استشراء الفساد في المغرب ومسؤولية النظام الحاكم عن ذلك، وتحديداً الدائرة الضيقة المحيطة بالملك، وفي مقدمتهم الماجدي. وتعود فصول القضية إلى عام 2010، حين عمد الماجدي إلى تأسيس شركة خاصة تحمل اسم “بايسيس المغرب” لتكون فرعاً لشركة “بايسيس” الأميركية، محدّداً نشاطها في مجال تجهيز وصيانة الطائرات. لكن التقارير التي نشرها بنشمسي تفيد بأنها شركة وهمية، حيث ليس لها مقرّ ولا توظف أي عمال، وتم تسجيل عنوانها على مقرّ تابع لشركة أخرى يملكها الماجدي، وهي “أفس كوم”، التي تحتكر سوق الإعلانات في المغرب. وتضيف أن الوزير الأول آنذاك، عباس الفاسي، أصدر مرسوماً حكومياً يقضي بأن تشتري “الخطوط الملكية المغربية” 24 في المئة من أسهم “بايسيس المغرب” من أموال دافعي الضرائب المغاربة. واتسم ذلك القرار حسب الصحفي بمحاباة واضحة لسكرتير الملك، وخصوصاً أنّ شركة الطيران المغربية تعيش منذ سنوات أزمة خانقة كبدتها خسائر ضخمة. وأكد الصحافي أن “أهم ما في هذه القضية أنها تكشف الطبيعة الحقيقية للنظام المغربي، بوصفه نظاماً يعُجُّ بفضائح تداخل المصالح واستغلال النفوذ على أعلى مستويات الدولة”. اللافت أن الصحف المحلية، حتى المستقلة منها، تحاشت التعليق على هذه الفضيحة. ولا تقتصر أسباب ذلك على الاعتبارات السياسية كونها تشمل شخصية مقربة من الملك، بل أيضاً بسبب احتكار الماجدي لسوق الإعلانات، وهو ما يعرّض الصحف التي تنتقده للعقاب المالي.