من المنتظر أن يصدر في فرنسا، بداية شهر مارس المقبل، كتاب جديد يكشف ثروة الملك محمد السادس وعلاقة القصر بالمال. وتشير مصادر إعلامية إلى أن الكتاب الجديد من شأنه توتير العلاقات بين باريس والرباط. الكتاب من تأليف الصحافية كاترين غراسييه، التي سبق لها أن اشتغلت في المغرب مع مجلة "لو جورنال"، والكاتب الصحفي المخضرم إريك لوران، الذي حاور الملك الراحل الحسن الثاني في كتاب مذكراته "ذاكرة ملك". الكتاب الذي يحمل عنوان "لوروا بريداتور"، هو عبارة عن تحقيق حول علاقة السلطة بالمال في المغرب. وهو نتاج تحقيق ميداني دقيق، وبحث في ملفات حساسة، ولقاءات مع عدة شهود على حقبة الملك محمد السادس خلال السنوات العشر الماضية، حسب ما قالته مؤلفته كاترين غراسييه لموقع "لكم.كوم" المغربي، وتضيف غراسييه أن الكتاب يسلط الضوء على كيفية بسط العائلة المالكة في المغرب يدها على الاقتصاد المغربي، بحيث تم تحويل "الرعايا إلى زبناء" لشركات الملك ومقاولاته. وقالت غراسييه إن ثروة الملك الشخصية تضاعفت خمس مرات خلال السنوات العشر الماضية، وأصبح هو أول مصرفي، وأول صاحب شركة تأمين، وأول فلاح في مملكته. كما أنه أصبح يلعب دورا مهيمنا في الصناعة الغذائية والإتصالات والطاقة والبيع والتوزيع عبر المساحات الكبرى. لدرجة أن مجلة "فوربس" اختارته من أغنى الشخصيات الحاكمة في العالم. وعبر صفحات الكتاب، يحاول مؤلفاه الجواب عن السؤال: كيف حول الملك محمد السادس مملكة والده الحسن الثاني، من مملكة مستبدة إلى مملكة مملوكة؟ ويعتبران أن من ساعد على هذا الاستنزاف الممنهج للاقتصاد المغربي هو السكرتير الخاص للملك محمد منير الماجدي، ويخلصان إلى استنتاج خطير مفاده أنه "إذا كان الاستبداد الملكي تحت حكم الحسن الثاني بهدف ضمان استمرارية النظام الملكي، فإن بنية الحكم الذي وضعه ابنه تهدف إلى خدمة مصلحته الخاصة"، وهو الموضوع الذي جاء نقلا عن وكالة المغرب العربي لأنباء المستقلة.