اتحف ليلة امس المطرب والملحن التونسي عدنان الشواشي جمهور عنابة ومتتبعي المهرجان الوطني للموسيقى والاغنية الحضرية بباقة من الاغاني الطربية وموشحات عربية راقية من جبة الفن الاصيل التي جاء من تونس الشقيقة وهو مثقل بها ليعيد بذلك مسامعنا الى زمن الوصل والمتعة بالكلمة المعبرة واللحن المتميز والصوت العذب الذي تم اختياره ليكون خاتمة اسبوع كامل من الشدو في سماء الطبوع الغنائية والموسيقية الحضرية ..عدنان الشواشي الذي يتميز عن غيره من الفنانين التونسيين والمغاربة والعرب بكتابة كلماته وتلحينها تحت ضغط السرد والحكي ونسج قصص للحب والشوق والنجوى استلهمها من تجارب خاصة واخرى عاشها من محيطه ومجتمعه على غرار «سور المدينة شاهد»و»يا حبيب العمر «و عذرا» و على عيني دلالك»و عديت ليك «و «ريحان صدرك احلى» هذه الاخير القادمة من قواميس اللغة العربية بكل ما تحمل من صدق وحسن تعبير ..خلال سهرة كاملة استطاع بلبل تونس ان يتجاوز حدود المغرب العربي من طبوع الراي والعلاوي والهداوي الذي يشغل الجسد بالحركة والرقص والحركة على انغام الريتم السريع الى مراكز الروح النقية ليرفرف بصوته في اجوائها ..لقد استطاع ان يحتفل بهدوء الروح وسكينتها ويبعث من خلال ذلك رسالة جديدة عن الفن العربي الذي غابت ملامحه في فوضى الاصوات المتشنجة ..وهو ما لاحظناه من خلال الاجساد التي ارتكنت للتمايل مستمتعة بما قدمه»شادي الالحان» وحتى نخبة الشباب التي من عادتها ولوج قاعة المسرح لمغافلة اوقات للرقص والصراخ والتصفيق والتزفير هدات من روعها وتناغمت مع سرب الطيور الذي سفرنا خلال ليلة كاملة الى روائع الطرب العربي الاصيل فمن شدو الاغاني التونسية باللغة العربية والدارجة المحلية استحضر المطرب عدنان الشواشي كوكب الشرق ام كلثوم برائعة «انت عمري» ولم يفوت هذا الاخير ان ينوع في اساليب تطريبه للحضور حيث احضر كعادته قيثارته وعزف موشحات عربية بمساعدة فريق من الموسيقيين ارغم الجمهور الحاضر على التصفيق والوقوف ..ليتسلم هذا الاخير قلادة وشهادة مشاركة ستكون حتما شاهدة على بصمته المتميزة في ختام المهرجان يذكر ان الفنان كمال عزيز بدوره الهم القاعة متعة استثنائية من خلال باقة من اغاني الشعبي العاصمي التي ارقصت عشاق هذا النوع من الفن تحت انغام «اي ليك يا مرويلا».