عبد القادر خالدي يعود من التراث وخلاص يكرر نفسه فاجأ المطرب عبد القادر خالدي في السهرة الرابعة من فعاليات مهرجان جميلة العربي، جمهوره بالجديد الذي قال انه من التراث الوهراني الأصيل، ورفض صاحب أغنية «ياما يا بويا» العودة الى أرشيفه القديم بدعوى التجديد للارتقاء بالأغنية القديمة فيما ظهر الشاب خلاص بأغانيه المعروفة التي كانت عبارة عن لوحات رايوية استقبلها الجمهور بالرقص والتصفيق. الفنان عبد القادر خالدي ابن مستغانم ورغم مروره على بلاطو كويكول أربع مرات الا أنه ظهر في هذه السهرة شبه مضطرب وزاده قلق استفزازات بعض الصحفيين الذين تعاملوا معه بطريقة «الاستنطاق» حيث رفض الوقوع في فخ الاجابة الجاهزة لضرب «هذا بهذا» كما قال، وصعد الى المنصة محييا الجمهور الذي هتف له مشيرا الى أغانيه المشهورة التي قادته الى خلافة الأب الروحي للأغنية الوهرانية بلاوي الهواري، فغنى مقطعين الأول بعنوان «ربي قضي عليا في يده الأيام» قال أنها من التراث وقد أداها قبله الشيخ حمادة سنة 1934 والأغنية الثانية بعنوان «كواتني الحسنية» حيث لم يخرج عن الايقاع الذي يعرف به من زمان حتى في أغانيه الجديدة التي كانت عبارة عن لوحات فنية بالايقاع الوهراني الأصيل. وكان الفنان نور الدين طيبي خريج مدرسة ألحان وشباب قد قدم بحنجرة دافئة أغاني رابح درياسة التي استقبلها الجمهور باستحسان رغم أن الظاهر من خلال الأجواء التي تسود المهرجان أن أغلب الحضور ومتابعي السهرات ذو ميولات فنية رايوية ومع هذا فإن ابن تيارت الفنان نور الدين طيبي استطاع أن يحيي في النفوس الأغنية الجزائرية الأصيلة التي غناها الكبار من أمثال درياسة وصليحة الصغيرة وسلوى. ولم يغب عن أجواء هذه السهرة الفن العربي القادم من وراء الحدود، حيث كان الشاب جيلاني من ليبيا من الأصوات الواعدة التي تجاوب معها الحضور حيث قدم على مدار نصف ساعة تقريبا الموشحات الليبية بآلات وإيقاع ممزوج بين العصري والأصيل، ورغم بعده عن الأغنية الجزائرية شكلا ومضمونا الا أنه استطاع أن يلفت الأنظار بطريقة أدائه المتميزة. وعادت أغنية الراي مرة أخرى في الجزء الثاني من السهرة مع الشاب رشدي ابن العلمة الذي صعد الى المنصة تحت التصفيقات المنبعثة من وسط الشباب الذي أظهر رغبته وحماسه للرقص ولم يكن في جعبة الشاب خلاص سوى الأغاني القديمة وكأن نجوم الراي اتفقوا على افلاسهم، فالأطباق التي يقدمونها ترجع الى العهد الذي ظهر فيه هذا اللون الذي وصل الى العالمية على يد الكينغ خالد والشاب مامي، فغنى خلاص للشاب حسني»طال غيابك يا غزالي» وختم ب «بلادي هي الجزائر» بعد أن اقتنع بأن الحضور لم يعد يعنيه وزن الفنان او رصيده المهم هو الايقاع الذي يدخل معه في غيبوبة الرقص. وهكذا أظهرت السهرة الرابعة توجها جديدا لدى جمهور جميلة، فمع تراجع نسبة الاقبال تدريجيا يمكن ملاحظة المستوى أيضا لدى المطربين الذين ترعبهم نقمة الجمهور مما يجعل العائدين الى جميلة يحسبون لها ألف حساب. ع.مرزوق